لا إخوان.. ولا أحزاب.. ثورتنا ثورة شباب
ربما لم يختلف المشهد أمس في ميدان التحرير عن الأيام السابقة, فبرغم الأمطار الغزيرة, تدفق مئات الآلاف من المتظاهرين علي ميدان التحرير للتضامن مع المعتصمين بالميدان منذ اليوم الأول لاندلاع الثورة, وربما أصبح مشهد المظاهرة المليونية هو المشهد المعتاد يوميا داخل الميدان بعد مرور نحو17 يوما علي الاعتصام, ولم تختلف المطالب عن اليوم الأول, بل ازدادت قوة وإصرارا علي إسقاط النظام وتنحي الرئيس حسني مبارك. وردد المتظاهرون الهتافات نفسها بكل قوة, وحملوا الشعارات المنددة بالنظام بأكمله ووزراء الحكومة الجديدة, وأعضاء الحزب الوطني. ومما زاد من قوة المظاهرات إعلان إذاعة الثورة عن تضامن25 ألف محام يتدفقون علي الميدان. في الوقت نفسه أعلنت الإذاعة عن اعتصام5 آلاف محام أمام قصر عابدين. وأكد المتظاهرون أنه لا يوجد ائتلاف في جهة أو أشخاص يتحدثون باسم الميدان, وأن كلا منهم يتحدث باسمه وعن نفسه, وأن لجنة التنظيم الموجودة بالميدان لا تنتمي إلي حزب أو جماعة, وإنما هم مجموعة من الشباب ينظمون الكلمات والشعارات. وأكدت الهتافات عدم الانتماء لأي قوي سياسية, وأن شباب25 يناير يرفضون اختطاف ثورتهم أو ركوب أي فريق ورددوا: لا إخوان.. ولا أحزاب.. ثورتنا ثورة شباب. وأعلنت إحدي المحاميات من خلال الإذاعة أن المحامين تمكنوا من محاصرة قصر عابدين أمس واليوم, وأكدت المتحدثة باسم المحامين أنهم يتضامنون مع الشباب في الميدان, وأن الضمان الوحيد لتنفيذ مطالب الجماهير هو رحيل مبارك, وأخذت في ترديد الهتافات. أم الشهيد وسط الأجواء المشحونة بالغضب اعتلت سيدة تتشح بالسواد منصة الإذاعة, وتعلق علي صدرها صورة ابنها الشهيد الذي لم يتجاوز20 عاما. وفجأة علي صوت أغنية أم الشهيد للمطرب محمد فؤاد في مشهد مبكي عندما سالت الدموع من عين الأم المكلومة وهي تحيي جموع المتظاهرين في قلب الميدان, وبكي الآلاف علي الشهيد ورددوا الهتافات. وقد حضر إلي أرض الميدان وفد من الممثلين والفنانين علي رأسهم حسن حسني, الذي ألقي كلمة عبر فيها عن تضامنهم مع الثورة ومطالبها المشروعة, وأن هذا سوف ينعكس علي أعمالهم الفنية المقبلة. وفي تمام الساعة الثالثة أعلنت الإذاعة عن صلاة الغائب علي أموات المسلمين, وصلاة الجنازة علي إحدي المصابات التي توفيت إثر إصابتها. وعلي الجانب الآخر لم يختلف المشهد كثيرا في شارع مجلسي الشعب والشوري عنه في التحرير, فقد أغلق المتظاهرون الشارع بالكامل ونصبوا الخيام أمام مبني المجلس, كما وضعوا الحواجز والمتاريس علي المداخل المؤدية له, ومنعوا دخول موظفي مجلسي الشعب والشوري والمصالح الحكومية الموجودة في الشارع. في الوقت الذي رددوه فيه الهتافات التي تطالب بإسقاط النظام وتنحي الرئيس مبارك. وفي تطور سريع توجه عدد كبير من المحامين وصل إلي المئات إلي قصر الرئاسة في عابدين, وتمركزوا أمام القصر مرددين الهتافات نفسها. وأعلنوا تضامن نقابة المحامين مع ثورة الشباب.
Comments