المحتوى الرئيسى

تليفزيون النظام يستدرج الثوار

02/10 08:23

النظام يستميت وتحكمه غريزة حب البقاء ويحكم جنرالاته القناطير المقنطرة من الذهب والفضة.. الشباب يكافح وينام فى البرد فى ميدان التحرير.. والنظام فى الفراش الوثير والتكييف يفكر فى الخلاص منهم لأنه لم يعد هناك مفر من التراجع عن المكاسب التى حققتها ثورة الشباب، بضربة معلمين حسبوها جيداً فى الـ«فيس بوك»، لم تنفع البلطجة التى أدت إلى استشهاد الشباب الذين رصعت صورهم جبين «المصرى اليوم» (وأتمنى أن تطبع «المصرى اليوم» بوستراً بورق مقوى به صورهم ليضعها الناس فى البيوت) النظام يرمى بياضه كل يوم بسقوط الرموز حتى يترك الثوار مكانهم فى التحرير ويرضوا بما حققوه.. ولكن ليست هذه هبّة دون دراسة، لقد خرج الشباب علينا بعقول منظمة وخطط مدروسة ومطالب مشروعة، تطل علينا يومياً غريزة حب البقاء للحزب، بأساليب جديدة من خلال إعلام الدولة، سواء الجرائد أو التليفزيون، وها هو برنامج «مصر النهارده» يستدرج شباب الثورة والمنظمين لها، كل يوم، ثلاثة منهم، ويسرب لهم أسئلة توصلهم للندم على ما فعلوه وكبّد الدولة خسائر وأوقف حال الغلابة، هؤلاء الغلابة الذين قامت الثورة من أجلهم.. هؤلاء العاطلين من عمال اليومية الذين يعملون يوماً ولا يجدون عملاً عشرة أيام، التليفزيون يجرجر الشباب النابه بأسئلة شديدة السذاجة (الشابان داليا وكريم): - حتعملوا إيه لو الإضراب استمر ستة أشهر؟ وانبرت داليا ترد بحماس مدروس: - مايهمش فى سبيل تحقيق نتائج تبقى طول العمر. ويجهز التليفزيون نفسه برموز النظام والذين يواجهون الشباب بأخبار كاذبة.. يقول أحدهم: - هذا النظام وهذه الدقة مرسومان من الخارج. ولا يعلم السيد الجهبذ أنه يطعنهم بل ويطعن العقلية المصرية فى أعز ما تملك وهو قدرتها على الثورة فى وجه الطغيان والفساد. ويظل الرموز يتكلمون والشباب يستمع على مضض وعيونهم التى يلمع فيها الذكاء والزهق تكاد تنطق بأننا فاهمينكوا كويس. ويعلنون الخسارة بأكثر من 4 مليارات! ياه.. كل هذه المليارات أتعبتكم وتريدون بسببها إجهاض ثورة ناجحة؟ حققت ما ألقيتموه فى سلة المهملات لسنوات من أمانى المصريين فى حياة أفضل! ولماذا لم تتعبكم ولا أدخلت عليكم القلق على اقتصاد الأمة تلك المليارات التى لهفها جهابذة النظام وخرجت كما الشعرة من العجين خارج مصر؟ إن الثورة ونجاحها فى الأيام الثلاثة الأولى ثم بعد ذلك يساوى مائة مليار وأكثر لتدعيم مصر فى الزمن المقبل! وقد خرج علينا وزير المالية سريعاً بمشروع إعانة البطالة وهذه نتيجة جيدة حملها أحد الحالمين للغلابة الدكتور سمير رضوان، تلك الإعانة التى سوف تقف أمام عدم وجود عمل ما فى يوم من الأيام ولا يجوع مصرى لأنه لم يجد عملاً. ويقول أحد الجهابذة للثوار الشباب وهو يسرب لهم إحساساً بمصر هو أبعد ما يكون عنه: - مصر أمنا ومصر متبهدلة وإيه آخرة وقف الحال والقعدة فى ميدان التحرير؟ وواحد تانى: - الرئيس وجوده أمان كما يقول الأمريكان بعد أن كانوا يقولون يرحل الآن عرفوا أنه أمان. تخيلوا؟.. تخيلوا غسيل المخ وتسول الإجابة يصل إلى أى درجة؟ وتظل غريزة حب البقاء توجههم ويساعدهم الإعلام الموجه ويستدعى الجهابذة ذكاء ساذجاً والشباب جالسون أمامهم صامتين بأدب جم وثورة داخلهم. راقبت داليا وكريم وكانا مرهقين جداً لأنهما شاركا فى حوار نائب الرئيس ثم فى حوار على قناة ontv ولكنهما ما شاء الله فى حالة يقظة مفاجئة ويردان بمنتهى الثبات بكلمات قليلة على رغى ممجوج باطل: - يعنى الحياة فى ميدان التحرير متعبة جداً وإرهاق وبرد ممكن تطول؟ فترد داليا بمنتهى الثبات: - إحنا بنعمل نوبتشيات ومنظمين نفسنا كويس وما بنتعبش لنصل لكل ما خططناه للبلد.. التغيير الكامل مهمتنا. وبرنامج آخر لمذيعة شابة تدس فى أسئلتها للشباب مسؤوليتهم عن الخسائر التى تخسرها الدولة يومياً.. أين كنتم يا إعلاميات ويا إعلاميون ومصر تسرق يومياً وبسبق إصرار وترصد.. قلعوا مصر هدومها قطعة قطعة. الصحافة الحكومية والتليفزيون الحكومى مشغولون باستقبال الثوار الشباب فى عملية منظمة لتلبسهم الطاقية فى خراب الاقتصاد المصرى؟.. تصوروا. أتعجب لإعلاميين عظام يستعملهم النظام بهذا الأسلوب الفج، إعلاميون بوعى كامل يشاركون فى إجهاض ثورة!! إن مصر تخضع وثوارها الشباب يخضعون لإعلام داخلى وخارجى مضلل.. وأمريكا تتخبط سواء تصريحات البيت الأبيض أو وزيرة الخارجية، يبدأون بأن النظام لابد أن يترك والآن!!  ثم يتراجعون مائة خطوة.. النظام يجب أن يبقى لأنه القادر على ضبط الأمور.. وأمريكا تتدخل بشكل فج وسافر وتتخبط لدرجة أنها بعد أن أرسلت فرانك ويزنر سفيرها السابق لدينا بوصفه مبعوثاً شخصياً تراجعت وصرح البيت الأبيض بأنه يعبر عن رأيه الشخصى! قبل الطبع: أضم صوتى لصوت مجدى الجلاد فى تغيير اسم ميدان التحرير إلى (ميدان الشهداء) ونستطيع فى «المصرى اليوم» أن ننادى بعمل نصب تذكارى للشهداء فى الميدان يبدعه أحد فنانى مصر العظام، ولتكن مسابقة بينهم ويدفع تكاليفه رجال الأعمال المصريون الشرفاء.. إنه ضرورة للأجيال تسجيلاً لاستشهاد الشباب فى أعظم ثوراتنا وليكن رمزاً وقدوة لاستعدال المصريين. [email protected]  

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل