المحتوى الرئيسى

> الأستاذ «حلزونة» المكلمة

02/10 11:23

خلال الأسبوع الماضي تفرغت للاستمتاع بشكل رائق بقنواتنا المصرية، وتصادف أن شاهدت الأستاذ «حلرونة المكلمة» وهو فنان مخضرم - معروف بإنتاجه المتميز وبقدراته الجادة في الإبداع، وفي دفع الشباب إلي طريق النجومية والنجاح - وله آراء شديدة الصراحة، وأحيانًا بالغة الوقاحة، قادرة علي الإطاحة بقدرات الآخرين، والأستاذ حلزونة المكلمة متحدث لا يشق له غبار، ينطلق كالصاعقة بالإجابة قبل أن يسمع السؤال - وهو يتصدر الكادر ويبص مباشرة للكاميرا، لا يترك للمذيعة أو المذيع مجالا، لا في الكلام ولا في الصورة، حتي لا يصبح للمذيع أو للمذيعة وجود إلي جوار وجوده المبهر.. هو كذلك قادر علي طرح السؤال والإجابة عنه - وهو دارس لمشهيات الأحاديث وقادر علي خلق التوتر والتشويق - وإطلاق بعض الحِكَم، حتي يكون لحديثه قيمة نهائية أو «مورال». والأستاذ «مكلمة» فعلاً مكلمة - ولأني حفظت جميع ما يقول لطول استماعي له علي كل محطات الإذاعة والتليفزيون، ولكثرة ما قرأت له من حوارات وتصريحات بالجرائد العربية - فلم يعد لدي «اشتياق لسماعه أو احتياج لمعلوماته».. غير أني وجدته متربعا في برنامج علي القناة الأولي يتحدث، ونقلت نفسي علي القناة الثالثة فوجدته بملابس صيفية يتحدث عن الأغاني الشبابية، عدت للقناة الخامسة فوجدته في ملابس ريفية يتحدث عن أغاني الفولكلور.. قلت أهاجر للقناة السابعة، فإذا به أيضًا يتحدث عن شعار وقصائد أهل الجنوب، أغلقت التليفزيون، سمعته من تليفزيون الجيران يقدم فنانًا شابًا للجمهور!! إنه رجل لا يكف عن الكلام. ولديه «فيضان» يغمر حياتنا بالكلام - الكلام - والسلام.. هو مطلوب نعم - وظريف أيوه، لكن عليه أن يقول ولو مرة «مش عاوز» كفاية «بقة».. «ارحموني مُش عاوز أتكلم» - لكنه غاوي، ومن هنا نقول له.. ارحم لسانك تعبنا من كلامك الفارغ. ارحمنا.. يرحمك الله. وما كدت أغلق أزرار التليفزيون - واستعد للراحة والنوم - قلت أقرأ قليلاً وبدأت أتصفح إحدي المجلات الفنية، فإذا به (أي الأستاذ حلزونة) يقفز من بين السطور طافحًا بصورته مفتوحة الفم، يتبرع بإبداء الرأي حول ذكرياته القديمة مع الفنان المرحوم علان - وأنه كان صديق عمره - ويصف بداية مشواره.. التشرد والفقر والحاجة، وبداية القفز من فوق أسوار المدرسة حتي القفز من فوق أسوار الفنادق لعدم دفع الحساب، ويذكر بالتفصيل أسرار مغامرات الشتاء والمصايف وليالي السهاد والسهر، ويذكر أسماء أبناء أبناء أبناء الأصدقاء والأحفاد، ولا ينسي حلزونة أن يسب كل فناني الجيل الحالي ويشوه صورة الأكثرية من هؤلاء، ناسبًا لذاته المجد لاكتشاف الفنانة الشابة «زعلوكة»، وهي نجمة جديدة قادمة من قبائل البربر، ويعلن بكل (ثقة) أنها ستكون (نجمة القرن الأسود القادم).

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل