المحتوى الرئيسى

شعبان عبد الرحمن يكتب: العدو أشد حرصًا على بقاء "الرئيس"!!

02/11 18:32

ملامح مهمة تخرج من وسط هدير الأمواج البشرية الثائرة، ترسم حقائق مريرة من داخل النظام المصري وعلاقاته الخارجية، وترسم في الوقت ذاته مشاهد مبهرة على صعيد إنجازات الثورة.. من هناك من "تل أبيب"، يبدأ تشكيل صورة موقف النظام؛ حيث توالت تصريحات قادة الكيان الصهيوني التي بدت كاستغاثات للعالم؛ للحفاظ على بقاء "مبارك"؛ حيث توالت نداءات رئيس الوزراء الصهيوني "نتنياهو"، ووزيرة الخارجية السابقة "تسيبي ليفني" أحد مهندسي الحرب الإجرامية على غزة؛ بالمطالبة ببقاء نظام "مبارك"، وقال "نتنياهو": إن رحيله يمكن أن يأتي بإيران أخرى. وقد أفصح قادة الكيان الصهيوني عن وجههم الحقيقي، معلنين رفضهم للديمقراطية التي تأتي بـ"الإخوان المسلمين"، وتساءلوا: ماذا تعني الديمقراطية لو أن مصر حكمها الإخوان المسلمون؟ وقبل ذلك بشهور، قال "بنيامين بن أليعازر" عن "مبارك": إنه يمثل كنزًا إستراتيجيًّا لـ"إسرائيل"، وشرح تلك العبارة عدد كمن المواطنين اليهود داخل الكيان الصهيوني على شاشات الفضائيات؛ إذ أجمعوا على أهميته؛ لأنه حقق لهم الأمان والاستقرار!. كل ذلك الرعب من "الإخوان" ومحاولات تخويف العالم منهم، رغم مشروعهم السلمي الحضاري، ورغم إعلانهم أنهم ليس لديهم مرشح للرئاسة المصرية.. هو الخوف إذًا من الإسلام ذاته، والرعب من عودة ذلك الدين الحنيف حاكمًا لأبنائه بجوار عدو ممتلئ بالكراهية والحقد على هذا الدين منذ القدم. رسائل الكيان الصهيوني وجدنا صداها داخل الإدارة الأمريكية التي تلعثمت وراوغت كثيرًا في الخروج بموقف واضح؛ حيث ما زال موقفها يدور حول الحفاظ على "الاستقرار" في مصر، و"الانتقال السلمي للسلطة"، وهي كلمات تعني بقاء "نظام مبارك"؛ حتى لا ينتقل إلى الجماهير وإلى حكم الشعب، مخوّفين من الإخوان المسلمين. موقف الرئيس نفسه من أول يوم كان هو ترديد نفس العبارات عن الاستقرار والحفاظ على مصر من الفوضى إنْ ترك الحكم، ثم قالها لمراسلة "A.B.C": إن خروجي سيتيح تسلم "الإخوان" للسلطة.. هكذا بدا تطابق المواقف وانسجامها، وتأكد أن "مبارك" إن كان لا يريد الرحيل مرة، فإن الكيان الصهيوني وواشنطن لا يريدان ذلك مائة مرة، ومن هنا يستمد النظام المصري البقية الباقية من قوته، التي تخسر مزيدًا من التهاوي أمام هدير الجماهير وزحفها.. لكن درس التاريخ يعلّم الجميع أن سياسة عناد الشعوب تورّث الندم!. وهناك معضلة كبرى إنْ رحل "مبارك"، تتمثل في نائب الرئيس اللواء "عمر سليمان"، الذي يتكشف رويدًا رويدًا مزيدًا من صورته ومواقفه وتاريخه؛ الأمر الذي سيحتاج من الرجل جهدًا جهيدًا لتصحيحها، فوثائق "ويكيليكس" التي نشرت هذه الأيام تفيد بأن الرجل كان المرشح الأفضل منذ عام 2008م من قبل الكيان الصهيوني وواشنطن لخلافة "مبارك"؛ إذ يطمئن الصهاينة إليه بأنه سيواصل طريق "مبارك". وقال د.مصطفى الفقي، سكرتير الرئيس للمعلومات لسنوات طويلة: إن أي رئيس جديد لمصر لا بد أن توافق عليه أمريكا وترضى عنه "إسرائيل"، وأفادت وثائق أخرى بأن اللواء عمر سليمان عبّر عن انزعاجه الشديد بعد حصول الإخوان على نسبة كبيرة من الأصوات في انتخابات 2005م، وطالب بقمع تلك الحركة، وتكشف مزيدًا من الأدوار عن الاتصال بالصهاينة والتنسيق مع الأمريكيين؛ الأمر الذي يزيد من إصرار المتظاهرين على عدم الرضا به بصفته الوجه الآخر لـ"نظام مبارك".. سيكون مطلوبًا من الرجل إذًا جهد كبير لتصحيح صورته وتبرير مواقفه وتعديلها، وإن كان ذلك قد فات وقته، خاصة أن الحقائق تترى عن جميع أطراف السلطة.. فثروات "مبارك" وكبار المسئولين في الحكومة والحزب الوطني يتجاوز مجموعها- حسب المعلن- 140 مليار دولار، والإعلام المصري الرسمي ومن يخططون له ارتكبوا أكبر حماقة جعلتهم أضحوكة العالم؛ بسبب قلب الحقائق ودبج سيناريوهات ومواقف كاذبة؛ بما جعل الشعب المصري وشعوب العالم يقرّون بأن هذا الإعلام في وادٍ ومصر كلها في وادٍ آخر. وبينما يتواصل الكشف عن مزيد من الحقائق عن المتورطين في التخريب والتدمير، أعلن النظام بدء محاكمة وزير الداخلية السابق "حبيب العادلي"، لكن ذلك لم يُجْدِ مع الجماهير التي اتجهت عشرات الآلاف منها لمحاصرة وزارة الداخلية ومجلسي الشعب والشورى ومجلس الوزراء، مصرَّةً على الرحيل.. «"رحيل النظام". ------------- كاتب مصري- مدير تحرير مجلة "المجتمع" الكويتية[email protected]

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل