> «أبو بلح الجبل».. عطشانة

الحرمان.. بات واقعاً يعيشه أكثر من 5 آلاف مواطن بعزبة أبو بلح الجبل في الإسماعيلية بعد أن طرقوا كل الأبواب بحثا عن قطرة ماء ولكن دون جدوي ليسيطر "العطش" علي أرجاء العزبة وتنتشر مظاهر الحياة البدائية وتظهر مهنة "السقا" من جديد.. في الوقت الذي تطالبهم فيه شركة مياه الشرب في المحافظة بسداد فواتير استهلاكهم!! "روز اليوسف" انتقلت إلي العزبة والتقت بابنائها لرصد معاناتهم بعد أن فشلت اصواتهم واستغاثاتهم في الوصول الي المسئولين. محمد فودة "أحد أبناء العزبة" يقول أن مياه الشرب لم تصل إلي منازل الاهالي منذ خمس سنوات حيث اصيبت الصنابير بالصدأ وبالرغم من ذلك يفاجأ أبناء العزبة بفواتير شركة المياه عن استهلاكهم الوهمي مشيراً إلي أن الاهالي يحملون جراكن المياه ويذهبون في رحلة عذاب يومية إلي البر الاخر من المنطقة لملئها. واوضح "فودة" أن الأهالي قاموا بإرسال العديد من الشكاوي والاستغاثات لجميع المسئولين بحثاً عن حل يساهم في القضاء علي معاناتهم التي استمرت طوال السنوات الماضية ولكن دون مجيب. ويضيف عيد عياد "موظف" انه يقوم بالانفاق علي شراء المياه اكثر من اللحوم بعد أن وصل سعر جركن الماء الواحد إلي 7 جنيهات في الوقت الذي يعول فيه اسرة تضم 12 فرداً يستهلكون 6 جراكن يومياً. ولفت "عياد" إلي أن أسر العزبة فقدت الكثير من أبنائها كضحايا لرحلة ملئ جراكن المياه من البر الاخر حيث يسقطون تحت عجلات السيارات المارة علي الطريق اثناء عودتهم حاملين الجراكن إلي العزبة.