المحتوى الرئيسى

رقصة مصرية ميدانية التحرير بقلم:نيروز قرموط

02/12 23:03

رقصة مصرية ميدانية التحرير انتفضت مصر في رقصة واثبة ميدانية التحرير , الاصوات تتعالى من الخلف والامام , تلتف الميدان و الجماهير ما بين كل الاصوات لا تقوى العودة لبيوتها أرتأت في الميدان بيتا و دفئا و تحررا وتجددا افتقده شخصنا المصري , كل اراد الشعور بأنه لم يفقد بريقه في الوجود الحي والانساني و السياسي والميداني , أنا هنا أهتف عاليا باسمي , باسم مصر , باسم كل مصري أراد الحرية وعتق نفسه من آثار الحكم الطويل و ما شابه من ارهاق في تقرير المصير لثمانين مليون مصري استطاعو رؤية مصيرهم طيلة ثلاثين عاما حتى وإن هفت بريق ما طال انتظار رؤياه... أبرقتم عينانا بتوهجكم المستمر تحت ضغوط و أسواط الجميع من الخارج من أراد سرقة حركتكم و توجيه شعاركم لمآربه السياسية والاستعمارية , من الداخل من أراد الاستئثار بهبتكم , ومن النظام من خشي قدرتكم على رؤية الخير لهذا البلد العريق القديم الحديث , موروثكم الثقافي تجلى في حزنكم وفرحتكم و ضحكتكم التي لا تتوقف في أضنك الظروف , حضارتنا المصرية مثال عربي لا يسعنا إلا رفع التحية لها في كل يوم جديد ينتطرنا .. أهدافكم واضحة لايشوبها ضبابية و لا غوغائية ولا هوائية ... العيش الكريم أعلاها و تحت هذا الشعار تندرج كل وسائل التحرير من كلمات عبرتم عنها في سلمية و أدبية وهزلية و غضب شامخ لم يستطع جيش هذا الغضب إلا الانحناء اكبارا لنقاء و طهارة من غضب ... شباب واطفال وكهول نساء و رجالا اجتمعوا دون خوف دون تردد بما يريدون ... لا يستطيع مستعمر أن يقول لنا أخرجوا وانقلبوا على نظامكم لانه لن يملك مفتاح الشرارة .. الشرارة بنا ومعنا .. كل ما أحاط بمن خرجوا من ظروف واستبداد أضعف النظام وأضعف الدولة , وأضعف السياسة , و أضاع ثقلنا السياسي والتمثيلي و التراثي وقدسية تراكمنا الحضاري , جعل من كل مصري شرارة تريد اشعال شمعة قد أنطفات من برودة سياسيين و قيادة ومفكرين فقدوا حمية التفكير في اتجاه التغيير و التجديد .. ربما أمريكا قد أرهقتنا جميعا عندما استخدمت كل الشعارات التي نسعى لتطبيقها لا قولها , لحماية أهدافها الاقتصادية والسياسية لم تكن لمرة لا عدو نزيه ولا حليف أنزه ولا محايد أتقى , أفشلت كل اندماج حضاري قد يقبله العرب بفوقيتها المتزمتة ابتعدت عن نهج استطاعت نهجه في بساطة العيش أسلوب الحضارة عندما تتحجر كل المفاهيم الحديثة .. الشعب المصري أغرقنا بهذه البساطة , وأحرجنا جميعا هو لم يرد محاربة امريكا ولا محاربة نظامه , هو أراد الاصلاح والتغيير في داخل كل هيكل مصري بشري كان أو تنظيمي أو معماري .. عندما تتجدد سيكولوجية الفرد يتجدد فعله ويستمر وينضج عطاءه وتبعده عن دائرة الاحباط واليأس التي تشككه أن لوجوده في هيكله الاجتماعي ضرورة يكترث لها أحد قد عاش أو يعيش او سيعيش... استمرار العمل على الدستور في حفظ قوانينه والبناء عليها وتجديدها وتطويرها والاضافة لها وحذف البالي منها هو تطور طبيعي لكل مجتمع أراد التطور على مبدأ البناء والتنمية المستدامة .. استحداث المناصب لدرأ المخاطر لا يكفي و اللعب على وتر الشخصيات لا يخفي الحاجة إلى الاجماع الشعبي ... فالقبول الدولي لن يكون إلا في حالة الاجماع الداخلي فنحن القوة في هذا الميزان.. نظريات المؤامرة هي كثيرة ومستشريه من داخل النظام ومن المراقبين ومن المستمعين , وأكباش الفدا هم كثر والمستخدمون لاجهاض اي فعل جماهيري هم موجودون ولكن أن وجدت الارادة , فشل كل مخطط نحو ذلك . الشعب المصري صانع الاهرامات ,صانع السينما, و صانع الاستعراض , صانع الفكاهة , صانع الادب , صانع السياسة , صاحب المرونة , قد يصنع الاكثر ان ملك موارده و ثار على الاتفاقيات المجحفة في حقه كشعب وارض , موقعكم الاسترتيجي و موزوناتكم العسكرية و الايدلوجية ترهق اعداءكم في سكونها فما هو عظيم الارهاق في تحرك المطالب باتجاه التغيير السليم . الشعب المصري قادر على التنظيم , قادر على التفكير في أوسع الدوائر المغلقة , فهو يمتلك حنكة الانتعاش في السياسات الهامدة , والقفز من أعلى الالغام المحكمة الاختباء في داخل الارض .... منا من يتوقع أن ما حدث في تونس هو تحضير لما حدث في مصر , وما سيحدث بعد مصر , كثر من حافظوا على الحكم الابوي والبوليسي والاستخباراتي و الرجعي والرافض للتغيير بلدان عربية عدة قد تستبق الحدث لادخال تغييرات عدة تنأى بها عن ثورة جارفة ستجرفهم في طريقها , إن أعتقد البعض أن هنالك غطاء دولي يحمي وجودهم فالشعب أذكى في اكتشاف متى سينزع هذا الغطاء , ولن يكون القدرة على رفض تجمهره , الانتهاء السياسي للحكومات هو خطأ يتربص الجميع ومن السهل الوقوع به , الانسحاب في الوقت المناسب و تهيئة المناخ المناسب للشريك السياسي المنافس هو فعل سياسي يصب في الدرجة الاولى في مصلحة الشعب مما لا يفقدكم هيبتكم السياسية والوطنية , ولكن أن علت مصالح الحزب على الدولة فقدت كل الدولة هيبتها , وأصبحت الاخطاء مضاءة و الافعال المحمودة في عتاد النسيان ... كثر من يعتبر ان الوطنية لا تتجلى إلا بالحفاظ على مركزية الدولة والمرجعية الواحدة و الحزب الواحد و الديمقراطية الشكلية , و أن القطاع الخاص هو قطاع اريد به اضعاف مؤسسات الدولة و اقتصادها الوطني , ربما هو صحيح في شكل الاستخدام الذي تستخدمه امريكا وعدد من الدول الاوربية لاحكام السيطرة على منطقتنا العربية التي هي مركز العالم في كل طرق ذهابه وايابه , ونعم لقد تفشت المادية و الانانية والذاتية والتوزيع الغيرعادل للدخل من أثر هكذا سياسات لا تقصد إلا الاستيلاء على مقدرات الشعوب , ولكن علينا الانتباه جيدا أن الانفتاح الاقتصادي له مزاياه إن وضعنا نحن سياسة وطنية شاملة استخدمت آليات السوق المختلفة , وآليات رقابية ذات امكانية عالية لمراقبة الفعل الوطني في جميع المجالات الانمائية , الانعزال والرفض سيدخلنا في آتون مختلف يتطلب منا وضع البديل الممكن ولا بديل إلى الآن , نعم نحن نعيش في سرعة لم نصنعها و لا نستطيع إبطاءها ولكن نستطيع صنع التأهيل المناسب لاستقبالها .. لا يمكن أن نوقف الحراك الاجتماعي والاهلي والسياسي و الاقتصادي في ظل ركود الاتفاقيات والتفاهمات الاقليمية والدولية وتفشي النزاعات لانها في أصلها فعل انساني متعدد التوجهات لم يخلق لتنهيه وانما لتنظمه وتطوره و تظهره خيرا لهدف الجميع .. الانتخابات الاخيرة في مصر كانت نكسة النظام الاخيرة لاستخدام اساليب غير ديمقراطية في تنفيذ الديمقراطية خوفا من افراز لا ديمقراطي في ظل تسلط ديمقراطي تمارسه امريكا ... اذا الحالة في كل جوانبها شائكة والخوف يغمر الجميع ... ذلك أن لا أحد يملك أحداث خطته او اجندته او برنامجه فالجانب التمثيلي كان ضعيفا جدا لم يملك شعبية القرار .. أي بناء يجب أن يمتلك إرادة شعبية صادقة بحاجاتها ليصدق تمثيلها ويثبت أمام أي رياح عاتية وهذا ما فقده البرلمان المصري والحكومة المصرية .. الاختلاف رحمة .. اندماج كل القوى السياسية والايدلوجية في نظام الدولة هي ضرورة تحتمها مطالب هذا العصر و الشعب يستطيع الحكم على الجميع في توفير متطلبات العيش الكريم وتوفير العدالة الاجتماعية .. الفجوة العميقة ما بين الطبقات الاجتماعية والفكرية أضعفت الافراز الثقافي والفكري , أصبحت الطبقة المتوسطة و إن توفرت لها امكانيات التعليم الحكومية ربما ليست المرجوة في تطورها و تنوعها كما في التعليم الخاص لم تتوفر له فرص العمل التي أظهرتها بشكل واضح الازمة الاقتصادية العالمية الاخيرة , وأضحت الطبقة المتوسطة كما هي الطبقة الفقيرة لا تستطيع امتلاك مليونا من ملايين أفقر طبقة غنية .. و هم أصبحوا من يتصدرون الثورات و الطبقة التي تليهم هي معدمة ينقصها المأكل و الملبس والمسكن والامان الاجتماعي والصحي و العيش الكريم , المهانة تلحقهم في اعمالهم لاطموح واضح امامهم في تغيير احوالهم , مما أفشى لدينا أمراض العالم الرأسمالي الذي لانمتلك امواله في شراء المخدارات والاسلحة والمافيات الاقتصادية و العهر الفني والعهر السياسي و الاجتماعي ... كل شيء يزيد عن حده ينقص ... ربما في حالة الترف الزائد ازدهار لافكار منيرة و شوائب كثيرة ان لم يجد العقل ما يشغله كما هو الحال لحالات الفقر المطقع المحبط الانجرار إلى المجتمعات السفلية والانحطاط الاخلاقي في نظرة واعية إلى حياة رشيدة .. الاستحواذ على قرار الفرد في موطنه هو خاطئ انت تمثله كبرلماني تستطيع الحديث بمطالب كل فرد وليس الاملاء بما يحلو لك .. في فلسطين كل ظروف الثورة هي جاهزة و مكتملة الشرارة ولكن الشعب أنهك من سياسات حكومتين منفصلتين جغرافيا تحت وطأة احتلال وكل منهما يدعى الوطنية الاخلاقية في امتلاك القرار الفلسطيني في تحقيق المصير .. امريكا و الاتحاد الاوروبي و المجتمع الدولي يحافظان على هذا التوازن المصطنع بالاغداق بالاموالا الطائلة على قطاعات مختلفة في مؤسسات المجتمع المدني للقيام بدورها الاجتماعي والانساني والاقتصادي في تجاهل عجيب للدور السياسي الضروري في غزة و الضفة وهما جهتان من جهات فلسطين التاريخية , واسكات صوت المواطن بمشاريع تجعلك تساير حياة لا تصنع حياة , وإن كانت هذه المشاريع لا تكفي جميع المواطنين هنا يأتي الفعل الحزبي في حماية شرائحه الاجتماعية المؤيدة لسياساته وباقي الشعب يخاف السجن , يخاف الاعتقال , يخاف إسماع صوته لكلا الحكومتين في ظل احتلال اسرائيلي مدمر , وكل ذلك في فلك اقليمي يترصد الهوان العربي ليأخذ بدوره في أي خطة لشرق أوسط جديد .... واسرائيل تستريح من هذا الفراغ السياسي وتحضر من سياساتها لاستقبال رياح التغيير العربية واستثمارها في عملية سلام تناسب توقعاتها وأمنها واقتصادها واستمرارها كدولة مرغوب بها داخل العمق العربي , و لا تبتعد عن دورها التنافسي مع ايران في امتلاك زمام الامور في منطقتنا و تركيا تتصيد الصعود ما بين كل المفارقات والتراجعات و التناقضات ... التكتلات الحديثة الاقتصادية هي ضرورة , و صياغة اقتصادية أحدث هي ضرورة قد تفرضها هذه التكتلات .. وهذا بدوره سينعكس اجتماعيا وسياسيا .. الثورة الحقيقية تصنع دور حقيقي لكل فرد في صياغة شكل وهيكل المجتمع المناسب لاحلامه وطموحه , التظاهر السلمي المستمر هو ضرورة مصرية ملحة إلى حين الـتأكد من تنفيذ كل المطالب المعلنة , علينا قطف ثمار هذه الثورة صحيحا كما هو قطف الزيتون الذي لا يرهق الاغصان لنمو زيتون جديد في عام جديد , دون التفرد بالادعاء بمعرفة الخير لهذا الشعب العظيم . انتخابات برلمانية و رئاسية تتسع شريحة المشاركين باختيار ممثليهم هي طوق النجاة للجميع باستخدام آليات شريفة بتنفيذ هذه العملية الديمقراطية , دعونا نتمرس على القيام بهذه العملية و نحن قادرون على ذلك فقد فعلنا أول خطوة و هي الثورة الطاهرة ... و على الفلسطينيين ان يقوموا بذات الانتخابات بذات الوقت , انتخاباتنا الفلسطينية هي ليست في اطار دولة , و إنما في إطار حكم ذاتي انتهكت اسرائيل اتفاقيته , اي نحن في حالة ثورة كامنة ومستمرة وإن خمدت نيرانها قد يشعلها عود كبريت بأي لحظة .. التداول السلمي للسلطة والفصل بين السلطات و تعزيز دور القضاء و الهيئة التشريعية , و الرقابة على الجهات التنفيذية , و تنمية دور البلديات المحلية , و الاهتمام بالفرد تعليميا وتثقيفا دون الاستقطاب و صحيا و اجتماعيا , دع الفرد يختار اتجاهه لوحده عندما يعلم عن كل شيء ويستطيع الاختيار .. نيروز قرموط

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل