سياسة خارجيةالمهمة الثقيلة للدبلوماسية المصرية!
وزارة الخارجية أمامها مهمة ثقيلة خلال الفترة القادمة كل من هب ودب أصبح يدس أنفه في شئون مصر الداخلية. لم يقتصر هذا علي الراعي الاكبر للعالم، الولايات المتحدة الامريكية التي تعتبر نفسها مسئولة عن ادارة شئون العالم، وغيرها من الدول الكبري، بل أمتد الي أصغر الدول حجما ومكانة، ولم يقتصر الأمر علي بعض المنظمات غير الحكومية الدولية، بل أمتد ايضا الي الأمم المتحدة، التي تخالف بتعليقات أمينها العام بان كي مون المواثيق والأعراف الدولية، وفي مقدمتها ميثاق الأمم المتحدة نفسه.تصور الجميع أنه راعي الشعب المصري والمتحدث باسمه وأخذوا في توجيه النصائح والارشادات، التي وصلت الي حد الاملاءات وتحديد الخطوات التي يجب علي النظام المصري الألتزام بها، والقرارات التي يتخذها.هذه المهمة الشاقة لرجال الدبلوماسية المصرية بالخارج مثل رجل الاطفاء الذي يلاحق النيران في كل جانب. والوقوف بالمرصاد والرد والتوضيح وأحيانا التوبيخ لأمثال هؤلاء الذين نصبوا انفسهم أو صياء علي مصر وشعبها. وهو الأمر الذي لم يتوان فيه وزير الخارجية أحمد أبوالغيط، ورجاله رؤساء بعثات مصر بعواصم العالم، خاصة الكبري منها.وأصعب المهام في الفترة القادمة بالإضافة إلي الجانب الآخر للمهام الثقيلة للدبلوماسية المصرية، هي عودة الثقة التي أنشرخت في مناخ الاستقرار بمصر، واذا لم تنجح الخارجية وغيرها من الوزارات والأجهزة المعنية في هذا الهدف ستكون الكارثة الحقيقية داخليا وخارجيا. فاذا كانت ثورة الشباب تحمل.. بين طياتها مشاكل بطالة وتدني الأجور. فأن تحقيقها يعني المزيد من الاستثمار العربي والأجنبي. وبدون ذلك سوف تزداد الحالة الاقتصادية سوءا وترتفع معدلات البطالة أكثر مما هي عليه، ولن نجد بخزانة الدولة ما يكفي لدفع مرتبات العاملين، وليس زيادتها.علي المستوي الخارجي لا يجب أن ننكر أن الأحداث قد هزت صورة مصر علي المستوي الدولي. وقوة أمنها واستقرارها، وهي عناصر فاعلة في مكانة أي دولة وثقلها علي المستوي الدولي وتأثيرها الفاعل في مجريات الأحداث الاقليمية والعالمية، وقدرتها في تسيير أو توجيه بعض المواقف والقرارات لصالحها والخدمة أهداف المنطقة التي تعيش فيها. وهذا أمر يتطلب مجهودا كبيرا حتي يمكن استعادة مصر لهذا الدور اقليميا وعالميا.ويرتبط بذلك مباشرة مهام الدبلوماسية المصرية في المتابعة الدائمة لتطورات الأوضاع بالمنطقة، خاصة عملية السلام ومجريات المفاوضات الفلسطينية - الاسرائيلية. وقد كان موقف اللجنة الرباعية الدولية الأخير مقال واضح علي ذلك، بعد التراجع الصارخ في مواقفها الثابته والدائمة منذ انطلاق عمل هذه اللجنة لرعاية عملية السلام بالشرق الأوسط فلم يشر البيان الصادر عن اللجنة هذا الأسبوع إلي أي مرجعية في عملية السلام أو الاعتراف بالدولة الفلسطينية علي أرضها المحتلة في ٧٦، ولم يحمل اسرائيل أي مسئولية في توقف المفاوضات.فأذا أغفلت مصر عن التحركات الاسرائيلية في ظل تطورات الأحداث الداخلية سيكون القضاء علي البقية الباقية من أمل إنقاذ عملية السلام. فبدون مصر لا يستطيع أحد أن يملأ الفراغ. وقد سقطت جميع الأبواق المناوئه لمصر في أول أختيار!
Comments