المحتوى الرئيسى

شباب مصر لا تصنعوا عراقا ثانيا بقلم:ناريمان شقورة

02/11 18:34

شباب مصر لا تصنعوا عراقا ثانيا لم يتذمر قط شعبٌ مثلما تذمر الشعب العراقي من ما كانوا يسمونه استبداد النظام وحكم الرئيس الشهيد صدام حسين الموصوف بالظالم، وبعد انتهاء حكمه من خلال القوى الخارجية بتقديمه ككبش فداء في عيد الاضحى من سنين خلت، أصبح يتمنى ذلك الشعب عودة الدكتاتور على أن يقتل يوميا الآلاف من الشباب والأطفال، على أن تمشي في الشارع تتلفت ألف مرة يمينا ويساراً خوفا وتحسباً من أي انفجار آت، على أن تفكر مائة مرة قبل أن يستوقفك حاجز ليسألك عن اسمك لعلك سني ومن سيتوقفك من أبناء الطائفة الشيعية، وعالعكس، والأمثلة عديدة ولا تخفى على أحد في عصر الفضائيات والعولمة، وأنا اكتب في ذلك من باب صداقتي أيضا مع نماذج عديدة من الشعب العراقي قبل التغيير وبعده. ونفس تلك القوى التي دمرت العراق ها هي تبذل كل ما تستطيع من جهد لتعبث بأمن مصر العظيمة التي طالما كانت مستقراً آمناً لكل العرب، مصر قلب الوطن العربي النابض، وعصب الأمة العربية، تستغل ثورة الشباب المشتعلة لتصب الزيت على النار، ومما يؤسف أن يستجيب البعض لتلك المتطلبات الخارجية، رغم الخطابين الصريحين للرئيس المصري حسني مبارك، الذي قطع الشك باليقين في خطابه الثاني من خلال تقديم اعتذار عما سبق من أخطاء، ناهيك عن تلبية مطالب الشباب في تفويض نائبه عمر سليمان صلاحيات رئاسة الجمهورية وفقا للدستور، إضافة إلى تعديل المواد الدستورية الستة، ومن الواضح أن النوايا صادقة في التغيير والاصلاح، وهنا يطرح سؤال مهم: ألا يدرك هؤلاء المحتجون خطورة الموقف؟ ألا يدرك المتظاهرون أن التغيير وتحديدا في النظام السياسي لا يضرب بعصاة سحرية؟ ما الذي يريده الثائرون وها قد تحققت مطالبهم؟ إن ما رد به الثائرون على خطاب مبارك لم يكن لائقا بشعبٍ قدم للحضارة ما قدمه، ألا يكفي قول الرئيس ببقائه في أرض وطنه الذي ولد وترعرع فيه وقدم إليه ما قدم من مشاركته الحرب والسلم كما قال، والهزيمة والنصر، إن الرئيس مبارك لم يقدم فقط لمصر الكثير من انجازات في كل الأصعدة رغم اخفاقات النظام السياسي الذي ترأسه، بل لكنه أيضا قدم لكل الوطن العربي وبوجه الخصوص للقضية الفلسطينية والتي أبدا لم يزاود عليها كما يفعل الكثير من ملوك وأمراء الوطن العربي. مشوار الاصلاح قد بدأ فعلا، فلم هذه الفوضى ؟؟ إن مصر وان استمر الوضع فيها وبهذا الشكل فإن البلطجة ستزيد، وإن الإرهاب ليجد مرتعاً له خاصة في ظل تلك الفوضى، وإن فلتاناً أمنيا لينتظر مصر الآمنة المذكورة في القرآن الكريم، ولإن الجو مهيئا لتشكيل عراق ثانٍ سيندم كل الندم من ساهم في بنائه. ارحموا مصر وحافظوا عليها، إنها لا تعزوا عليكم فقط، بل لها في قلوبنا نحن كل العرب كل التقدير والاحترام. ولتكف قناة إثارة الفتنة العربية ( قناة 11 الإسرائيلية- الجزيرة) عن بخ سمها فقد استطاعت وبنجاح فائق تلويث الوطن العربي بسمها القاتل، ومزيدا من الوعي شبابنا العظيم، وكل الاحترام لمن رفض الظلم والقهر من خلال تفكير منطقي صاحبه سلوك حضاري. وأخيرا نتمنى لكم البديل الذي يلبي طموحكم ولا يزيدكم إحباطا كما حصل لدينا في فلسطين، حيث انتجت الديمقراطية واحترامنا لنتائج الانتخابات، فصل الوطن إلى جزئين فوق تجزئته أصلا، لقد ولّدت لدينا في قطاع غزة آلاف الشهداء والقتلى، والمعاقين، وقد ألغيت حرية الصحافة والتعبير، وحتى حرية التظاهر أو قول الحقيقةـ لقد ولدت لدينا انتهاكات مماثلة لما يقوم به الاحتلال الإسرائيلي وذلك من خلال حركة حماس التي نزعت عن نفسها ثوب المقاومة وارتدت ثوبا مدنساً لا ينفك يشتت الفلسطينيين ويجعلهم يتركون وطنهم بحثا عن استقرار وأمن في دول تغرمهم ثمن ذلك الهدوء والحرية ثمنا باهضا جدا، لقد أنشئت في غزة إيران الصغيرة، لقد تم تخدير الشعب بحبوب ما سمعنا فيها ابدا في عصر الفساد كما يحلو للبعض تسميته ( عصر السلطة في غزة)، لقد افقدت امهات كثيرة فلذات أكبادها، حتى المساجد أحرقت لدينا في عصر الولاية الإسلامية ولا اعتقد أن أحدا نسي أحداث رفح الدامية، لقد تحولت الحدود في غزة إلى جحرات فئران من خلال الأنفاق غير الشرعية، لقد.............و.............الخ. كل الاحترام للرئيس مبارك الذي لم يستخدم العنف في قمع المظاهرات، كل التقدير لاحترامه رغبة شباب وطنه، كل الشكر لتروي الحكمة والصبر في التعامل مع الامور، وهذا ما يجب أن يدعو الشباب إلى الحكمة والعقلانية، لقد توقفت كل الحياة تعليم وصحة و..... وتدهور الاقتصاد، وانتهت السياحة، وما خفي أعظم. حمى الله مصر وأهلها وهنيئا للشباب الثائر تلبية مطالبه بقلم: ناريمان شقورة

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل