المحتوى الرئيسى

> تاريخ مقتضب عن الإرهاب الصهيوني

02/10 11:23

اليوم أرغب فقط إنصافاً للحق أن أعطي ملخصاً مقتضباً يوضح أن الضلع الأكبر في إدخال الإرهاب إلي الشرق الأوسط والبلاد العربية كانت من البداية المنظمات الإرهابية الصهيونية ومن ورثها بعد إنشاء الدولة العبرية علي أرض فلسطين في منتصف الأربعينيات من القرن الماضي وهو نسبيا زمن قصير جداً بمقياس عمر الأمم ولكنه طويل وأطول مما يحتمل لمن شرد وفقد داره وفقد أهله ووطنه نتيجة للنكبة الفلسطينية. لا أريد أن أتكلم بأي تفصيل عن اغتيال مبعوث عصبة الأمم «الكونت برنادوت» السويدي علي أيدي العصابات الصهيونية لن أتكلم عن اغتيالات كبار الضباط في الجيش الانجليزي في الفترة المعروفة بفترة الانتداب حيث وضعت فلسطين تحت الحراسة الإنجليزية وهو أشبه بوضع الذئب حارساً علي القطيع كان كثير من هذه الاغتيالات تتم من جهة فصائل صهيونية وأشهرها ربما كانت «الهجنا» كان أهم قواد هذه العصابات «شامير» الذي تقلد فيما بعد رئاسة الوزراء الإسرائيلية وما قال إلي يومنا هذا صورة وأصل من طلب القبض عليه بتهمة القتل وذلك ليس من السلطات التركية أو العربية وإنما من سلطات الانتداب الإنجليزي. لا أنسي أبداً منظر المحادثات الفلسطينية السورية من جهة وإسرائيل من جهة أخري عندما أتهم «شامير» الحكومة السورية بتعضيض الإرهاب وعليه أظهر «فاروق الشرع» وزير خارجية سوريا في هذا الوقت بكل رجولة وجرأة وكرامة صورة من طلب السلطات الإنجليزية في فلسطين بإلقاء القبض علي الإرهابي «شامير» علي حد تعبيرهم وغادر بعدها شامير غرفة المفاوضات غاضباً. لم أنس أيضاً الإرهاب الذي تعرض له المهندسون الألمان الذين كانوا يعملون في مصر منتدبين من مصانع الطائرات التي صممها أحد أساتذتنا الألمان. الأستاذ الدكتور «مسرشمدت» لمساعدة المصريين علي إنتاج طائرة تدريب مصرية «سميت فيما بعد القاهرة» كانت ترسل خطابات وهدايا وصناديق لهم عن طريق البريد تنفجر فيهم بمجرد فتحها فقتل المهندس الألماني وعائلته وأولاده دون أي خلق أو رحمة ووضعهم في ذلك وضع هؤلاء المخابيل الذين تعلموا الإرهاب منهم وظنوا أن مصر ممكن أن تنحاز عن طريق القانون الدولي وطريق السلام بهذه الطرق الهمجية. كان من حسن حظي في هذه الدنيا أني تعرفت علي شخصيات عظيمة تعلمت منها الكثير. أحد هذه الشخصيات كان معالي الدكتور محمد بن عبدالعزيز آل الشيخ وزير الشئون البلدية والقروية والمسئول الأول عن اجتماعات مجلس الوزراء السعودي سابقاً: كنت أتعجب أحياناً من صبر معالي الدكتور في معاملته لشخصيات لا يمكن الصبر علي سفاهتها بسهولة. كان الدكتور آل الشيخ يقول لي دائماً يا دكتور محمد هؤلاء الأشخاص لا يمكن مجاراتهم في السفاهة والتبلي علي الناس حلقات الزور وتزوير الحقائق ولذا أنا لا أعطيهم الفرصة للسجال علي أرض المهاترات التي هي أرضهم وأسحبهم سحباً إلي أرض القانون والآداب العامة والأخلاق والدين وهناك يسقط في يدهم ويفقدون الاتزان ولا يكادون يستطيعون الكلام لأنهم بدون مهاترات شأنهم شأن السمكة خارج الماء. حقاً هذا هو وضع الحكومة الإسرائيلية الحالية ووضع الصهيونية عامة. السياسة المصرية في رأي عالم ومهندس غير سياسي هي إخراج السمكة الصهيونية من ماء الكذب والافتراء والتهديد والمؤامرات من يراها العالم علي حقيقتها للأسف كلما كاد ثعبان الماء أن يحترق يأتي صديق جاهل بماء من المهاترات ينقذه حتي يعطيه فرصة جديدة «للدغ» رغم أن المؤمن لا يلدغ من جحر مرتين ولكن القضية الفلسطينية «لدغت» بدلاً من المرة مرتين ولا حول ولا قوة إلا بالله.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل