المحتوى الرئيسى

سيدى الرئيس.. هل فهمت كلامى؟!

02/11 19:03

«المصرى اليوم» تعيد نشر مجموعة من مقالات الراحل النبيل مجدى مهنا تفتخر حكومة الدكتور أحمد نظيف، ويفتخر معها الرئيس حسنى مبارك، بأن إجمالى الاحتياطى النقدى من العملات الأجنبية فى البنك المركزى بلغ ٢٨ ألف مليون دولار، أى بما يزيد على ١٦٠ ألف مليون جنيه.. وتعتبره إحدى السياسات الدالة على تحسين الوضع الاقتصادى، الذى لا يقابله للأسف أى تحسن على المستوى الاجتماعى، بل شهد تدهوراً ملحوظاً تمثل فى انخفاض مستوى معيشة المواطنين، مع تدهور فى الخدمات الأساسية التى تقدم لهم، وعدم تقديم الحد الأدنى منها اللازم لأى حياة آدمية، سواء فى عجز الدولة عن توفير مياه الشرب النقية فى الكثير من المناطق على مستوى الجمهورية، أو فى تدهور شبكة الصرف الصحى أو فى بقية الخدمات الأخرى الأساسية، التى يبدو أنها سياسات مرسومة لحكومات الحزب الوطنى، وتحديداً حكومة الدكتور نظيف.. وتتمثل فى تخلى الدولة الواضح عن القيام بالكثير من واجباتها، وعجزها الدائم والمتواصل عن الوفاء بهذا الجانب، بما يمس الأمن القومى المصرى. إن أمن المواطن الاقتصادى والاجتماعى يصب مباشرة فى صميم الأمن القومى للبلاد، ولا يقل أهمية عن أمنه القومى الخارجى، المتمثل فى الدفاع عن أرض الوطن. بل يمكن القول إن أمن مصر الخارجى يبدأ من أمنها الداخلى، الذى هو أمن المواطن نفسه، وهو أصبح اليوم مهدداً وفى مهب الريح.. والشاهد على ذلك حركة المظاهرات والاحتجاجات والاعتصامات الواسعة التى شملت كل طوائف وفئات المجتمع المصرى. سؤالى إلى الرئيس حسنى مبارك تحديداً، وليس إلى أحد غيره.. لأنه وحده الذى سيتحمل مسؤولية كل ما يجرى عملياً وتاريخياً، باعتباره رئيس البلاد، ورئيس السلطة التنفيذية: ماذا يا سيدى تفعل مليارات الدولارات فى البنك المركزى إذا لم تصدر أوامرك باستخدامها فى حماية أمن البلد الاجتماعى، وفى وفاء الدولة بالتزاماتها أو الحد الأدنى منها تجاه المواطنين.. وإذا لم تستخدم تلك المليارات المكدسة فى البنك المركزى فى تحسين شبكات مياه الشرب والصرف الصحى، وفى تخفيف حدة التوتر الاجتماعى الذى يتفاقم ويتزايد يوماً بعد يوم؟! قد يرى الرئيس مبارك أن تلك المليارات مخصصة للدفاع عن تهديد أمن مصر الخارجى، وهو كلام سليم من الناحية النظرية.. لكنه ليس سليماً من الناحية العملية والواقعية.. ماذا عن تهديد الأمن الداخلى؟ وماذا تفيد حماية أمن مصر الخارجى إذا تهدد أمنها الداخلى؟ ماذا يستطيع المواطن المصرى أن يقدمه لحماية أمن البلاد الخارجى، إذا كان أمنه الشخصى والداخلى للبلاد مهدداً.. وغير قادر على العيش بكرامة داخل بلده.. وأعلنت الدولة من خلال سياسات الحزب الوطنى وأمانته التخلى عن هذا المواطن؟ هذه المليارات من العملات الصعبة هى حق للمواطن المصرى، وهو صاحب تلك المليارات، ولا فائدة من حبسها فى خزائن البنك المركزى.. بينما الوضع الداخلى مهدد بالانفجار فى أى لحظة.. إذا ما حاول عابث خارجى أو داخلى استغلال حركة الاحتجاجات الواسعة فى الانقلاب على نظام الحكم.. الذى أراه فاسداً.. ولا حل سوى تغييره بالكامل. ولكننى أطالب بتغييره بوسائل ديمقراطية وليس بانقلاب فوضوى.. فهل تدرك القيادة السياسية تلك الحقائق أم أنها لاتزال تعيش فى برجها العاجى، ولا ترى ما يدور من أحداث خطيرة فى طول البلاد وعرضها، فوق السطح وليس تحته؟ الانفجار قادم، وسيكون مدوياً إذا لم تتحرك الدولة سريعاً.. والتحرك لا يكون بالأمن والبطش.. فهذا السلاح وصلت الدولة فى استخدامه إلى حدوده القصوى، وأى استخدام أكبر له سيؤدى إلى نتائج عكسية وعواقب وخيمة. وحتى يستطيع الرئيس مبارك أن يفهم كلامى.. فيا سيدى ليس أمن البلاد فقط هو المهدد اليوم، بل أمن نظام حكمك أيضاً.. والسلام. ■ نشر هذا المقال فى ١١/ ٧/ ٢٠٠٧

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل