المحتوى الرئيسى

نقاء الثورة الشعبية في مصر بقلم:جميل السلحوت

02/10 18:42

جميل السلحوت: بدون مؤاخذة- نقاء الثورة الشعبية في مصر تؤكد ثورة الشعب المصري الشعبية التي انطلقت في 25 يناير الماضي من جديد، أن الشعوب العربية متقدمة على قياداتها، وما يرشح من أخبار عن فساد النظام الرسمي الحاكم، يؤكد من جديد أن النظام وأركانه كانوا في واد والشعب في واد آخر، بل ان الشعب لم يكن وارد في سياساتهم وادارتهم لشؤون البلاد، وكل ما يهمهم هو نهب ثروات البلاد وتجويع الشعب، ورهن سيادة البلاد خدمة لأجندة خارجية عملوا باخلاص لتنفيذها، ولعل تزييف نتائج انتخابات مجلس الشعب الأخيرة والتي "فاز" فيها مرشحو الحزب الحاكم خير دليل على ذلك، بل وصل استخفاف الرئيس مبارك بشخصيات وأحزاب المعارضة عندما قاموا بمحاولة لتشكيل برلمان شعبي موازٍ أن يقول"اتركوهم يتسلوا"، أما أحزاب وقوى المعارضة فيبدو أنها كانت في حالة رعب من بطش النظام، فلم تستطع التغلغل في أوساط الجماهير وتلمس احتياجاتها وطروحاتها، ويبدو أنها لا تزال واقعة تحت تأثير صدمة حجم الثورة واستمراريتها، تماما مثلها مثل النظام الحاكم، الذي لم يستوعب الصدمة، أو لا يريد استيعابها، ولعل ضعف أحزاب وقوى المعارضة جعل من الشاب وائل غنيم أحدة القادة الشباب أشهر وأقوى تأثيرا من أيّ شخص من القادة الحزبيين، ويحق له ذلك مع كل الاحترام. صحيح أن أحزاب المعارضة تحاول ركوب الموجة، وتجيير الثورة لصالحها، لكنها لا تزال خائفة من بطش النظام، وخوفها ناتج عن عدم قناعتها بأن النظام سيتغير، وانما يمكن استبدال بعض الوجوه، ومنها رأس النظام نفسه. واللافت أن ثورة الشباب ثورة عفوية ونقية، وما انفجار الثورة الشعبية الا رفض للواقع المهين وانتشار البطالة، وتدني المداخيل الذي أوصل غالبية الشعب الى ما هو دون خط الفقر بكثير، اضافة الى تغييب الدور التاريخي والريادي لمصر في منطقة الشرق الأوسط وفي افريقيا وغيرها، وايقاع البلد في مديونية عالية، ومن المثير للدهشة أن المراقبين الاقتصاديين يرون أن ثروة عائلة الرئيس مبارك تعادل الديون الخارجية المترتبة على الخزينة المصرية، واذا ما أخذنا بعين الاعتبار آلاف المليارات التي نهبها أركان النظام من وزراء وغيرهم من كبار الموظفين وبلطجية الحزب الحاكم، فان لا حاجة للتساؤل عن اسباب البطالة وتدني مستوى المعيشة. وينبع نقاء الثورة الشعبية عفويتها ومطالبها العادلة في الحياة بكرامة وحرية وديموقراطية في وطن حر كريم ديموقراطي...وما لا يثير العجب هو تراجع بعض "الديموقراطيات" الغربية عن مطالبها بتنحي الرئيس واجراء اصلاحات ديموقراطية لصالح الشعب، بعد أن كانت معنية بركوب موجة التغيير في محاولة منها لاسترضاء الشعب، وللحفاظ قدر الامكان على مصالحها الحيوية في مصر وغيرها من بلدان المنطقة، مع انها تعرف مسبقا فساد النظام، فهو ربيبها، وهو من ينفذ سياساتها، وهو القادر على تنفيذ أجندتها التي تتهيب من تنفيذها بالقوة العسكرية لأكثر من سبب. ومن هنا يأتي دور المؤسسة العسكرية بحسم الأمر لصالح الشعب والامساك بدفة القيادة لفترة معينة، تمهيدا لاجراء انتخابات حرة ديموقراطية للرئاسة ولمجلس الشعب، ولانقاذ البلاد من عبث من خانوا الوطن والشعب، ومن التدخلات الأجنبية التي ستكون وبالا على البلاد. 10شباط-فبراير-2011 مدونة جميل السلحوت:jamilsalhut.com

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل