المحتوى الرئيسى

هاربون أم صامتون؟

02/10 12:06

 فى الوقت الذى دخل فيه الكثير من الفنانين على خط المواجهة خلال الأزمة التى تشهدها مصر حاليا سواء كانوا مناوئين للنظام ومطالبين بتنحى الرئيس مبارك أو حتى مؤيدين له وداعين الى إكمال فترة ولايته، غاب عن المشهد العديد من الفنانين الذى فضلوا الصمت تارة أو الحياد تارة أخرى. ورغم الاهتمام الإعلامى الكبير الذى حظى به الفنانون الذين عبروا عن مواقفهم، إلا أن عدم وضوح الرؤية المستقبلية دفع العديد من الفنانين إلى البقاء خلف الستار ربما انتظارا لما ستسفر عنه الأيام المقبلة، وربما خشية أن تثير مواقفهم غضب الطرف الآخر، وربما كان المشهد بمثابة صدمة لهم. الغريب فى الأمر أن عددا كبيرا من الفنانين الذى اختاروا الصمت اشتهروا من قبل بمواقفهم القوية فى مختلف القضايا السياسية، ولعل أبرز تلك الأسماء الفنان حسين فهمى الذى امتلأت صفحات الجرائد بصورة خلال إدلائه بصوته فى الانتخابات البرلمانية الماضية، وكذلك الحال بالنسبة للفنان نور الشريف والفنان خالد زكى أيضا الذى جسد دور الرئيس فى فيلم «طباخ الرئيس». وهناك من طال صمتهم حتى لمجرد الرد على التليفون ومنهم: نادية الجندى ونبيلة عبيد وأحمد عز وأحمد حلمى ومحمد سعد. وعلى الناحية الأخرى، هناك من خرج عن صمته وتحدث لـ«الشروق» مبديا أسبابه فى تفضيل عدم الكلام وكذلك رأيه فى أيام الغضب.محمود عبدالعزيز: لا أعرف ماذا أقول وبماذا أعبر فبداخلى مشاعر كثيرة عن الثورة المشروعة، وأقول لمن أطلق البلطجية: كل شىء زائل والوطن هو الباقىقال الفنان محمود عبدالعزيز وهو يبكى بشدة على ما يحدث وعلى الشباب الذين قدموا أرواحهم فى سبيل نجاح الثورة «أنا لم أتحدث من قبل إطلاقا لأنى لا أعرف ماذا أقول وبماذا أعبر لأن بداخلى مشاعر كثيرة جدا أود أن أطلق لها جميعا العنان، وبداخلى كلام كثير أود أن أقوله يتعلق بمطالب الثورة المشروعة لأى فرد لأن من حق المصريين أن يعيشوا فى مناخ يستمتعون فيه بالحرية ومن حقهم أن يشعروا بالأمان ومن حقهم أن يعبروا عن مطالبهم المشروعة» وأضاف: «لم أتحدث من قبل لأنى أشعر أنى لن أقدم جديدا عما قاله كثير من العقلاء والحكماء على شاشات القنوات الفضائية، ولم أتحدث لأنى بجد خائف أن تذهب أرواح الشباب الذى استشهدوا هباء، وخائف من محاولات بث بذور الفرقة بين الشعب، وخائف من القادم الذى لا أعلمه، وكذلك من الذين يحاولون استغلال الفرصة وركوب الموجة». وأيد الفنان محمود عبدالعزيز بشدة الثورة ومطالبها قائلا: «هذه الثورة أكثر من رائعة وهؤلاء الشباب نجحوا فى فعل ما عجز من هم أكبر منهم بكثير على فعله من سنوات طويلة، وبجد نحن اتعلمنا منهم الكثير، ولابد من سماعهم وتلبية مطالبهم التى من حقهم». وهاجم عبدالعزيز رجال النظام الذين أرسلوا البلطجية للهجوم على المتظاهرين وقتلهم «من فعلوا ذلك فحتما يشعرون بالعظمة الفارغة الكاذبة، فكل شىء زائل والوطن هو الباقى، ومن أطلق الرصاص الحى على الشباب ومن أطلق عليهم البلطجية فحتما ليس إنسانا ولا توجد بداخله ذرة إنسانية على الإطلاق، فمهما كانت المصالح المادية والمعنوية فلا يحق لهم أن يقتلوا نفسا». وعلق عبدالعزيز على مسألة هروب بعض الفنانين خارج مصر «هل تعتقدى أنى سأكون سعيدا لو كنت خارج مصر الآن؟ بالطبع لا، لأنى على العكس من ذلك لن أشعر إلا بمزيد من الضيق، وفى النهاية لا استطع أن أصف أى شخص فيهم ولا أعلق على موقفه لأن كل منهم له ظروفه الخاصة التى لا يعلمها أحد».دلال عبد العزيز:لا أملك سوى الصلاة والدعاء أكدت الفنانة دلال عبدالعزيز أن صمتها ليس صحيحا لأنها حاولت كثيرا التحدث للتليفزيون المصرى لإبداء رأيها ولكن لم يحالفها الحظ، وقد قالت: «أنا وبناتى وزوجى الفنان سمير غانم نؤيد بشدة موقف الرئيس مبارك وتصرفه بحكمة كبيرة جدا وأحييه من كل قلبى على تماسكه وعلى قدرته على ضبط النفس وعدم استفزازه، وموقفنا هذا من قبل خطابه وليس بعده». وأضافت: «للأسف هناك الكثير من القنوات والجهات التى تحاول التدخل فى شئون مصر وانتقادها وتحشد عدتها بالكامل ضد مصر للدرجة التى أشعرتنى بأن هناك موجة ضد البلد وضد الرئيس مبارك، الذى بحق يستحق التكريم على كل ما فعله من أجل الوطن، وحتى لو فعل بعض الأخطاء فلا يجب أن ننسى له ما قدمه، وربنا يعطى له الصحة والعافية ويستطيع أن يكمل مدته على خير». وعن موقفها من المتظاهرين فى ميدان التحرير، قالت عبدالعزيز: «ربنا يهديهم ويزيل الغشاوة التى على أعينهم». ومدحت الفنانة دلال عبدالعزيز موقف التليفزيون المصرى بقولها: «الحمد لله إن الإعلام الرسمى لم يستعينوا بمن تحدثوا بصورة غير لائقة على الرئيس، وفى النهاية الشباب الذى أقاموا المظاهرات حصلوا على حقهم وأكثر ولابد من تقدير هذه الاستجابة واحترامها، ويكفى ما حدث ولابد أن نستمع لكلام الفنانة شادية التى فضلت منذ فترة طويلة عدم الظهور ولكنها نظرا للظرف الدقيق خرجت لتدعو الشباب ليوقفوا ما يفعلونه ويعودوا لمنازلهم، وكذلك الفنانة شمس البارودى». ومن جهة أخرى، هاجمت الفنانة موقف إيران معتبرة أنه يحاول التفرقة بين الشعب والجيش قائلة: «أشعر بأن هناك جهات تحاول بث فتنة مقصودة فى مصر وللأسف لا أملك شيئا سوى الصلاة والدعاء للوطن بأن تمر هذه المحنة بسلام، وأنا متفائلة خيرا من حكمة السيد الرئيس، هذه الحكمة التى ظهرت جليا أيضا فى تعيينه السيد عمر سليمان نائبا له وتعيين الفريق أحمد شفيق رئيسا للوزراء». رانيا يوسف: حماية أطفالى أولى من النزول للشارع أما الفنانة رانيا يوسف فأكدت أنها كانت تتمنى أن تشارك فى المظاهرات والاحتجاجات ولكن عدم إحساسها بأمان تجاه أطفالها الصغار الذين لم يتجاوز بعضهم 7 سنوات جعلها تتردد كثيرا قبل أن تأخذ قرارا بالجلوس معهم فى البيت، وأن حماية أطفالها أولى من المشاركة فى المظاهرات. وأشارت: كان من الممكن أن أنزل ولا أعود، بأن أتعرض للقتل أو يتم اعتقالى، وفى الحالتين لا أعرف ماذا سيكون مصير أبنائى. لذلك كان طبيعيا ألا أشارك جسديا، وأيضا لا يجب أن يتم مقارنتى مع الرجال أو غير المتزوجات اللاتى ليست لديهن مسئوليات تضطرهن لفعل أمور من الممكن أن يكونوا ضدها. وأوضحت رانيا أنها مع رحيل الرئيس مبارك ولكن بشكل لا يسىء إليه، لأن كرامته من كرامة الشعب المصرى، وإذا تعرض للإهانة فكأنما تمت إهانتنا جميعا، لذلك أنا مع أن يرحل فى نهاية مدته كما قال فى الخطاب، وأن نختار بأنفسنا الأفضل لصالح مصر بعد ذلك بعد تعديل المواد الدستورية المطلوبة. حنان ترك: وقعت فى حيرة شديدة لأننى لم أعرف فى البداية من الصادق ومن الكذابالفنانة حنان ترك بررت تأخيرها فى إعلان موقفها من احتجاجات 25 يناير، سواء بتأييد المظاهرات أو بمعارضتها بأنها وقعت فى حيرة شديدة ولا تعرف من الصادق ومن الكاذب.أكدت حنان: عدم الشفافية والوضوح فى التعامل مع المتظاهرين وضعنى فى حيرة شديدة، خصوصا أن كل ساعة يخرج علينا الكثير بتصريحات متضاربة، ورغم أن خطاب الرئيس مبارك الثانى كان مؤثرا إلى حد كبير وأبكانى كثيرا، وجعلنى أتعاطف مع بقائه، الا أن ما حدث فى اليوم التالى من هجوم من البلطجية بالجمال والخيول على المتظاهرين وكأننا نشاهد فيلما هنديا جعلنى أتعاطف مع المتظاهرين وبقاءهم خصوصا أن الثقة قد انعدمت تماما فى العلاقة بينهم وبين النظام. وأوضحت: شعرت بفخر شديد من نزول شباب 25 يناير الى الشارع بشكل حضارى جدا، ليطالبوا بما هو فى صالح جميع الشعب المصرى، وليس لمطالب خاصة، وبالفعل هم نجحوا فى مرادهم وجعلونا شعبا محترما متحضرا له كرامة. ورفضت حنان التحدث عن موقف الداخلية والشرطة قائلة: لا أريد أن أنفخ فى النار وهى مشتعلة، ولكنى أريد أن أعلق على منظر عربة المياه التى كانت تعترض المصلين أثناء أدائهم الفريضة، فهذا لا يرضى دينا ولا رباً، ولا أعرف ما هذه القسوة والعنف. وترى حنان أن فى استمرار المتظاهرين بميدان التحرير حتى بعد تنفيذ جزء كبير من مطالبهم حق كبير، وأكون مجنونه إذا طالبتهم بالرحيل خصوصا بعد أن تعرضوا لعنف شديد من الشرطة والبلطجية، كما أنهم يعانون من عدم وجود الثقة فلا يستطيع أحد أن يطمئنهم ويحثهم على فعل شىء غير الذى يرغبون فيه، رغم أنهم جميعا كان لديهم كل الاستعداد للانسحاب من ميدان التحرير بعد الخطاب الثانى للرئيس مبارك، ولكن هناك من استغل الموقف بشكل مريب، وزاد من الفجوة بين النظام والمتظاهرين، وجعل لديهم كل الحق فى ألا يصدقوا أى ضمانات ستذكر من النظام لأنهم سمعوا كثيرا. ولكن فى الوقت نفسه سأكون مجنونة إذا طالبتهم بالاستمرار لأن كثيرا من الشعب المصرى يعتمد على العمل المؤقت واليومى، لذلك الناس فى خراب شديد، كما أن فاعلى الخير لا يستطيعون مساعدتهم لأنهم لا يملكون سيولة مالية بسبب إغلاق البنوك. وأشارت: فضلت عدم اعلان موقفى لأننى أولا لا أفهم فى السياسة، كما أننى أرفض أن أكون تابعة لأحد فى الآراء المصيرية، خصوصا أن كثيرين ممن يظهرون الآن فى الفضائيات وسط المظاهرات يبحثون عن مجد شخصى، رغم أن الحركة يجب أن تظل من الشباب وإليهم دون السطو عليها من أصحاب المصالح الخاصة. وشددت حنان على أن هناك قرارا عظيما جدا للجنة الحكماء والذى ينص على أن ينوب عمر سليمان عن رئيس الجمهورية فى تعديل الدستور والتزامه بتنفيذ كل ما جاء فى الخطاب، ويتعامل نائب الرئيس مع الشعب فى كل شىء، وأن يظل الرئيس محمد حسنى مبارك فى موقعه ولكن بشكل شرفى. مشاركون فى الثورةالليلة يا جدع هنبات فى الميدان .. الجدع جدع والجبان جبان. كان هذا هو الشعار الذى رفعه ثوار الخامس والعشرين من يناير وبالطبع رفعه معهم الفنانون الذين شاركوهم النداء.كان الفنان خالد أبوالنجا تحدث باسم الثورة ودافع عنها ووثقها بالكاميرا وشاركه المخرج خالد يوسف ومعهما كل من يسرا اللوزى وأحمد عبدالله وإبراهيم بطوط ومنى زكى وجيهان فاضل وعمرو واكد وخالد الصاوى وتيسير فهمى ومحسنة توفيق وآسر ياسين ويسرى نصر الله وزكى فطين عبدالوهاب وسعد هنداوى وعمار الشريعى ومريم نعوم وأحمد ماهر وفتحى عبدالوهاب وماريان خورى ونانسى عبدالفتاح وأحمد مرسى ومريم أبوعوف وأسامة فوزى ومحمد خان وداود عبدالسيد وعلى بدرخان وأحمد عواض وهانى فوزى وهانى سلامة ووفاء صادق ومحمد دياب وخالد دياب وعمرو سلامة وتامر حبيب وروبى وشقيقتها كوكى وناهد نصرالله وأحمد مرسى ونهى العمروسى وعماد البهات وأمير رمسيس وكاملة أبوذكرى وعباس أبوالحسن ونادين شمس وصفاء الطوخى وعمرو سعد وأحمد سعد وصبرى فواز ورامى غيط ومجدى أحمد على ولطفى لبيب وعزة بلبع.المؤيدون للاستقرار ومبارك على الرغم من مشاركة كثير من الفنانين فى ثورة الشباب ــ 25 يناير ــ إيمانا منهم بأن وقت التغيير قد حان، ولتطلعهم فى مستقبل أفضل لهم ولأبنائهم من بعدهم، وعلى الرغم من اختفاء كثير من الفنانين الذين فضلوا الصمت تجاه الحدث لا مؤيدين ولا معارضين، نائين بأنفسهم عن أن يحسبوا على فئة دون أخرى، إلا أن هناك من الفنانين من كان فيهم من الجرأة أن ينزلوا فى المظاهرات المؤيدة لبقاء الرئيس مبارك فى سدة الحكم حتى تنتهى ولايته فى سبتمبر المقبل. وبدأ هذا الاتجاه الفنانة زينه والملحن عمرو مصطفى عندما قادا مظاهرة أمام مبنى الإذاعة والتليفزيون «ماسبيرو» صباح اليوم التالى لخطاب الرئيس. وكانت مظاهرة ميدان مسجد مصطفى محمود بشارع جامعة الدول العربية هى الأكبر وشهدت مشاركات أكثر من الفنانين المحبين لنظام الرئيس وكان على رأسهم نقيب الفنانين أشرف زكى الذى تم تنصيبه مؤخرا مساعدا لوزير الإعلام لشئون الدراما، وهو الأمر الذى وضعه فى مأزق لا يحسد عليه، خصوصا أنه من وجه الدعوة للفنانين الذين شاركوا فى التظاهرة، الذين هاجموا استمرار شباب الثورة فى الاعتصام بعد تحقيق جزء كبير من مطالبهم ومن هؤلاء الفنانين طلعت زكريا، وسماح أنور، وغادة عبدالرازق، وماجدة زكى، وهاله صدقى، وروجينا، والمطرب محمد فؤاد، والإعلامى عماد الدين أديب، فيما شاركت الفنانة عبير صبرى فى المظاهرة التى انطلقت من شارع الكوربه فى مصر الجديدة.وكانت هناك أسماء أخرى داعمة لهذا الاتجاه من خلال المداخلات التليفونية عبر الفضائيات وعلى رأسهم الفنانة الكبيرة المعتزلة شادية التى خرجت عن صمتها وتحدثت بكلمات تعبر عن حزنها لما حدث من مواجهات دامية بين المتظاهرين وبعضهم البعض فى اليوم التالى لخطاب الرئيس، وقالت للإعلامى عمرو الليثى خلال مداخلة مؤثرة فى برنامج «واحد من الناس» إن مصر لا تستحق ما تعرضت له ودعت بأن تمر الأزمة سلام. كما ساهمت أيضا مداخلات تليفونية من الفنانة المعتزلة شمس البارودى، وزوجها الفنان حسن يوسف، بالإضافة إلى عدد آخر من الفنانين بينهم أحمد السقا، ومحمد هنيدى، وهانى رمزى والمطربين حكيم وتامر حسنى. شارك في الإعداد: أحمد فاروق ومنة عصام وأحمد فاروق ووليد أبو السعود.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل