ب .. حرية!أرفــع رأســك فــوق.. أنــت مصـــري
[email protected]يصفون الحرية بقطرة زئبق في راحة اليد التي تظل مستقرة طالما يدك مفتوحة وحينما تحاول ان تطبق يدك تصبح غير مستقرة وتهرب من بين أصابعك.. وهذا ما فجر ثورة »التحرير« فلو لم يغلق النظام كل أبواب ممارسة العمل السياسي في المدارس والجامعات والنقابات لما لجأ الشباب الي »الفيس بوك« هربا من قبضة النظام، وبطش الداخلية، ومحسوبية التعبير، والترقي بالاقدمية، والتعليم بالتلقين.مخطيء من يقول انها ثورة جياع، فهي ثورة شباب »مكبوت«، تعددت شعاراته، وتنوعت هتافاته خلال »ثورة التحرير« وكلها كانت تصب في خانة »الحرية« التي اعشقها ولم ارض عنها بديلا لتكون عنوانا لمقالي الاسبوعي.. وكان احلي وابلغ هذه الشعارات »ارفع رأسك فوق.. أنت مصري«.> > >اصرت أسرتي الصغيرة زوجتي وولداي مراد وعمر علي النزول الي ميدان التحرير امس الاول بعد حبس اجباري في المنزل استمر ٨١ يوما منذ اندلاع الثورة.. فوجئنا بحشود بشرية تتوجه للميدان من كل جهة، الكل كان حريصا علي المشاركة في لحظة فارقة في تاريخ مصر القديم والحديث، رجال ونساء وشيوخ وشباب حتي الاطفال.. الكل يتدفق علي الميدان، الابتسامة تعلو الوجوه الشباب يساعدون »العواجيز« علي المرور وسط الزحمة ويحملون الاطفال فوق اكتافهم ليتمكنوا من رؤية المشهد.. ويعيشون اللحظة الفارقة، مئات الالاف تجمعوا في عدة كيلو مترات هي مساحة ميدان التحرير، ولم تحدث اي مشاحنات او احتكاكات ولا تخريب ولا نهب ولا سلب.. الكل في واحد، لم يتفقوا مسبقا علي شيء، ولم ينظمهم احد ولكن كان هدفهم واحد الحرية هي التي جمعتهم وهي التي نظمتهم.> > >وسط الزحمة واحد غلبان شاف قائد من الجيش قاعد علي كرسي امام وزارة الخارجية، راح يسلم عليه ويشكره علي وقفة الرجالة التي وقفها الجيش مع الشعب.. القائد قام وقف ووجهه تعلوه الابتسامة وسلم علي الراجل الغلبان هو ده الفرق بين ضباط الجيش وضباط الشرطة وياريت يتعلموا.> > >٥٨ مليون مصري انتزعوا حريتهم، القوانين لم تمنحهم الحرية، والدستور لم يمنحهم الحرية، والنظام لم يمنحهم الحرية، ولكنهم اصروا ان يذوقوها، ويعيشوها، وبقي ان يبدأ كل واحد منا ممارسة هذه الحرية ولا يسكت علي خطأ، ويلغي من قاموسه و»انا مالي«، »خليني في حالي«، »خليني امشي جنب الحيط«، »يا عم كبر دماغك«، »الحكومة هي »المسئول«، فلقد اصبح كل مصري هو المسئول وهو سيد قراره مادام لا يضر، ومادمنا كلنا ايد واحدة.. مسلم ومسيحي، كبير وصغير، ولد وبنت.. من يوم الجمعة البلد رجعت لينا.. ماحدش يرمي زبالة في الشارع.. ولا يكسر اشارة ولا يؤذي جاره، ولا يدفع رشوة ويغير اي سلوك سلبي يمارسه.. زي ما قدرنا نغير النظام نقدر نغير كل ما يسيء لمصر.> > >ثورة »التحرير« المصرية زلزال سيصيب توابعه كل دول المنطقة، ولن تنجو دولة كبيرة ولا صغيرة من اندلاع الثورة بها، وسنصدر الحرية لكل الدول، ثورة بيضاء، سلمية، ليس بها أجندات خارجية، ولا يطمع فيها احد للزعامة، ولا ينتظر مفجروها نيشانا او منصبا، ولم يتقاض احد فيها اجرا.> > >أنا وأنت وهو جنينا ثمار ثورة »التحرير« التي روتها دماء شهداء ابرياء، قتلتهم رصاصات غادرة، ودهستهم سيارات الشرطة والسفارة الامريكية.. هم ضحوا بأرواحهم، لنستمتع نحن بالحرية.. هم اعطونا كل شيء، ولم نعطهم نحن اي شيء.. دماؤهم في رقبتنا.. ولن تهدأ أرواحهم إلا إذا اصبحنا احرارا، ومارسنا الحرية المسئولة.. وعادت مليارات واصول مصر المنهوبة للشعب.في جنة الخلد يا شهداء مصر.
Comments