المحتوى الرئيسى

> الطريق إلي الإسكندرية

02/10 11:23

مهما قلت لا أستطيع أن أصف للقارئ المجد العلمي الذي كتبته مدرسة الإسكندرية وعلماؤها في سماء الخلود. من غرائب الصدف وحسن حظي أن أهم أعمالي العلمية في الهندسة وكذلك الطبيعة مرتبطة بعلماء من الإسكندرية كتبت أسماؤهم بحروف من ذهب علي جدران محارب العلم منذ آلاف السنين. أنا مثلا أساسا مهندس إنشائي وكانت رسالتي للدكتوراة عن علم الثبات وبالذات ثبات الأعمدة والمنشآت القشرية وعندما يفقد عمود رفيع وطويل ثباته تحت تأثير ضغط حمل عليه ينبعج ويسبب هذا الانبعاج في أغلب الأحوال انهياراً كاملاً للمبني المرتكز علي هذا العمود. هذه الظاهرة لم تكن معروفة ومفهومة نظريا إلا في العصر الحديث نسبيا بداية من دراسات عالم سويسري ألماني الأصل اسمه «ليونارد أيولر» والحمل الحرج لهذا الانبعاج الذي لابد أن نتجنبه بكل شكل يسمي في علم الإنشاءات حمل أيولر هذا الموضوع هو في صميم تخصصي وعندما بدأت دراسته منذ حوالي أربعين عاما مضت حاولت كعادتي أن أدرس تاريخ هذا العلم أولاً. كانت المفاجأة لي أن دراسة الانبعاج ترجع إلي أعمال تمت في الإسكندرية منذ آلاف السنين قبل دراسات «أيولر» أول دراسة لانبعاج الأعمدة وفقدان الثبات كانت لعالم مصري - يوناني اسمه هارن الإسكندراني أظن أن أغلب من يقرأ هذا العمود مصر الغد يعرف أني من رحالة المعرفة واشبه كثيراً بدو العلم ارتحل من تخصص إلي تخصص آخر بصفة شبه مستديمة. وبعد أن وصلت إلي دراسة الطبيعة النظرية ونجحت بفضل الله تعالي أن استحدث نظرية جديدة اسمها الدارج الآن في المراجع العلمية نظرية زمان المكان الكنتوري أو في بعض الأحيان تسمي نظرية «E ما لا نهاية». قد يعرف بعض القراء من كتابات سابقة أن من أهم الأسس التي بنيت عليها هذه النظرية عدد يسمي المقطع الذهبي وهو نسبة معينة تستخدم في التصميمات المعمارية بالإضافة إلي علم الجمال والفنون التشكيلية الموسيقية وكان أول من استخدم المقطع الذهبي هم قدماء المصريين في بناء الأهرام ولكن الموضوع لم يتوقف عند هذه النقطة وهناك تكملة لم أذكرها من قبل في أي من كتاباتي باللغة العربية ولا حتي باللغة الإنجليزية أو الألمانية علي ما أذكر من أهم خواص النتيجة النهائية لشكل زمان المكان الفركتالي الذي اكتشفته ولاحظ أني أقول اكتشفته ولم أقل اخترعته وذلك لأني أفلاطوني الفلسفة فيما يخص الرياضيات أقول من أهم خواصه أنه يمثل مكعب ذا أربعة أبعاد داخل مكعب أكبر ذي أربعة أبعاد وهكذا إلي ما لا نهاية رياضيا يعبر عن ذلك برقم أربعة يضاف لها واحد تقسيم أربعة مضاف إليها تقسيم التقسيم لواحد تقسيم أربعة وهكذا إلي ما لا نهاية والنتيجة النهائية تتناهي إلي أربعة والمقطع الذهبي أوس ثلاثة وهو الرقم الشهير الذي اكتشفته ومقداره 4.236067000 مثل هذا التقسيم للوصول إلي رقم يسمي في الرياضيات مفكوك كسري لا نهائي. الآن كانت المفاجأة لي أن مبدأ المفكوك الكسري اللا نهائي اكتشفه عالم الرياضيات اليوناني المصري الشهير «ديوفانتوس» الذي كان يعيش ويدرس علومه الرياضية في معابد أي جامعات مصر في الإسكندرية وهو معروف في العالم كله باسم ديوفانتوس الإسكندراني ذكرت من قبل أن فيثاغورث درس كطالب أولا في الإسكندرية وثانيا في إيران وقال إن الإسكندرية لها الفضل الأول عليه كذلك كتب أقليدس أبوالهندسة موسوعته الشهيرة في الإسكندرية بمعني أصح كانت كل الطرق في ذلك الوقت تقود إلي الإسكندرية. إن شاء الله سوف يعود نور العلم إلي الإسكندرية مرة أخري قريبا لتصبح المنارة في العلم والأخلاق للعالم كله كما كانت دائما ولن ينجح الحاسدون والحاقدون في تحويل الإسكندرية إلي مدينة الظلمات كما كانت تعرف أغلب مدن أوروبا في عصور الظلام الأوروبي.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل