المحتوى الرئيسى

> من الخطاب الديني.. إلي اجتراح الخطباء

02/10 11:23

مطلوب خطاب ديني يكف عن الدعاية الدينية وأن الإسلام أفضل دين وأن سيدنا محمد «صلي الله عليه وسلم» أفضل رسول ولا يربي في أبنائنا نرجسية دينية تحول بينهم وبين الآخرين ويكف عن الحديث في تاريخ الدين والمعارك والحروب والاقتتال ليتحدث في الدين وليس تاريخ الدين وقيمه السامية المطلوب غرسها في المتدينين. ويفرق بين الإسلام والإيمان فالإسلام دين جميع الرسل والإيمان شريعة الرسول محمد والإسلام في لغة القرآن ليس اسما لشريعة خاصة إنما هو اسم الدين الذي قال به جميع الأنبياء ولا يطالب أهل الكتب بترك شرائعهم واتباع شريعة سيدنا محمد كي يدخلوا الجنة فهم مسلمون أيضا «قالوا آمنا به إنه الحق من ربنا إنا كنا من قبله مسلمين» «القصص 53» ويؤكد أنه لا يوجد أفضل دين فدين الله واحد ولا يوجد أفضل رسول فأنبياء الله إخوة دينهم واحد وشرائعهم شتي «وشرع لكم من الدين ما وصي به نوحًا والذي أوحينا إليك ما أوصينا به إبراهيم وموسي وعيسي أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه» «الشوري 13»، «لكل جعلنا شرعة ومنهاجا»، «المائدة 48».. مطلوب خطاب ديني يؤكد أن المسلم الذي لا يؤمن بجميع الرسل وجميع الكتب السماوية دينه ناقص. ولا يتحدث عن الأقباط علي أنهم أهل ذمة فنحن لسنا فاتحين والأقباط مواطنون وأصحاب بلد مثل المسلمين. مطلوب خطاب ديني يفرق بين الديانة اليهودية المقدسة والحركة الصهيونية الاستعمارية الاستيطانية التي احتلت أرضنا في فلسطين. ويدرك ما كتبه الرسول «صلي الله عليه وسلم» في وثيقة المدينة من قواعد للتعايش بين المختلفين في الدين و«أن يهود بني عوف أمة مع المؤمنين».. و«أن بينهم النصر علي من حارب أهل هذه الصحيفة»، و«أن اليهود ينفقون مع المؤمنين ما داموا محاربين». ويكف عن التحريض وتربية الكراهية للآخر المختلف عقائديا وأبلسته بينما نحن ملائكة نجتر وداعة. يكف عن التحقير والتكفير يرسخ قيما تصنع إنسانا قابلا للتعايش والاندماج والتآخي الوطني في الوطن الواحد. خطاب لا يصنع مسلما متعصبا أعمي قابلا للصدام والكراهية والفتن. ويؤكد أن الناس صنفان - حسب تعبير الإمام علي - إما أخ لك في الدين أو أخ لك في الخلق. واليوم أخ لك في الوطن. ولا ينفي الآخر ولا يلعنه يحترم حقه في الاختلاف والاختيار والاعتقاد. ولا يري في نفسه الصواب المطلق والآخرين الخطأ المطلق فكل من آمن بالله واستقام مسلم لا خوف عليه ولا حزن «إن الذين آمنوا والذين هادوا والنصاري والصابئين من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحا فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون» «البقرة 62»، «إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا لا خوف عليهم ولا هم يحزنون»، «الأحقاف 13». وخطاب ديني ملم بالمفاهيم السياسية المعاصرة. «الدولة الوطنية/ المواطن/ الدستور/ الديمقراطية/ الحياة الحزبية/ الوطن/ العلمانية.. إلخ».ويؤكد أنه لا إكراه في الدين وأن من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر. إن من أراد أن يدخل دخل ومن أراد أن يخرج خرج - حسب تفسير المنار للإمام محمد عبده - وأنه لا يوجد في القرآن حد الردة وأن الإمام مالك رفض الأخذ بأحاديث الأوزعي وأن الشافعي قال إنها قيلت في المرتد المحارب. مطلوب خطاب ديني يفسر أن الدين عند الله الإسلام تفسيرا صحيحا فالإسلام دين الجميع.. فنوح عليه السلام كان مسلمًا «وأمرت أن أكون من المسلمين»، «يونس 72». وإبراهيم عليه السلام كان مسلمًا «ما كان إبراهيم يهوديا ولا نصرانيا ولكن كان حنيفًا مسلمًا» «الحج 78». وبنو إسرائيل مسلمون «قالوا نعبد إلهك وإله آبائك إبراهيم وإسماعيل وإسحاق إلهًا واحدًا ونحن له مسلمون»، «البقرة 132». والسيد المسيح عليه السلام وحواريوه مسلمون «فلما أحس عيسي منهم الكفر قال من أنصاري إلي الله قال الحواريون نحن أنصار الله آمنا بالله واشهد بأنا مسلمون»، «ال عمران 52». مطلوب خطاب ديني يفسر «ومن يبتغ غير الإسلام دينًا فلن يقبل منه» إن سلام هو دين جميع الأنبياء وليس شريعة سيدنا محمد «صلي الله عليه وسلم». خطاب يقول إن للجنة طرقا شتي شرائع شتي وليس طريقًا واحدًا. خطاب يؤكد أن المسيحيين اليوم واليهود اليوم سيدخلون الجنة بشروط القرآن الثلاثة «الإيمان بالله/ الإيمان باليوم الآخر/ الاستقامة» وأنه لا يوجد شرط رابع. لكن يبدو أن إعداد مثل هذا الخطاب هو الشيء السهل أما الصعوبة كل الصعوبة فتكمن في صناعة الخطباء والشيوخ الذين سيحملون هذا الخطاب، فخطباؤنا اليوم صاروا علة لا تطاق أن نصنع رجال دين مدربين واعين لخطورة أدوارهم ولنوعية القيم التي يغرسون ..هذا هو الصعب بعينه. كاتب ومحلل سياسي

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل