المحتوى الرئيسى

إلى شباب التحرير

02/11 18:33

قبل 25 يناير، كان الشباب المتظاهر فى ميدان التحرير، يشكو طول الوقت من أن أحداً فى الدولة لا يسمعه ولا ينصت إليه، فإذا بالشباب نفسه بعد 25 يناير، ينجرف إلى الطريق ذاته، ويرفض أن يسمع لأحد، وهو طريق لا يتمنى أحد أن يتمادى الشباب فيه، لأنه يمكن فى النهاية أن يؤدى إلى تفريغ ثورته من مضمونها! إن الأحوال لو كانت قد مضت على وتيرتها العادية قبل 25 يناير، ولو كانت ثورة 25 يناير قد تم إجهاضها، لكان علينا أن ننتظر 15 عاماً على الأقل، ليتحقق لنا ما تحقق فى أيام، خصوصاً على مستوى تعديل 6 مواد فى الدستور، يجرى تعديلها الآن! لو كانت الأمور قد سارت فى طريقها العادى، دون وجود لـ25 يناير فى حياتنا، لكان علينا أن نناضل من أجل تعديل مادة واحدة من الدستور، على أقصى تقدير، كل ثلاث سنوات، ولم يكن الأمر سوف يتوقف عند هذا الحد، وإنما كانت السلطة، والحال كذلك، سوف تعايرنا فى كل لحظة بأنها استجابت لنا، وتفضلت، وتنازلت، وقررت تعديل مادة أو مادتين! الآن.. يجرى تعديل 6 مواد أساسية دفعة واحدة، وهذا هو الشىء الذى يتعين على الشباب أن ينتبه إليه، وأن ينتبه إلى أن الدور الذى قام به فى الميدان، قد تجاوز مكانه، ليكون عليه كشباب أن ينتقل إلى مكان آخر، يجرى من خلاله استكمال الدور ذاته! دور الشباب، الآن، عليه أن ينتقل من حيث هو فى الميدان، إلى حيث يجب أن يتواجد أمام صناديق الانتخاب، فى الانتخابات المقبلة، لأنه وقتها سوف يكون عليه كشباب، ثم علينا كشعب بكامله، أن نجنى ثمار هذه الحركة أو الثورة فى الميدان. ثمار حركة الشباب لن يكون من الممكن جنيهاً فى الميدان، وإنما أمام الصناديق، وعندئذ، سوف يكون فى إمكان الشباب، وفى إمكاننا جميعاً، أن نختار «أوباما» المصرى، أو «تونى بلير» المصرى، أو «بيل كلينتون» المصرى.. أو.. أو من مثل هذه الوجوه التى جاءت فى انتخابات حرة، ثم ـ وهذا هو الأهم ـ استطاعت أن تنجز، وأن تقدم لبلدها! وقفة جادة من الشباب المتظاهر، مع نفسه، سوف تكشف له عن أن التمادى فى التواجد فى الميدان، بهذه الطريقة الحالية، يمكن أن يقودنا إلى المجهول، وأن نقل التواجد نفسه ليكون أمام صناديق الاقتراع، سوف يقودنا قطعاً، إلى المعلوم!

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل