المحتوى الرئيسى

> التغير العالمي للبيئة

02/10 11:23

من الواضح أن هذا العصر هو عصر البيئة وحمايتها والحفاظ عليها من كل الأضرار، ولقد كانت كل الدول والحكومات والتشريعات والقوانين والجماعات والأحزاب والأفراد في صف رعاية البيئة وتنقيتها من الشوائب وتحولت قضايا البيئة من المستوي المحلي إلي المستوي الإقليمي بل والمستوي العالمي أيضاً، بل ولفتت الأنظار واسترعت الانتباه وتأثرت بها جميع الدول إلي حد عقد المؤتمرات المحلية والدولية. ففي العام الماضي تحديداً لقي العالم تهديداً مباشراً من حركة التنقل بين قارة أوروبا وبقية أنحاء العالم وذلك بعد صحوة بركان أيسلندا والذي سبب خسائر قوية لشركات الطيران خوفاً من سحابة الرماد البركاني التي تتحرك فوق شمال أوروبا، توقفت المطارات في عديد من الدول وحدثت اضطرابات في حركة الركاب بين مختلف المناطق وتكررت المشكلة خلال الأيام الأخيرة وأعياد رأس السنة ولكن لسبب آخر وهو الجليد، كما وأن مؤتمراً عالمياً تم عقده مؤخراً بخصوص التغيرات المناخية في العالم والتي زادت حدتها كثيراً واستدعت المناقشة قضية انصهار الجليد في القطبين الشمالي والجنوبي وما صاحب ذلك من ارتفاع سطح البحر واحتمالات الغرق لبعض السواحل بما فيها من المدن ومن السكان بل وتنبأ بعض العلماء بخريطة تلك المناطق والوقت المصاحب لعملية الغرق وتضمن ذلك السيناريو دلتا النيل والسواحل المحيطة بها رغم أنني أتحفظ علي هذه النظري. ، وعلي ذكر التعبير في المناخ فلقد لوحظ في السنوات الأخيرة أن الطقس في مصر قد تبدل بشكل غريب، فيما مضي كانت هناك الفصول الأربع الخريف والشتاء والربيع والصيف ولها حدود واضحة المعالم في التقويم ثم اعتراها التغيير وتداخلت بشكل بطيء في ثلاثة فصول وأخيراً انتهي بها المطاف إلي فصلين هما الشتاء والصيف ولقد حدث هذا العام أن تأخر المطر إلي منتصف ديسمبر وربما يبدأ الصيف خلال أبريل وهكذا!! سابقاً كتبت أن المشاكل البيئة قد تخطت حدود الدول والقارات وتشاركت في كثير من أضرارها منذ واقعة تشيرنوبل في روسيا وحادثة مصنع المبيدات في الهند وبالطبع كلنا نتذكر مأساة تسونامي في جنوب شرقي آسيا والتي داهمت عدة دول حتي وصلت إلي سواحل شرق إفريقيا، حتي خليج المكسيك شهد صراعاً قوياً بين الإنسان وبين انتشار زيت البترول الخام المتدفق من إحدي الآبار في قاع المحيط وبكميات هائلة ويصعب التحكم فيه. ولقد تأثر الاقتصاد العالمي من مشكلة البركان ومشكلة بترول خليج المكسيك وفي الحالتين كانت البيئة هي الضحية في الجو والأرض والمياه وكان الإنسان أيضاً هو المجني عليه في تلك الأحداث دون تمييز. وعلي المستوي الإقليمي مازالت النزاعات التي تعاني منها المنطقة سبباً في وجود المشاكل البيئية التي تظهر آثارها علي أهل المنطقة خاصة في آسيا وإفريقيا، وعلي سبيل المثال الملف الأفغاني والملف العراقي هما من الموضوعات التي تتعرض فيها البيئة للخطر. هذا بالإضافة إلي الصراع العربي الإسرائيلي وأثره علي حياة شعوب المنطقة، كما أن ما يحدث في الصومال والسودان من صراعات بين جماعات مسلحة لا تضع سلامة البيئة وأمن الإنسان في حساباتهم، كل هذا يجب أن يتوقف احتراماً لمستقبل الأجيال القادمة. كما أن المحاولات غير المحسوبة في علاقات الدول في حوض النيل من صياغات جديدة للاستحقاقات التاريخية لمياه النهر يجب مراجعة المواقف من زاوية حماية البيئة قبل منظور المصالح العاجلة لكل دولة حيث أن التنمية المستدامة للبيئة في نهر النيل في منتهي الأهمية بل وفي منتهي الحساسية أيضاً. ولم يتوقف أحد عند أهمية البعد البيئي لتغيير مقننات المياه لدول الحوض والتي سوف ينتج عنها كثير من العواقب مثل المناخ وخواص التربة ومعدلات خصوبة الأراضي الزراعية بالإضافة إلي الثروة السمكية لتلك الدول ويكفي دليلاً علي ذلك تغير الهيكل المحصولي نوعاً وكما للأسماك النيلية قبل وبعد إنشاء السد العالي والذي لا يجدي معه أية مشروعات للتنمية وإعادة التأهيل فضلاً عن الاستغلال الأمثل للموارد، ومن الجدير بالذكر أن المشاكل البيئية بعضها بحكم الطبيعة وأكثرها بحكم الإنسان، الأولي يمكن درء مخاطرها والثانية لابد من لوم فاعليها والضرب علي أيديهم وأرجلهم كذلك!!

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل