المحتوى الرئيسى

سليمان لرؤساء مجالس إدارات وتحرير الصحف: الحوار مستمر مع الشباب وكافة القوي السياسية

02/10 11:29

أكد عمر سليمان نائب رئيس الجمهورية أن هناك طريقين لتحقيق الاستقرار في مصر والخروج من الأزمة الحالية التي نحياها بسلام.. الأول هو الحوار والتفاهم وبخطوات متصلة ببرنامج عمل مستمر لحل جميع المشاكل. والثاني "البديل" هو حدوث انقلاب والذي قد يكون مفيدا أو ضارا وبالتالي نريد أن نتجنب الوصول إلي هذا الانقلاب الذي يعني خطوات غير محسوبة ومتعجلة وبها مزيد من اللاعقلانية وهو ما لا نريد الوصول إليه حفاظا علي مصر وما تحقق من مكتسبات وانجازات.قال عمر سليمان في لقائه مع رؤساء تحرير الصحف المصرية القومية والحزبية والخاصة ووكالة أنباء الشرق الأوسط إن كلمة الرحيل التي يرددها بعض المتظاهرين ضد أخلاق المصريين التي تحترم كبيرها ورئيسها.. كما أنها كلمة مهينة ليست للرئيس فقط بل للشعب المصري كله.. مؤكدا ان الرئيس مبارك أحد أبطال حرب أكتوبر والمؤسسة العسكرية حريصة علي أبطال أكتوبر ولا يمكن أن ننسي تاريخنا أو نضيعه.أعلن أن الحوار مع الشباب والقوي السياسة مستمر للخروج من هذه الأزمة.. وأكد انه لا انهاء للنظام ولا انقلاب لأن ذلك يعني الفوضي التي يمكن أن تصل بالبلد إلي المجهول الذي لا نريده.أشار عمر سليمان إلي ما يردده البعض عن العصيان المدني.. وقال إنها دعوة خطيرة جداً علي المجتمع ونحن لا نحتمل ذلك علي الطلاق ولا نريد أن نتعامل مع المجتمع المصري بالأداة الشرطية ولكن بالحوار والموضوعية والواقعية وطبقا للقدرات المتاحة.أضاف ان رئيس الحكومة والوزراء يبذلون جهوداً كبيرة لمواجهة متطلبات الجماهير وعودة الحياة إلي طبيعتها بعد الشلل الذي تعرضت له الخدمات المقدمة للجماهير خلال الفترة الماضية بسبب إغلاق البنوك والمدارس والجامعات وتوقف المواصلات واستمرار حظر التجوال.قال إن التواجد الكبير في ميدان التحرير للمتظاهرين وبعض الفضائيات التي تهين مصر وتقلل من قيمتها يجعل المواطنين يترددون في الذهاب لأعمالهم.. مؤكدا علي ضرورة انهاء هذه الأزمة في أقرب وقت ممكن.مصلحة البلدفي بداية اللقاء أكد عمر سليمان نائب الرئيس أهمية الحوار وتبادل الرأي والفكر مع الجميع.. وقال إن لقاءه مع رؤساء تحرير الصحف يأتي في هذا الاطار حيث إن الصحافة تشكل الرأي العام ووجدان المجتمع وتؤثر فيه ومن الآن فصاعدا فإننا نحتاج إلي أن تكون الصحافة في إطار مصلحة البلد لأننا بالتأكيد نحب جميعاً مصر ونحب استقرارها.أضاف اننا الآن في أزمة ولابد أن نديرها.. وفي نهاية المطاف ننجح في إدارتها للخروج إلي بر الأمان والوصول إلي تحقيق مطالب الشعب.حدد نائب رئيس الجمهورية عناصر الأزمة الراهنة وقال إنها تتمثل في خمسة عناصر أساسية:* مطالب الشباب بالتغيير.* نقص قدرات الشرطة لحفظ الأمن.* الشلل في الخدمات اللازمة للمواطن.* النقص الكبير في موارد الدولة والذي يتناقص يومياً.* التدخلات الأجنبية بهدف الوصول بالبلاد للفوضي.ثم تساءل.. وماذا بعد إذا ما وصلنا إلي بر الأمان؟ ماذا سنفعل؟ وكيف نتحرك؟ هل نعيد مصر للساحة الدولية وكيف؟ وماذا سنفعل في الاقتصاد المنهار؟مطالب الشبابعقب ذلك.. بدأ عمر سليمان في شرح هذه العناصر بالترتيب.. وقال إنه بالنسبة للعنصر الأول المتمثل في مطالب الشباب فإن الرئيس مبارك تجاوب بنسبة كبيرة جداً مع هذه المطالب الممكنة في الإطار الزمني المتاح.أشار إلي أنه التقي بالشباب وكانت لهم أربعة مطالب تتمثل في تنحي الرئيس وحل مجلسي الشعب والشوري وتعديل الدستور ومحاربة الفساد.. وقال إن الرئيس مبارك كان متجاوباً في خطابه في أول فبراير الحالي مع معظم المطالب ولم يكن لديه مانع من التجاوب معها كلها. لكن الزمن المتاح لتداول السلطة كان مائتي يوم فقط وبالحساب تبين عدم إمكانية تنفيذ كل المطالب مثل حل المجلسين والتعديلات الدستورية والاستعداد للانتخابات التي تحتاج شهراً للإجراءات وشهراً آخر لإجرائها.أضاف عمر سليمان: لقد تجاوبنا بالقدر المتاح لقبول الطعون المقدمة في بعض الدوائر مما يؤدي لزيادة عدد المعارضة في المجلسين وتم تشكيل لجنة دستورية لبحث التعديلات الدستورية المقترحة لبعض مواد الدستور تنتهي من مهمتها في نهاية الشهر الحالي ثم ترفع التعديلات لمجلسي الشعب والشوري لإقرارها والاستفتاء عليها.أكد أن الرئيس مبارك يؤيد التداول الحقيقي للسلطة وليست لديه مشكلة لتحقيق ذلك. ولكن لابد من التفكير في مستقبل مصر ومن يقود المسيرة في المرحلة القادمة ليس شخص الرئيس ولكن ما هي مواصفاته وتوجهاته ولا نريد أن نجد كل فترة زمنية متطلبات جديدة. بل نريد تعديلات مدروسة ومستقرة.أضاف أنه لو كان من الممكن إجراء كل هذه التعديلات فوراًَ لتم ذلك ولكن المشكلة في الزمن القصير ونحن لا نريد التعجل أو تكون التعديلات متسرعة لا تحظي بالقبول وتضع بعض القيود والمسألة تحتاج لدراسة متأنية.اشتباكات خطيرةقال عمر سليمان إن انتخابات مجلسي الشعب والشوري تحتاج لقوات شرطة لتأمينها وللأسف فإن الشرطة تحتاج حالياً فترة من الوقت لتستعيد قوتها وثقة الشعب فيها بعد الأحداث الأخيرة.. مشيراً إلي أن الانتخابات في بعض الدوائر تشهد اشتباكات خطيرة خاصة في الدوائر الخاصة ببعض العائلات والعصبيات في الصعيد والقري. ولو كان هناك وقت كاف لعام أو عامين لأمكن إجراء هذه الانتخابات ولكن الرئيس الجديد لابد أن يؤدي اليمين الدستورية يوم 14 أكتوبر القادم.أضاف ان ثورة الشباب كان لها إيجابيات ولكن لا يجب أن ننزلق إلي سلبياتها. ولكننا حريصون علي المجتمع المصري. كما أن الضغوط والآثار لن تكون أبداً في مصلحة المجتمع لأنها دعوة إلي المزيد من الفوضي وخروج خفافيش الليل لترويع المجتمع ونحن علي يقين من أن مصر مستهدفة وهذه فرصة لهم ليست للتغيير ولكن كل ما يهمهم هو إضعاف مصر وخلق فوضي لا يعلم مداها إلا الله.دولة مؤسساتأكد نائب رئيس الجمهورية أن مصر دولة مؤسسات ولدينا القدرات الكبيرة لاستعادة قدرتنا ودورنا ومواقعنا وحماية المجتمع ولم ولن ينهار النظام في مصر بأي حال من الأحوال وسنظل نقوم بدورنا لحماية المجتمع بإذن الله. مؤكداً أننا جميعاً مسئولون عن الحفاظ علي هذا الوطن.أضاف ان الرئيس مبارك طالبنا بالتحاور مع الشباب والمؤسسات ورجال الفكر والصحافة والسياسيين وكل من له رؤية ورأي لأننا جميعاً نحب هذا البلد ونخدم من أجل الوطن.قال: لقد تحاورنا مع الشباب وهناك من يحرضهم. لكننا سنستمر في الحوار وقد تضمن البيان الذي أصدرته بعد الحوار ما يلبي هذه الطلبات.أوضح أن الرئيس مبارك أمر بتشكيل لجنة برئاسة الدكتور سري صيام رئيس محكمة النقض. تضم  كافة الآراء والاتجاهات للنظر في التعديلات الدستورية المحددة المطلوبة لتسهيل تداول السلطة وكلنا نهتم بمن سيكون الرئيس القادم لمصر ولابد أن تكون هناك شروط لمن يترشح لهذا المنصب الرفيع حتي لا يتقدم 300 فرد مثلاً للرئاسة وتكون مهزلة بالنسبة لمصر ولابد أن يضع الدستوريون مايليق بمنصب الرئاسة.المتابعة وتقصي الحقائققال نائب رئيس الجمهورية إن الرئيس مبارك شكل أيضاً لجنة للمتابعة لتنفيذ خارطة الطريق لتداول السلطة كما شكل لجنة أخري لتقصي الحقائق عما جري يوم الأربعاء الماضي حتي نعرف من الذين اساءوا للنظام والشباب.كما وجه الرئيس الحكومة بعدم متابعة الشباب واعطائهم الحرية للتعبير عن آرائهم مع استمرار الحوار.. وأشار إلي ظهور موجة جديدة في مصر لخلق مزيد من الفوضي.. حيث يتظاهر كل من له مطالب أو لايعجبه شيء معين. وقد تستمر هذه الظاهرة فترة من الوقت لكننا سنتعامل دائماً بالحوار والموضوعية والواقعية طبقاً للقدرات المتاحة.نقص قدرات الشرطةتحدث عمر سليمان عن العنصر الثاني في الأزمة فقال انه يتمثل في نقص قدرات الشرطة بعد تدمير عدد كبير جداً من مقراتها واستهداف السجون وهروب عدد كبير جداً يقدر بالآلاف من السجون وهم أنواع مختلفة من المساجين ما يهمنا منهم بعض عتاة الاجرام والتنظيمات الجهادية الذين يهددون الأمن. حيث انهم لم يوافقوا علي مبادرة وقف العنف ولازال التنظيم مقتنعاً بأن المجتمع كافر وهذا تهديد كبير للمجتمع ونحتاج جهداً كبير لإعادتهم وقد بذلنا جهداً في المخابرات العامة لتسليم هؤلاء من الخارج وهم مرتبطون بقيادات خارجية وخاصة تنظيم القاعدة.قال إن المهم بالنسبة للشرطة الآن استعادة الثقة ورفع معنوياتهم للقيام بدورهم ولابد من التعاون جميعاً لإعادة القيام بمهمتهم الرئيسية وهي الحفاظ علي أمن هذا المجتمع والصحافة لها دور كبير جداً في هذا المجال وعليها وقف الهجوم عليهم.شلل الخدماتتناول نائب الرئيس العنصر الثالث في الأزمة وقال انه يتمثل في شلل الخدمات المقدمة للمواطنين. حيث تبذل الحكومة جهداً كبيراً لاستعادة الحياة الطبيعية كما أن حظر التجول وتواجد القوات المسلحة حالياً في الشارع ضرورة لتعويض النقص الموجود في الشرطة. كما انه يؤثر أيضاً علي الخدمات التي تقدم للناس.أشار إلي العنصر الرابع في الأزمة فقال انه يتمثل في نقص موارد الدولة وأضاف أن الدولة مضطرة لتأجيل تحصيل الجمارك وبعض الموارد الأخري في الوقت الراهن. إضافة لخروج مليون سائح من البلاد خلال 9 أيام وأصبح لا يوجد سائح واحد في مصر الآن مما أثر علي مورد رئيسي هام للدولة. حيث كانت السياحة تقدم حوالي مليار دولار شهرياً للدولة.تساءل السيد عمر سليمان كيف يمكن استعادة هذه الموارد مرة أخري مع التوقع بأن معدلات النمو ستنخفض إلي 4.3 في المائة علي الأكثر مما يعني بطالة زائدة وهذه احدي مهددات الأمن القومي لمصر؟أعرب عن أمله في تحسن الأوضاع في البلاد في أسرع وقت لأن عدم الاستقرار يؤثر علي كل شيء وهذا مايهدف إليه من يحاولون استغلال ثورة الشباب لأن هدفهم استمرار هذه الثورة وبعد فترة ليست طويلة ينتهي الأمر إلي إفقار مصر وهذا لن يحدث علي الاطلاق.التدخلات الأجنبيةوقال عمر سليمان إن العنصر الخامس والأخير في الأزمة الحالية هو التدخلات الأجنبية وأوضح أن منها ماهو سياسي ومنها ماهو خاص ببعض العناصر التي تحاول التدخل وتوفير سلاح أو تهديد الأمن القومي في شمال سيناء. وقال إننا قادرون ولن نسمح لأحد بأن يتدخل في شئوننا الداخلية علي الاطلاق.وفي رده علي أسئلة رؤساء التحرير أكد نائب رئيس الجمهورية أن الرئيس مبارك جاد في عدم ترشيحه أو نجله جمال للرئاسة القادمة. كما أن الرئيس باق في مصر ولن يغادرها ويدير خارطة طريق حتي تنتهي فترة ولايته. وحين يأتي الرئيس الجديد يجري تعديلات أخري كما يشاء.أكد أنه تم الافراج عن جميع الشباب الذين ألقي القبض عليهم في الأحداث الأخيرة ولا يوجد أي سجين رأي في مصر إلا إذا كان مرتكباً لجريمة جنائية.وحول دعوة مستشارة ألمانيا انجيلا ميركل للرئيس مبارك للحضور إلي ألمانيا للعلاج قال عمر سليمان إن الرئيس بحالة صحية جيدة ولم يحدث اتفاق مع ميركل علي أي شيء وما أعلنته يمثل تدخلاً سافراً في شئوننا الداخلية.وحول ضرورة تغيير الخطاب الإعلامي الرسمي قال عمر سليمان إن الإعلام يخاطب جماهير مصر بأسرها وليس شباب 25 يناير فقط حتي يعلموا أن النظام لا يزال قادراً علي ممارسة دوره. وأعرب عن أمله في أن تقوم الصحافة بدورها دون مبالغات.أكد استمرار الحوار مع الشباب وكافة القوي السياسية حتي يمكن الخروج من الأزمة الراهنة وعودة الحياة لمجراها الطبيعي.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل