المحتوى الرئيسى

أيها المصريون..ما أروعكم..لقد أثلجتم صدورنا بقلم:م. هناء عبيد

02/12 23:33

نعيش في مختلف أنحاء العالم العربي أوقاتا تاريخية عظيمة ، لا يمكن للذاكرة أن تنساها ، إنه اليوم الذي أسقط فيه الشعب المصري البطل نظام الرئيس حسني مبارك الذي دام لمدة ثلاثين عاما اعتبرت من أقسى المراحل التي مر بها الشعب المصري العظيم . لقد عصف الحدث بكل وجداننا واهتزت له كل مشاعرنا ، إنه الصدمة التي سنحتاج لوقت لتجاوزها ، فنور شمس مصر الذي أضاء ظلاما كان قد اختلج قلوبنا ليس كأي نور ، فمصر أم الدنيا التي احببناها منذ وعينا على الأرض وعشقنا أرضها ولونها القمحاوي وأحببنا ماء نيلها حتى وإن لم نشرب منه ، وشعبها العظيم هو الشعب العملاق الذي عاصر كل الحضارات وكان له ميزته النادرة وسحره العجيب الذي جعله يحتل مكانة مميزة في قلوبنا ، شعب طيب كريم معطاء يمتاز بخفة الدم وصنع البسمة رغما عن قسوة الظروف . وها هو اليوم يثبت للعالم أجمع أنه الشعب الجبار المغوار ، لقد رأيناه يخرج إلى الميادين بالملايين لإسقاط الظلم غير عابئ بالنتائج المجهولة التي قد تترتب عن مظاهراته وغير عابئ بآلات الدمار التي استعملها النظام المصري قرابة الثلاثين عاما ، بل نزل إلى الميدان فاتحا صدره لتلقي رصاصات الأمن المركزي الذي ما فتئ يوما عن تعذيبه ، ومتحديا كل اساليب القمع التي تفنن النظام في إبتداعها . أريقت دماءه في الشوارع فما كانت الدماء الزكية إلا دافعا أكبر له للإستمرار لتطهير الأرض من طغيانها . لقد خاض الشعب المصري معركة أعصاب شديدة حاول النظام استغلالها للضغط على أعصابه وإرهاقه ليدب اليأس في نفسه ، لكن صبره وصلابته وايمانه بقضيته جعله يتصدى لكل المحاولات الصلفة بكل قوة وشجاعة ليثبت للعالم أجمع أن مارد النيل الذي شرب من مائه لا يمكن أن تقف أمامه جبابرة الظلم ، وليثبت للعالم أنه ما ضاع حق كان وراءه مطالب . لقد أثلجت صدورنا أيها الشعب المصري العظيم ، وأدخلت البهجة إلى قلوبنا ، وأشبعت روحنا بالفرحة التي لم نشعرها منذ زمن طويل بعد أن هزت عالمنا العربي عواصف الذل والخذلان ، لقد أعدت الثقة إلى نفوسنا ورفعت رؤوسنا عاليا وأعدت عزة النفس التي اندثرت تحت مشاعر اليأس والبأس والألم الذي أطاح بأرواحنا ، لقد عاد بصيص الأمل إلينا يحمل معه بشائر الخير بأن الغد ما زال يحمل الكثير من النصرة والعزة والعيش الكريم . بارك الله لك أيها الشعب الصامد عزتك التي استرجعتها ، وكرامتك التي لم تستغن عنها ونقدم كل تهانينا لمصرالحبيبة أم الدنيا بعودتها بإذن الله إلى دورها الريادي القيادي بين حضن أمتها العربية التي اشتاقتها، ولا ننسى شهداء ثورة الكرامة الذين ضحوا بأرواحهم الطاهرة ورووا ظمأ الأرض المتعطشة للعزة والكرامة ، فإلى جنة الخلد إن شاء الله . لقد تحقق من خلال ثورة ابطال مصر أكبر هدف كان يصبو اليه الشعب المصري وهو سقوط النظام الذي كبس على أنفاسه لمدة ليست بالقليلة ، لتبدأ مرحلة ثانية لا تقل أهمية عن المرحلة الأولى ، بل إنها مرحلة أكثر صعوبة وتحتاج إلى حكمة وترو وتفكير دقيق . على الشعب المصري أن يعي تماما أن صلاح البلد لن يكون إلا من خلال المصير الذي سيحيكه الشعب بنفسه دون تدخل خارجي أجنبي ، وعليه أن يعي تماما أن العملاء الذين يتربصون به كثر ومنهم من هو من جلدته ممن باعوا ما لديهم من ضمير من أجل مصالح شخصية مصيرها السقوط في الهاوية . إن من حرك الملايين من خلال كبسات الكترونية لن يعجز أن يقود مصر إلى ما فيه مصلحة الشعب . قلوبنا معكم وبارك الله فيكم عاشت مصر حرة عاش شعب مصر البطل العظيم عاش جيش مصر الباسل والفاتحة على أرواح الشهداء والى جنة الخلد إن شاء الله ودمتم بألف خير م. هناء عبيد

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل