المحتوى الرئيسى

شباب مصر يصنعون التاريخ والعالم العربي يتعافى بقلم:منذر ارشيد

02/11 18:34

(( شباب مصر يصنعون التاريخ والعالم العربي يتعافى )) بقلم : منذر ارشيد بدون أدنى شك أن السرطان الذي أخذ من جسم الأمة ما أخذ حتى وصل لدرجة اليأس من الشفاء وقد استسلمت الأمة لأقدارها أملاً بمعجزة تأتي في زمن ما عاد للمعجزات وجود ... إلا أن ما فعله شباب مصر كان مفاجئةللعالم بمعجزتهم العظيمة . لم نبدأ بالحديث فقط بعد ثورة الشعب المصري عن مصائبنا التي توالت بعد أن غَدرَنا السادات وغادرنا بمصر العظيمة إلى عصر الانحطاط والانكسار والهزائم " حيث وقف السادات في الكنيست الإسرائيلي ليعلن أكبر جريمة تاريخية بحق الأمة العربية و القضية الفلسطينة لم نصمت طيلة عقود لنتحدث اليوم فقط عن تداعيات جريمة كامب ديفد وما تبعها من جرائم استسهلها النظام العربي الرسمي وأكملته منظمة التحرير بقيادتها التي تفردت بأوسلو التي جرت الويلات لقضيتنا الفلسطينية من خلال تمزيق الصف الوطني الفلسطيني الذي وصل إلى أهزل حالاته وما رافقه من تغول صهيوني مع بشاعة الاستيطان في الضفة وتهويد القدس بل تحدثنا منذ أن وطئت أقدامنا أرض الوطن وصرخنا بأعلى الصوت" ونبهنا لخطورة القادم من الأيام جراء الاعتراف بالكيان الغاصب والتنازل عن فلسطين التاريخية هكذا دون أن نأخذ أي حق من حقوقنا التي ناضلنا من أجلها , أللهم سوى وهْم إسمه ((سلطة )) بلا حول ولا قوة وتحت عنوانها تم انتهاك كرامة الإنسان الفلسطيي . كتبنا عن مصر وشعب مصر العظيم وقلنا كيف تم إضاعة هذا المارد العربي الذي كان يشكل الضمانة لهذه الأمة نهض شعب مصر أخيراً بعد أن انطلت عليه الحكاية مع بطل أكتوبر وهو يرفع راية السلام الذي لولا ذلك العبور الأسطوري لأبناء مصر في خط بارليف والذي دفعت مصر من خيرة أبنائها من شبابها الذين سطروا أعظم ملحمة في التاريخ المعاصر وقد كسروا شوكة الجيش الصهيوني من خلال عبورهم لقناة السويس "ولكن للأسف لم يكونوا يعلمون ماذا يخبيء لهم السادات لاستثمار دمائهم وأرواحهم وذلك ليقول للعالم( أنا المنتصر القوي.. جئتكم لأصنع السلام ) وكأنها كانت خطة مدبرة محكمة التفاصيل من خلال ما تم في ثغرة الدفرسفوار وغيرها من الأمور المعروفة وكان ما كان وانتهى الأمر إلى ما نحن فيه اليم وفي ساحة التحرير (( ساحة التحرير قلب مصر النابض )) بدون شك أن الملايين تتطلع إلى ساحة التحرير التي من الممكن أن يتقرر فيها مستقبل مصر ولكن هل المسألة متعلقة بمصر وحدها وكأننا أمام كارثة كبرى صنعها مبارك وحده ..! ولا أقلل من أهمية مبارك الذي له الدور الكبير في ما يجري في المنطقة وتأثير كل ذلك على القضية الفلسطينية ولا ننسى الوضع في السودان والدليل على هذا ما حدث في إسرائيل من ضجيج وتخوف حول فقدان أهم صديق وفي لهم وبدون أدنى شك أن شباب مصر لن يحرروا الأمة العربية من ميدان التحرير ولكنهم بما يقومون به وقد سبقهم شعب تونس العظيم إنما خطوة في الإتجاه الصحيح نحو الحرية والتحول الديمقراطي الذي حرموا منه طيلة قرون وليس عقود والكل يعرف أن مصر إذا تحررت وانعتقت من النظام الدكتاتوري مما يعني أن تتفجر طاقات هائلة يختزنها شباب مصر المعروف عنهم أن فيهم من العباقرة أكثر مما في العراق العريق مصر ربما ستعود من جديد لتأخذ دورها كأكبر دولة عربية من الممكن أن تعود لتنظم ايقاع اللعالم العربي من جديد إذا ..ً فصمود شباب مصر وهم القيادة الحقيقية للثورة ومعهم جموع الشعب المصري "هذا الصمود إن استمر فسيحقق الكثير على طريق الحرية واللافت في الأمر اللامبالاة التي ينتهجها مبارك وهو يتصرف وكأن شيئاً لم يحدث في مصر وكأن الثورة قامت على كل القيادات إلا عليه ..! وهو يحاول الايحاء بأنه يمارس أعماله الرئاسية بكل سلاسة واقتدار ..! ومما لا شك فيه أنه لن يتنازل إلا بانتهاء مدته أو الموت دون ذلك " أو حدوث مفاجئة ما ..! (( الموقف الأمريكي العجيب ..! )) لا أبالغ بالقول أن أمريكا فضحت ذاتها وهي تظهر بمظهر الجهل لما يجري من خلال سلوكها الذي تناقض خلال أسبوع مع بداية الثورة " ظنا ًمنها أن ما جرى في تونس سينطبق على مصر فبادرت وفوراً لدعم المتظاهرين وطالبت من مبارك تلبية مطالبهم بالرحيل ومن تابع الموقف لاحظ هذا الأمر وفهم فوراً أن أمريكا فوجئت بما حدث في مصر رغم أن بعض الجهلة سارعوا باتهام الثورة بأنها صناعة أمريكية "وهؤلاء ضيقي الأفق والذين ما زالوا موهومين بالقدر الأمريكي القادر على فعل كل شيء ورأينا كيف تبدل الموقف بعد أسبوع عندما حاول مبارك الظهور بمظهر القوي والذي سيمتص الصدمة ويعيد لنظامه هيبته ومكانته "فكان الموقف الأمريكي المتذبذب . وأحب أن أشير هنا إلى نقطة مهمة جداً ,وهي أن أمريكا تتعامل مع الأنظمة بالقطعة وحسب الظروف والمستجدات "صحيح أن لها عملاء يقومون بما تملي عليهم ولكنها لا يمكن أن تقبل التعاطي مع نظام فقد شرعيته وشعبيته لهذا الحد أمريكا تدفع وتدعم وتؤيد من أجل أن تحصل على ظروف جيدة تنفذ خلالها مشاريعها السياسية والاقتصادية "ولكن عندما تجد ان أي زعيم يستغل ما تدفعه له لصالحه وصالح مجموعته الضيقة مما يُُحدث فوضى من خلال إثراءطبقة على حساب الغالبية فينتج الفقر واليأس الذي يوصل البلد إلى إلإنفجار هنا تقف أمريكا أمام حقيقة تُلزمها على مواكبة المتغيرات مهما كانت ولا يهمها حليفها مهما قدم لها من خدمات" لأنها تنظر للمستقبل دائماً (( الارادة الشعبية هي التي تُقرر وتُغير )) بعد ما جرى في تونس ومصر تغيرت قوانين اللعبة في المنطقة تماماً وانتهت حقبة الهيمنة الدكتاتورية على شعوب المنطقة, وذلك لو نظرنا إليها من باب واحد فقط ألا وهو باب حاجز الخوف الذي كان يهيمن على الشعوب العربية جراء بطش النظام الأمني الذي كان هو القوة الفاعلة على الأرض ضد الشعب بعد تغييب دور الجيوش العربية التي كانت تحمي الوطن والشعب معاً وهو أمر جعل من المحظور أو من الصعب على الشعب الخروج للتظاهر والأسباب أكثر من الخوف من بطش الأمن فهناك الخوف من لقمة العيش أيضا ً اليوم إنتهى عهد الخوف من كل شيء بعد أن تم إختراق حاجز الخوف والدخول في دائرة الإستشهاد وتقديم التضحيات وذلك بعد أن عاشت الشعوب العربية ملحمة شعب تونس أولاً ومن ثم ملاحم الشعب المصري الذي ما زال يقدم الشهداء من خير شبابه وكل أطيافه ..! إن التلاحم الذي تم تسجيله في مصر بين جميع أطياف الشعب المصري مسلميه بمسيحييه "أنهى مؤامرة تم إكتشافها من أن النظام هو من كان يعمل على سياسة فرق تسد بين المسلمين والأقباط الان ..نحن أمام مشهد تاريخي أعاد لمصر صورتها الأصيلة وقد تجلى ما يلي .. 1- شباب مصر مع شيبها ونسائها وكل أطياف الشعب من مسلمين وأقباط يتوحدون في عرس وطني سيكون له فعله في تحول مصر التاريخي 2- انكشاف مراكز القوى التي استغلت ثروات مصر وامتصت دماء الفقراء 3- الجيش المصري أخذ درساً من أخوانه شباب مصر مفاده إما الكرامة أو الموت وهو الجيش الذي تمرس على مواجهة العدو وليس لمواجهة إخوانه وأبناء شعبه 4- مهما حاول النظام الرسمي أن يظهر ثباته وقوته فالمحصلة تقول أنه ما عاد يمتلك مقومات البقاء , وقد بات واضحاً تخبطه في القرارات المتتالية والمتناقضة 5- ما عاد عند المصريين قناعة بعودة الأمور إلى سابق عهدها بعد التضحيات الجسام التي دفعها من خيرة أبنائه وقد انكشفت جرائم النظام وطريقة القتل البشعة التي مارسها بحق شباب مصر 6- لم تنطلي على أبناء مصر حكاية( أمرني الرئيس" أو قرار من رئيس الجمهورية)والتي يتبعها عمر سليمان "والكل يدرك أن سليمان هو الحاكم الفعلي لمصر وأن مبارك ما هو إلا ديكور يضعوه في الواجهة وقد فقد ظله تماماً وأن النظام في مصر هو كتلة واحدة لا يمكن أن يذهب مبارك ويبقى أي شخص آخر من نفس النظام " ولهذا نرى التكالب على بقاء مبارك لأنه الضمانة الوحيدة لمجموعة النظام ورجال الأعمال وكل من أفسد وفسد 7- ما يحدث في مصر مهما طال الزمن لهو مفصل تاريخي لنهضة عربية كبرى ومن نوع جديد يتوائم مع متطلبات العصر .. وهو أمر سيتحدث عن نفسه عبر التاريخ ليقول .. إنتهى زمن النكوص والخنوع العربي وبدأ زمن النهوض الوطني مما يعني أن الأمة العربية من المحيط إلى الخليج ستدخل حقبة تاريخية جديدة بيضاء مشرقة بعد أن غرقت في حقبة تاريخية سوداء مظلمة مما يعني أن إسرائيل ستعود العدو الرئيسي لشعوب المنطقة وهنا سيكون المفصل التاريخي لقضيتنا الفلسطيية

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل