المحتوى الرئيسى

> نحن والإعلام الرسمي ما بين 24و26 يناير

02/12 22:03

مما لاشك فيه أن الإعلام سواء أكان مرئيا أو مسموعا أو مكتوبا، هو أحد أهم المحركات لأي حركة شعبية أو سياسية في العالم. وإذا أخذنا النموذج المصري كمثال، نجد أن المنظومة الإعلامية في مصر شأنها شأن أي منظومة أخري قد تصيب في أشياء، وتخيب في أخري. أقول هذا وأنا أتابع ما يتحدث عنه الإعلام المصري اليوم، وبخاصة الرسمي، وما سبق وتناوله لنفس الموضوعات بالأمس القريب، أي قبل 25 يناير 2011. أذكر علي سبيل المثال تناول مختلف وسائل الإعلام المصرية لنتائج انتخابات مجلس الشعب الأخيرة، بمانشيتات تتصدر الصفحات الأولي تؤكد علي نزاهة الانتخابات واكتساح الحزب الوطني، وسقوط جميع الأحزاب الأخري.... الخ. وهو ما أكد علي مصداقية الحزب في الشارع المصري، و كذلك تأكيد الدكتور فتحي سرور في أعقاب إعلان النتائج النهائية علي نزاهة الانتخابات ، وتأكيده أن المجلس سيد قراره فيما يختص بصحة العضوية. ما بعد يوم 25 يناير، نجد أن نفس وسائل الإعلام وقد تحولت عن رأيها 180 درجة، فنجد مانشيتات نفس الصحف تطالب بمحاكمة الذين أساءوا إلي سمعة مصر من خلال تزوير الانتخابات والالتفاف علي إرادة الناخبين!!!، نجد السيد رئيس مجلس الشعب يؤكد احترام أحكام القضاء وتنفيذها فورا علي جميع أعضاء المجلس الذين يثبت أن عضويتهم باطلة. الإعلام الذي كان يشيد بأحمد عز قبل 25 يناير، اليوم يفتح صفحاته للحديث عن جرائم أحمد عز في حق شعب مصر!!!، الإعلام الذي كان يشيد بدور رجال الأعمال في الحكومة المقالة، اليوم ينفرد بالحديث عن قضايا الفساد التي ارتكبوها، وكيف أن أحدهم دخل الوزارة وعليه شيكات بدون رصيد، وخرج منها وفي جعبته المليارات!!. ما نراه أو نقرأه اليوم شيء، وما حدث بالأمس كان شيئًا آخر. وأعتقد أن مصداقية بعض وسائل الإعلام في مصر خسرت الكثير حينما أغمضت عينيها عن حقائق الجميع كان يعرفها. وحتي في ظل الأزمة التي نمر بها الآن لم يستطع الإعلام الرسمي، وبخاصة المرئي من مواكبة تلك الأحداث، مما جعل المواطن يلهث وراء العديد من القنوات الأخري، التي تم استغلالها لأسباب معروفة للجميع، والتي نجحت في البداية في تضليل الشعب المصري من خلال بث رسائل مفبركة من داخل الحدث علي مدي ساعات الليل والنهار. لقد عجز الإعلام الرسمي عن إدراك طبيعة الحدث الذي تخطي حالة الاحتجاج لينقلب إلي ثورة شبابية شعبية، بسبب سوء التغطية وعدم الحيادية خلال المراحل المتعددة للأحداث، وعندما بدأ يعي الدرس لا سيما بعد خطاب الرئيس الأول، وقراره بإقالة الحكومة، و تعيين نائب للرئيس، والدعوة لمحاسبة الفاسدين، وتطبيق أحكام القضاء الخاصة بانتخابات مجلسي الشعب والشوري، هنا أحس الإعلام الرسمي بما يجري علي أرض الواقع، وبدأ يحاول إنقاذ ما يمكن إنقاذه، ولكن بعد أن فقد الكثير . ختاما: لم يخطئ الإعلام فقط في حق هذا الشعب، فقد شاركنا جميعا في هذا الخطأ، شاركت الحكومة المقالة حينما لم يستمع وزراؤها لاعتصامات العديد من طوائف الشعب الذين كانوا ينادون بأبسط حقوقهم. أخطأ الحزب الوطني حينما ظن أنه فعلا هو صوت الشعب. أخطأ مثقفو مصر حينما كانوا يتحدثون لأنفسهم داخل الغرف المغلقة. أخطأت أنا وأنت حينما تناسينا أن هناك شبابا يبحثون عن مستقبل أفضل خارج مصر، وكانوا يدفعون حياتهم ثمنا رخيصا لهذا المستقبل المجهول. أخطأنا جميعا في حق هذا الوطن. والآن: هل نستطيع أن نشترك معا في تصحيح أخطائنا، وأن نعيد بناء هذا الوطن من جديد، علي أساس سليم يحترم عقلية الشباب قبل الكبار، نحترم حق المواطن في التعبير عن رأيه بكل حرية وبدون خوف!!. أعتقد نستطيع أكثر من ذلك، شرط أن نكون حاكمًا ومحكومين قد استوعبنا درس شباب الفيس بوك.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل