المحتوى الرئيسى

يا مصر.. هنيئا لك النصر بقلم:طلال قديح

02/12 23:03

طلال قديح * طغت على كل ما عداها، واستحوذت على كل وسائل الإعلام في العالم ـ بشكل غير مسبوق. واستقطبت اهتمام جميع المستويات من ساسة ومفكرين وعسكريين ومحللين وقادة رأي.. كل أدلى بدلوه، وحلل واجتهد.. والكل أجمع على أهمية القضية وخطورة الموقف لكونه لا يخص مصر دون غيرها ، بل لا بد أن تكون له تداعياته وانعكاساته لا على العالم العربي بل على الشرق الأوسط بأكمله وربما تعداه إلى العالم كله. أفرزت ثورة الشباب الأخيرة التي شملت مصر من أقصاها إلى أدناها مستجدات كانت على قدر كبير من الواقعية تتماشى وتتواءم مع الأهمية التي يعترف بها العالم لمصر حضارة وتاريخا وعطاء وعلما ومكانة وتأثيرا. كل الأنظار تتجه إلى مصر وتتابع لحظة بلحظة ما يدور هناك ، ولا تكتفي بمصدر واحد للأخبار بل تتنقل وبإيقاع سريع تلاحق المراسلين الذين انتشروا في كل مكان فضلا عمن يتبرعون بالاتصال بالقنوات الفضائية وإمدادها بما تقع عليه عيونهم وما ينتهي إلى أسماعهم من مصادرهم المتعددة. يضطلع الإعلام بدور خطير فهو إما مؤجج لنار الفتنة ويزيد النار اشتعالا ويركز على ما من شأنه توسيع الخلاف وإذكاء نار الحقد في النفوس..وإما ناقل للأخبار وفق هواه وما يخدم مصالحه..وثالث يقف وسطا ينقلها بحيدة وإنصاف كما وقعت حرصا على مصداقيته وثقة قرائه ومشاهديه تاركا لهم الحكم واختيار الأنسب والأصلح. مشهد غير مسبوق وحالة تكاد تكون فريدة وهذا يدل على أن العالم كله يدرك خطورة المرحلة..فالأمر جد خطير، وتداعياته لا يمكن التنبؤ بها. الكل مشدوه ومستغرب.. والتوقعات والتخمينات تذهب كل مذهب. ترى علام تسفر الأمور؟ ومتى تهدأ العاصفة ؟ وأين سترسو السفينة؟ ومن هو قبطانها، الذي يوفر لها أسباب النجاة؟ ويمضي بها قدما وبأمان لتمخر نحو شاطئ الأمان، فيتنفس الجميع الصعداء، بعد خوف وتوجس وريبة وأخذ وعطاء ، ترسو وسط صيحات الفرح والسرور، فقد تجاوزوا مرحلة الخطر وارتفعت أكفهم بالشكر وألسنتهم بالدعاء لخالق الأرض والسماء والتحموا في عناق أخوي يفيض بالحب والصفاء. كل العرب والمسلمين والشرفاء يسألون الله السلامة لمصر لتبقى عزيزة أبية، مصونة قوية.. لأن عزة العرب بعزة مصر وقوتهم من قوتها وهي أيضا تعتز بعروبتها وانتمائها العربي وتقدر كل هذا الحب الذي أظهره العرب من المحيط إلى الخليج فترجموه إلى قصائد ومقالات تنضح بمشاعر الحب الصادق لمصر وأهلها. وبعد صمود أسطوري وتمسك قوي بالمطالب ، وعدم قبول أي مساومة أو وعود مهما كانت المغريات تحققت المعجزات وأصبح الحلم واقعا والسراب ماء غدقا وهكذا وصل الشباب إلى أمنياتهم وانتصروا انتصارا عظيما بهر العالم كله وتسابق في الإشادة به ووصفه بأنه إنجاز بحجم المعجزة .. ولكنها إرادة الشعوب التي لا تقهر! إن المنجز المصري الذي صنعه الشباب متحديا كل العراقيل أجمعت وسائل الإعلام وكبار المفكرين أنه أهم منجزات العصر الحديث ولأنه سيكون له ما بعده خصوصا أنه انطلق من مصر التي تلعب دائما دورا مفصليا في محيطها العربي والشرق الأوسط .. ولا غرو أنه كيفما تكن مصر يكن العرب والشرق الأوسط..وحق لمصر أن تفخر قائلة: أولئك أبنائي فجئني بمثلهم ..؟!! وألف ألف تحية لمصر..ودمت منصورة. • كاتب فلسطيني

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل