آخر عمود»خامئني« يناقض نفسه
الخومينيون الإيرانيون هللوا لما يقوم به الشباب المصري الذي انتفض منذ 25يناير الماضي مطالباً بالحقوق الشرعية للمواطنين، وتسابق قادتهم بدءاً بكبيرهم: آية الله خامئني ليس فقط لتأييد شباب مصر، وإنما وهو كل ما يهمهم للزعم بأن ما يحدث الآن في مصر هو بداية لما سبق للإيرانيين تحقيقه عندما قاموا بإسقاط النظام الملكي السابق وإعلان جمهوريتهم الإسلامية عام 1979.مرشدهم الأعلي خامئني كان أسبقهم عندما أرجع انتفاضة مصر إلي تأثرها بالصحوة الإسلامية التي حققها الإيرانيون، متوقعاً تكرارها بدءاً بتونس ومصر و وصولاً إلي باقي مناطق العالم. من جانبه أضاف مستشار خامئني »علي أكبر ولاياتي« إستنتاجاً يرمي إلي أن »الثورة المصرية تشبه الثورة الإيرانية، وأن نهاية الأولي ستكون علي خطي الثانية«.ليس مهماً ما يزعمه الإيرانيون، فقد جاء الرد المندد بهذا التدخل السافر الإيراني في الشأن المصري، من كل القوي السياسية المصرية، بما فيها جماعة »الإخوان المسلمين« التي صرح متحدث باسمها »محمد مرسي« بأن الجماعة »ضد الدولة الدينية لأن الإسلام ضدها، وأنها مع الدولة المدنية ذات المرجعية الإسلامية، وأن الإسلام يؤمن بحرية المعتقدات ولا يريد من أحد أن يفرض علي أحد معتقداته«. ولا بأس من استمرار الخومينيين في تكرار مزاعمهم وأوهامهم في الربط بين انتفاضة المصريين وبين ثورتهم الإيرانية، فهدفهم من وراء هذا الربط هو تخدير الرأي العام الإيراني ومحاولة إيهامه بأن ما تحقق في بلده أصبح نموذجاً لكل الثورات القادمة في الدول القريبة من إيران والبعيدة عنها! ولأن الوهم سرعان ما تتكشف أكاذيبه، فقد قرأت أمس في الزميلة »الشرق الأوسط« خبراً طريفاً تحت عنوان: »طهران تتوعد المعارضة إذا خرجت لتأييد متظاهري مصر«! تفاصيل الخبر الذي يتناقض مع كل ما قاله »خامئني« و » ولاياتي« وغيرهما من تهليل وتأييد للثورة المصرية التي أجمعوا علي سيرها علي خطي ثورتهم الإيرانية!يقول الخبر إن السلطات الإيرانية حذرت بشدة المعارضة من محاولة تسيير تظاهرة تضامن مع المحتجين المصريين. ونُقل عن قائد الحرس الثوري »حمداني« إنذار للمعارضة قال فيه إن علي الغوغائيين يقصد المعارضين الإيرانيين أن يعلموا اننا سنتصدي لدسائسهم بقوة«!بمنتهي البساطة.. ناقض حكام طهران أنفسهم بأنفسهم، وخلال أيام معدودة. كانوا قد هللوا لانتفاضة المصريين، وعندما فكرت المعارضة الإيرانية بزعامة: »مير حسين موسوي« و»مهدي كروبي« في المشاركة في هذا التأييد عبر تظاهرة تطوف الشوارع سارع هؤلاء بتحذيرها وإنذارها باستخدام القوة ضدها في حال نزولها إلي الشارع!»خامئني« لا يري فيما حدث تناقضاً، وإنما يراه ضرورة للحفاظ علي »ثورته« وعلي »نظامه«، و وقاية لا تهاون فيها من، وضد، دسائس: »الغوغائيين«، »الجواسيس«، و»أعداء الثورة« كما وصفهم قائد حرسه الثوري ومنع تكرار ما حدث، عام 2009، فور انتخاب »محمود أحمدي نجاد« رئيساً لفترة ثانية، من تظاهرات شعبية عمت الجمهورية كلها ضده، وضد نظامه، وتزوير انتخاباته، والمطالبة بالتغيير.وأصدق ما قيل في وصف تناقض »خامئني« مع نفسه، قرأته أمس في »الشرق الأوسط« منسوباً للمعارض البارز »مهدي كروبي« رئيس البرلمان السابق قائلاً: [نظراً لأن طهران تتعمد تصوير الأحداث في القاهرة وغيرها باعتبارها الثمار التي طال انتظارها لثورتها الإسلامية، فإن منع إصدار تصريح للإيرانيين بالخروج في تظاهرات لتأييد تلك الأحداث يكشف زيف موقف إيران الداعم للحركات العربية ويتعارض مع كل ما يقولونه].وأضاف »كروبي« موضحاً فزع وهلع النظام الحاكم الإيراني من احتمالات تحوّل تلك التظاهرات من تأييد المصريين إلي تظاهرات مناوئة لحكومة طهران، »علي نحو لم تشهده البلاد منذ عام«.
Comments