المحتوى الرئيسى

" لا كورة نفعت ولا أونطة / ولا المناقشة وجدل بيزنطة"بقلم : حمدي فراج

02/12 17:33

" لا كورة نفعت ولا أونطة / ولا المناقشة وجدل بيزنطة" 11-2-2011 بقلم : حمدي فراج من لم يشعر بفرح الثورة المصرية ، سيخسر ، ومن لم ينبض قلبه مع نبضها فإن شرايينه ستتصلب أكثر مما هي متصلبة ، انها فرصة تسنح له مع ابناء امته مرة كل ثلاثين سنة لإلتقاطها ، فكم ثلاثين سنة في عمر الانسان ، وماذا اذا تخطى هذا الانسان خمسة عقود من عمره إن لم يكن أكثر . نحن هنا لا نتحدث عن انظمة الأمة الاثنين والعشرين ، بما في ذلك نظام الدولة الجديدة التي سترى النور قريبا في جنوب السودان ، فترفع امريكا نظام البشير من قائمة دعم الارهاب ، فهذه الانظمة معنية ببقاء النظام المصري ، أحد ابرز مقومات بقائها وتسّمرها في العرش ، فهو نظام ملكي وإن كان اسمه جمهوري ، كاد يورث نجله ، وهو نظام ديكتاتوري ، وإن كان اسمه ديمقراطي يجري الانتخابات الرئاسية والتشريعية كل ست سنوات مرة ، وها هو يطوي في الحكم ثلاثين سنة رافضا التنحي عن آخر ستة أشهر . وهو نظام غني جدا ثروته بمئات المليارات ، رغم انه يتلقى المساعدات من أمريكا التي أغدقت على جيشه خلال ثلاثين سنة نحو خمسة وثلاثين مليارا ، أي نصف ما يملك وعائلته النووية ، في حين ان اربعة من وزرائه الذين تطولهم المساءلة يملكون اثنان وخمسون مليارا ، وهو نظام مرتبط باسرائيل التي ما زالت تحتل ارضا عربية في اكثر من دولة ، بما في ذلك ارضه هو التي تمنعه اسرائيل من تعزيز قوته الشرطية فيها بعدة مئات من الافراد رغم ادعائه انه حررها . دعوة الفرح لعامة الناس ، ولبعض الاحزاب الطلائعية التي رفضت ان تكون جزءا من توليفة النظام في الوطن العربي ، فتنفضّ من حوله "الآن الآن وليس غدا" . نحن لا نتحدث عن احزاب المعارضة المصرية التي تجاوزتها دواليب الثورة ، بل عن أحزاب معارضة في بقية الانظمة التي تصمت اليوم صمتا مخيفا رغم ان انظمتها لا تتردد في الاعلان عن دعمها العلني للنظام الآيل ، احزاب حين تنطق مرة في الاسبوع في هذة العاصمة او تلك ، تقول انها مع الشعب المصري ومع اسقاط نظامه ، وكأن نظامـ (ها) في خير ودعة ، بعض هذه الاحزاب غيرت شعار الثورة المصرية من "الشعب يريد اسقاط النظام" الى شعار "الشعب يريد اسقاط الحكومة" و"الشعب يريد انهاء الانقسام" ... الخ . أما أكاديميو الثورات ، الذين يسارعوا الى فتح كتبهم ودفاترهم العتيقة لمطابقتها على ما يحصل في مصر إن كانت ثورة ام لا ، فالافضل لهم التعاطي مع ثورة مصر التي فاقت كل الثورات في اصقاع الكوكب ، فهي ثورة تأتي في أعقاب ثورة شقيقة وسيتبعها ثورات اخرى بدون ادنى شك ، وما يمكن ان يؤخذ عليها انها شبابية ، فإنني اذكرهم بما تغنى به الشيخ امام قبل ما يزيد على ثلاثين عاما وكأنه ورفيق دربه وقيده أحمد فؤاد نجم قد تنبئآ به : رجعوا التلامذة ، يا عم حمزة ، للجد تاني/ يا مصر إنتي اللي باقية ، وانتي قطف الأماني/ لا كورة نفعت ولا أونطة/ ولا المناقشة وجدل بيزنطة / طلعوا التلامذة ورد الجناين / اسمع يا ميلص وشوف وعاين / ملعون أبوك ابن كلب خاين / يا صوت أميركا / يا أمريكاني .

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل