المحتوى الرئيسى

صحيفة سعودية: جيش مصر فوت الفرصة على أمريكا لتوصيفه بـ(الانقلابي)

02/13 11:32

 رحبت صحيفة "الرياض" السعودية اليوم الأحد، بموقف الجيش المصري خلال تعامله مع المتظاهرين والمعتصمين أثناء ثورة الشباب، وقالت إن الجيش المصري لم ينجر للموقف الأمريكي الذي حاول أن يجعله جيشا انقلابيا يحسم الأمور بسرعة.وذكرت الصحيفة في مقال بعنوان "كلمة الرياض"، أن "معظم جيوش الانقلابيين، شجعان في قمع شعوبهم وتغيير الأنظمة، وأرانب أمام جيوش الغزاة، والاختبار الناجح جاء من الجيش المصري، الذي رغم ولائه للرئيس مبارك، لم ينجر لصدام مع المتظاهرين والمعتصمين من الشعب المصري، عندما حاولت أمريكا أن تجعله جيشا انقلابيا يحسم الأمور بسرعة، غير أن الموقف الأمريكي نفسه طرح أبعادا متناقضة مما جعل الجيش يراه محرضا أكثر منه متوازنا سياسيا وحريصا على أمن مصر".وتابعت الصحيفة "تعودنا من سلطات جيوش الانقلابات أن الضباط يشكلون طبقة تحصل على امتيازات السكن والتطبيب والأندية، والتخفيضات في المشتريات، والتسهيلات في السفر، وهي رشاوى لحماية تلك الأنظمة".وأردفت بالقول "قيل إن مصر لم تحكم بشخصية وطنية منذ العصر الفرعوني، إلى انقلاب 1952 حينما تولى السلطة محمد نجيب الذي خلفه جمال عبد الناصر ثم السادات فحسني مبارك، وطرحت أسباب كثيرة سلطت الضوء على طبيعة المجتمع المصري الذي أعطي العديد من الاتهامات، لكن ثورته غير المسبوقة في تواريخ الثورات ستكون علامة أخرى لقراءة الحركة الشعبية العفوية، والتي قادها شباب لا ينتمون للأحزاب، أو مؤدلجون لأي تنظيم".وقالت الصحيفة إن غرابة الثورة في مصر ليس فقط في حسها العام التوافقي، بل في تماسكها أمام الفوضى، وهروب رجال الأمن، بل وضعت العالم أمام حقبة جديدة عززت الشخصية العربية التي كانت توصم بالهمجية والرعديدية المهزومة، والطيعة لأي حكومة سلطوية، وهذا معيار بني على الاستكانة التي جعلت حكومات العسكر أداة التخريب للاقتصاد والذمم وأخلاقيات المجتمع".وأشارت الصحيفة إلى أن الزعامة هذه المرة لثورة التكنولوجيا التي باتت تحرك الأصابع، والعقول، وتقود إلى طريق الحرية، ونتاجها كان 25 يناير من عام 2011 المفاجئ والعظيم بسلميته وسلاسته، تحركه وصبره المقاوم لكل التنازلات غير المرضية.وقالت الصحيفة إن العصر الجديد سيقود إلى خلق مفاهيم مختلفة تجاه المواطنين العرب الذين عانوا القهر والتفرقة والتهميش، وقد أدركت قوى خارجية أن مخزون الغضب عند الشعب العربي كبير جدا، وأنه تحرك بدون إيحاء أو وصاية من أحد.وتابعت بالقول إن "أمريكا التي عرفت معظم الزعامات العربية، ودققت في هوياتهم وسلوكهم، وتعاملت معهم بدونية لتبني سياساتها باتجاه مضاد للشعب، هي من فهم الرسالة الطويلة، وأن التعامل القديم، سواء بالإملاءات، أو قتل السلام والتآمر على الأرض الفلسطينية، والتحالف مع إسرائيل ضد طموح عربي، خرجت عن الدائرة القديمة لتؤسس علاقات تبنى على التكافؤ في كل شيء، وهذا ما جعل اهتمامها بثورة مصر يطغى على أحداث داخلية وخارجية، لأن تأثير هذه الحركة وفي بلد يؤثر في محيطه العربي وقارته الأفريقية، لا توضع في دائرة النسيان".وأشارت الصحيفة إلى "أن الوطن العربي، الذي ظل بدون رأي إلا عندما تختزل شخصيته ونفوذه بالزعيم الذي يعطي نفسه الرتب العسكرية والمدنية، وتوزع صوره على الميادين والمكاتب، وكل من لا يرضخ لهذا السلوك يفقد هويته ووظيفته، ويحجر عليه داخل مدينته، لكن ما جرى في تونس ومصر غير المعادلات فصار المواطن بذرة جديدة في حقل الحرية".

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل