يومياتحسني مباركبقلم: أنور الهواري
بدأ مبارك عصره باطلاق الناس من السجون, وقرر ان يختمه باطلاق الشباب في ميادين الحرية. حسني مبارك اختار ان ينتصر لابنائه لا أن ينتصر عليهم, ان ينتصر لشعبه لا ان يقف في وجه مطالبه, اختار ان ينتصر لوائل غنيم وأقرانه واشواقهم وحرارة ما يعتمل في صدورهم, اراد مبارك ان ينتصر للمستقبل وقرر ان يختار الوطن الذي حارب من أجله. حسني مبارك, اجري عملية توريث عادلة في لحظة حاسمة, توريث مصر لملاكها, لاصحابها الحقيقيين, لاهلها, لجميع مواطنيها, اينما كانوا يوجدون في كل شبر علي ارضها أو في اي مكان قريب أو بعيد علي هذا الكوكب. حسني مبارك, سلم الوطن لشبابه, لوائل غنيم واقرانه, هم ثروة هذا البلد, هم الزرعة التي نشأت في عهده, واستمتعت بهوامش الديمقراطية التي تزايدت كل يوم خلال الثلاثين عاما التي قضاها في الحكم, وائل واقرانه, هم ابناء مبارك الشرعيون, هم ثمرة عمله, هم حصيلة كفاحه, هم الدليل علي ان عهده لم يكن قمعا, وكبتا وقهرا وتكميما للافواه, واسكاتا للاصوات. وائل غنيم واقرانه, ميدان التحرير وعنفوانه, هذه الحركة الفوارة, هي في ظاهرها ـ احتجاج عنيف علي مبارك, ولكنها ـ في اعماقها ـ دليل عملي علي التحولات الايجابية والتدفق الهائل للقوي الحية التي ولدت في عهده, ثم خرجت تطالب بحقها في الخروج من جلباب الاب, ومن بيته, ومن وصايته, هذه القوي الشبابية الهائلة خرجت تعلن عن استقلالها وتؤكد وجودها, وتثبت وعيها, وتعلن قدرتها علي تحمل المسئولية, واستعدادها للانخراط الجاد في بناية الوطن. شبابنا اثبتوا انهم علي قدر التحدي, ومبارك اثبت انه قائد علي قدر المسئولية ومصر كلها اثبتت انها امة حية, يقظة الضمير وقوات مسلحة شريفة اثبتت انها درع الامان لهذا الوطن.
Comments