المحتوى الرئيسى

هيكل: النظام الحاكم سقط وبقى الشعب والشباب الثائر

02/10 01:53

كتب – سامي مجدي: في مناقشة قلما ما تحدث، بين القامة الكبيرة محمد حسنين هيكل، والكاتب المرموق فهمي هويدي، على شاشة فضائية الجزيرة، فند هيكل اسباب ثورة الشباب التي اندلعت يوم 25 يناير، وماتزال قائمة حتى يومنا هذا، معبراً عن رؤيته عما جرى وما المنتظر من ثورة الشباب.في البداية، أعرب هيكل عن سعادته بالجلوس والتفكير والمناقشة لأحداث ثورة الشباب مع هويدي، الذي امتلك زمام المبادرة والتساؤل على أن يضه هيكل اجوبته وتصوراته للموقف منذ اندلاع انتفاضة الشرارة الأولى في 25 يناير وما تلاها من أحداث.وأكد هيكل أن ما حدث ثورة بكل ماتحويه الكلمة من معنى، وما تزال تجري، وقال ''نحن أمام ثورة تجري باستمرار''، وأشار إلى أن محاولة معرفة كيف وقع ما وقع غير واضحة غير ممكنة، نظراً لعفوية الثورة، وتحرك الشباب، وتصديهم لردة فعل النظام، الذي استعمل القسوة والعنف في التعامل مع شباب المتظاهرين.وقال هيكل ''أنا أمامي معلومات واعترافات من أصحاب الشأن (رجال النظام) قبل 25 يناير، تؤكد انهيار النظام السياسي، والحزب الوطني، وأن إدارة الدولة قد وقعت''، موضحاً أن ''كل ما كنا نسمعه عن إدارة رشيدة للدولة، وحيوية هذا النظام منذ 30 سنة، والبوليس الممسك بكل مقدرات البلد بالقمع، كل هذا ذاب ولم تنفع معه كل وسائل القمع التي استخدمت خلال 30 سنة مضت؛ كل هذا انهار عندما تحرك الشباب''.وتحدث هيكل عن التفاف كافة جموع الشعب حول دعوة شباب الفيسبوك التي ربما يكونوا 60 أو 70 ألف، وخروجهم للثورة على النظام، ''وتحولهم إلى جسم هائل، ومهول، ولم يكن أحد يتصور أن يثور الشباب بهذا الشكل، وأن تنضم إليه كل تلك الكتلة الشعبية، مما يجعلنا أما عمل ثوري كامل''.وفي رده على سؤال لهويدي حول أعمدة النظام التي يقول أنها انهارت، وجهاز الشرطة الذي تفكك، وهل مايتم الآن من جانبه يعتبر محاولة الاستمرار وفق أطر ووسائل أخرى؟، قال هيكل إن ماحدث هو انهيار لكل أدوات القمع، ونحن أمام جسم للإدارة انهار بأكمله، ولا ينفع معها أي إصلاح او ترميم''.وقال هيكل إن قوة الجيش المصري الذي هو حارس الأمن والشرعية، تضاف إلى قوة الشباب والجماهير، مشدداً ''أننا أمام انتقال لا مفر منه، وشرعية ما حدث في أن أدوات السلطة والحكم سقطت وبقى الشعب والشباب الثائر نفسه''.ووصف هيكل الموقف الحاصل حالياً – إجابة على سؤال لهويدي – بأن الثورة ليست كإشعال عود كبريت، فالنظام لم  يعد بالفعل قادراً على البقاء، وأنت الآن أمام مبنى تهاوى وسقط والأرض ماتزال باقية، وأوضح أن الثورة بدأت وستأخذ وقتها لتنفيذ مطالبها، ضارباً المثل بالثورة الفرنسية التي استمرت لسبع سنوات لتحقيق مطالبها. وقال ''نحن أما عملية تاريخية كبرى، ولم تعد تنفع لإعادة النظام، لما قبل 25 يناير أي ترميم أو جبر أو لصق''.وقاطعه هويدي بأن النظام مايزال متماسكاً، مراهناً على عوامل كثيرة مثل الوقت والقوى الخارجية، وغيرها من العوامل، فأوضح هيكل أننا أمام عملية سقوط للنظام، في بلد كان يقل فيه ''أنه ليس هناك أمل''، وأن مصر تختلف عن تونس، لما للأولى من أهمية اقليمية وعالمية، وأن ماحدث في تونس كان بمثابة الزناد الذي انطلق بعدها الشعب المصري، مشيراً إلى أن تظاهرات تونس لم تأخذ وقت طويل حتى ينهار النظام. ''فبن علي في النهار لم يفهم، وفي المساء فهم، وآخر الليل رحل''.وقال هيكل ''نحن أمام موقف ثوري، وكان الشباب ينتظر لحظة جسارة، وكانت في يوم 25 يناير، مطالباً بترك الشباب الذي قام بما هو غير متوقع، وشأنه، حتى تكتمل ثورته، وشدد على الأحزاب أيضا بألا تلح أو تطلب أشياء باسم الثورة، وعلى الجيل القديم البقاء مكانه''.ورد هيكل على تعقيب هويدي بأن الخطف والاعتقال والترويع وبالتعذيب ماتزال موجودة حتى الآن، أن هذه الأمور ستستمر.وقال هيكل أن التظاهرة تكمن في الحيوية والروح التي تبعتها، وأن لم يكن أحداً جاهزاً ولا متوقعاً ما حدث، والواقع أن هناك ثورة حدثت، مشدداً على أن القوات المسلحة والرباعي ''نائب الرئيس عمر سليمان، ورئيس الوزراء، ووزير الدفاع المشير حسن طنطاوي، ورئيس الأركان الفريق سامي عنان''، والذي أوجدته الظروف الراهنة، هم الضمان الحقيقي لكافة المسائل، وأن يضع ثقته الكاملة في القوات المسلحة ''لضمان روح الشباب وروح البلد''، وأكد أن هناك محاولات تجري لفصل ميدان التحرير، وحصره.وتساءل هيكل عن ماهية الاجتماع الذي أجراه نائب الرئيس مع بعض قوى المعارضة؟، وقال كيف يتم الاجتماع في مجلس الوزراء مع أن نائب الرئيس يحق له عقد الاجتماعات في أي من القصور الرئاسية، وفي القاعة صورة كبيرة للرئيس مبارك، الذي يطالب المتظاهرون برحيله، ومناقشة ورقة معدة سلفاً؟، موضحاً أن كل هذا يدل على أن ما يحدث يعد تنفيذاً لما قاله الرئيس.وشدد هيكل على أنه لابد أن يكون هناك تفكيراً وتغييراً، وأن ندع الأمور تسير، موضحاً ان لا يعتقد أن خطاب النظام لن يتغير في أي لحظة، ووافق أن ما يجري من جانب النظام من الممكن أن يكون التفاف على الثورة، ومحاولة امتصاص غضب الشباب.ولفت إلى أن ''عبقرية ثورة شباب 25 يناير، تكمن في أنهم أدركوا خريطة العالم حولهم، وخريطة القوى وتصرفوا في حدود ما يقدروا عليه، وأن هناك واقعة وقعت، ولم يقدر العنف ولا القمع ولا الخديعة في إخماد الثورة، فلجأوا إلى الجلوس والتحاور في محاولة استجماع زمام الموقف، ولا فائدة في محاولات استرجاع ما كان، الشباب لن يتراجعوا إلا حال أخذت مطالبهم تدخل حيز التنفيذ الحقيقي''.وأوضح أن ''التغيير حدث وأن الوضع السابق لم يعد موجوداً وغير قابل للترميم، حتى أنه بقى غير قادر على التحدث مع العالم الخارجي، حتى التحدث مع نتنياهو نفسه، لأنه فقد مصداقيته عند الشعب''. لافتاً أن الشباب على الجانب الآخر يحتاجون للنضج اكثر، وأنهم أكثر حيرة من النظام ومن الأحزاب والقوى السياسية الموجودة''.وقال هيكل ''يجب أن نعي أننا أمام حركة تاريخ، وعلى النظام أن يعي هذا أيضا، وكل القوى السياسية تدرك أن العالم الخارجي يطل علينا ويراقب عن كثب الأحداث الراهنة في مصر، فكل القوى الخارجية المتمثلة في أربع جهات هي أوربا والولايات المتحدة، والصين والكتلة الأسيوية، وأمريكا اللاتينية، والعالم العربي الذي اصبحت مصائره بيد شعوبه لا بيد حكامه الذين فقدوا دعاويهم بأنهم قادرين ومسيطرين.اقرأ أيضا:محمد حسنين هيكل يكتب: أسبـوع عبـور المصريين لعصر الشعوب الحرة اضغط للتكبير محمد حسنين هيكل كتب – سامي مجدي: في مناقشة قلما ما تحدث، بين القامة الكبيرة محمد حسنين هيكل، والكاتب المرموق فهمي هويدي، على شاشة فضائية الجزيرة، فند هيكل اسباب ثورة الشباب التي اندلعت يوم 25 يناير، وماتزال قائمة حتى يومنا هذا، معبراً عن رؤيته عما جرى وما المنتظر من ثورة الشباب.في البداية، أعرب هيكل عن سعادته بالجلوس والتفكير والمناقشة لأحداث ثورة الشباب مع هويدي، الذي امتلك زمام المبادرة والتساؤل على أن يضه هيكل اجوبته وتصوراته للموقف منذ اندلاع انتفاضة الشرارة الأولى في 25 يناير وما تلاها من أحداث.وأكد هيكل أن ما حدث ثورة بكل ماتحويه الكلمة من معنى، وما تزال تجري، وقال ''نحن أمام ثورة تجري باستمرار''، وأشار إلى أن محاولة معرفة كيف وقع ما وقع غير واضحة غير ممكنة، نظراً لعفوية الثورة، وتحرك الشباب، وتصديهم لردة فعل النظام، الذي استعمل القسوة والعنف في التعامل مع شباب المتظاهرين.وقال هيكل ''أنا أمامي معلومات واعترافات من أصحاب الشأن (رجال النظام) قبل 25 يناير، تؤكد انهيار النظام السياسي، والحزب الوطني، وأن إدارة الدولة قد وقعت''، موضحاً أن ''كل ما كنا نسمعه عن إدارة رشيدة للدولة، وحيوية هذا النظام منذ 30 سنة، والبوليس الممسك بكل مقدرات البلد بالقمع، كل هذا ذاب ولم تنفع معه كل وسائل القمع التي استخدمت خلال 30 سنة مضت؛ كل هذا انهار عندما تحرك الشباب''.وتحدث هيكل عن التفاف كافة جموع الشعب حول دعوة شباب الفيسبوك التي ربما يكونوا 60 أو 70 ألف، وخروجهم للثورة على النظام، ''وتحولهم إلى جسم هائل، ومهول، ولم يكن أحد يتصور أن يثور الشباب بهذا الشكل، وأن تنضم إليه كل تلك الكتلة الشعبية، مما يجعلنا أما عمل ثوري كامل''.وفي رده على سؤال لهويدي حول أعمدة النظام التي يقول أنها انهارت، وجهاز الشرطة الذي تفكك، وهل مايتم الآن من جانبه يعتبر محاولة الاستمرار وفق أطر ووسائل أخرى؟، قال هيكل إن ماحدث هو انهيار لكل أدوات القمع، ونحن أمام جسم للإدارة انهار بأكمله، ولا ينفع معها أي إصلاح او ترميم''.وقال هيكل إن قوة الجيش المصري الذي هو حارس الأمن والشرعية، تضاف إلى قوة الشباب والجماهير، مشدداً ''أننا أمام انتقال لا مفر منه، وشرعية ما حدث في أن أدوات السلطة والحكم سقطت وبقى الشعب والشباب الثائر نفسه''.ووصف هيكل الموقف الحاصل حالياً – إجابة على سؤال لهويدي – بأن الثورة ليست كإشعال عود كبريت، فالنظام لم  يعد بالفعل قادراً على البقاء، وأنت الآن أمام مبنى تهاوى وسقط والأرض ماتزال باقية، وأوضح أن الثورة بدأت وستأخذ وقتها لتنفيذ مطالبها، ضارباً المثل بالثورة الفرنسية التي استمرت لسبع سنوات لتحقيق مطالبها. وقال ''نحن أما عملية تاريخية كبرى، ولم تعد تنفع لإعادة النظام، لما قبل 25 يناير أي ترميم أو جبر أو لصق''.وقاطعه هويدي بأن النظام مايزال متماسكاً، مراهناً على عوامل كثيرة مثل الوقت والقوى الخارجية، وغيرها من العوامل، فأوضح هيكل أننا أمام عملية سقوط للنظام، في بلد كان يقل فيه ''أنه ليس هناك أمل''، وأن مصر تختلف عن تونس، لما للأولى من أهمية اقليمية وعالمية، وأن ماحدث في تونس كان بمثابة الزناد الذي انطلق بعدها الشعب المصري، مشيراً إلى أن تظاهرات تونس لم تأخذ وقت طويل حتى ينهار النظام. ''فبن علي في النهار لم يفهم، وفي المساء فهم، وآخر الليل رحل''.وقال هيكل ''نحن أمام موقف ثوري، وكان الشباب ينتظر لحظة جسارة، وكانت في يوم 25 يناير، مطالباً بترك الشباب الذي قام بما هو غير متوقع، وشأنه، حتى تكتمل ثورته، وشدد على الأحزاب أيضا بألا تلح أو تطلب أشياء باسم الثورة، وعلى الجيل القديم البقاء مكانه''.ورد هيكل على تعقيب هويدي بأن الخطف والاعتقال والترويع وبالتعذيب ماتزال موجودة حتى الآن، أن هذه الأمور ستستمر.وقال هيكل أن التظاهرة تكمن في الحيوية والروح التي تبعتها، وأن لم يكن أحداً جاهزاً ولا متوقعاً ما حدث، والواقع أن هناك ثورة حدثت، مشدداً على أن القوات المسلحة والرباعي ''نائب الرئيس عمر سليمان، ورئيس الوزراء، ووزير الدفاع المشير حسن طنطاوي، ورئيس الأركان الفريق سامي عنان''، والذي أوجدته الظروف الراهنة، هم الضمان الحقيقي لكافة المسائل، وأن يضع ثقته الكاملة في القوات المسلحة ''لضمان روح الشباب وروح البلد''، وأكد أن هناك محاولات تجري لفصل ميدان التحرير، وحصره.وتساءل هيكل عن ماهية الاجتماع الذي أجراه نائب الرئيس مع بعض قوى المعارضة؟، وقال كيف يتم الاجتماع في مجلس الوزراء مع أن نائب الرئيس يحق له عقد الاجتماعات في أي من القصور الرئاسية، وفي القاعة صورة كبيرة للرئيس مبارك، الذي يطالب المتظاهرون برحيله، ومناقشة ورقة معدة سلفاً؟، موضحاً أن كل هذا يدل على أن ما يحدث يعد تنفيذاً لما قاله الرئيس.وشدد هيكل على أنه لابد أن يكون هناك تفكيراً وتغييراً، وأن ندع الأمور تسير، موضحاً ان لا يعتقد أن خطاب النظام لن يتغير في أي لحظة، ووافق أن ما يجري من جانب النظام من الممكن أن يكون التفاف على الثورة، ومحاولة امتصاص غضب الشباب.ولفت إلى أن ''عبقرية ثورة شباب 25 يناير، تكمن في أنهم أدركوا خريطة العالم حولهم، وخريطة القوى وتصرفوا في حدود ما يقدروا عليه، وأن هناك واقعة وقعت، ولم يقدر العنف ولا القمع ولا الخديعة في إخماد الثورة، فلجأوا إلى الجلوس والتحاور في محاولة استجماع زمام الموقف، ولا فائدة في محاولات استرجاع ما كان، الشباب لن يتراجعوا إلا حال أخذت مطالبهم تدخل حيز التنفيذ الحقيقي''.وأوضح أن ''التغيير حدث وأن الوضع السابق لم يعد موجوداً وغير قابل للترميم، حتى أنه بقى غير قادر على التحدث مع العالم الخارجي، حتى التحدث مع نتنياهو نفسه، لأنه فقد مصداقيته عند الشعب''. لافتاً أن الشباب على الجانب الآخر يحتاجون للنضج اكثر، وأنهم أكثر حيرة من النظام ومن الأحزاب والقوى السياسية الموجودة''.وقال هيكل ''يجب أن نعي أننا أمام حركة تاريخ، وعلى النظام أن يعي هذا أيضا، وكل القوى السياسية تدرك أن العالم الخارجي يطل علينا ويراقب عن كثب الأحداث الراهنة في مصر، فكل القوى الخارجية المتمثلة في أربع جهات هي أوربا والولايات المتحدة، والصين والكتلة الأسيوية، وأمريكا اللاتينية، والعالم العربي الذي اصبحت مصائره بيد شعوبه لا بيد حكامه الذين فقدوا دعاويهم بأنهم قادرين ومسيطرين.اقرأ أيضا:محمد حسنين هيكل يكتب: أسبـوع عبـور المصريين لعصر الشعوب الحرةكتب – سامي مجدي: في مناقشة قلما ما تحدث، بين القامة الكبيرة محمد حسنين هيكل، والكاتب المرموق فهمي هويدي، على شاشة فضائية الجزيرة، فند هيكل اسباب ثورة الشباب التي اندلعت يوم 25 يناير، وماتزال قائمة حتى يومنا هذا، معبراً عن رؤيته عما جرى وما المنتظر من ثورة الشباب.في البداية، أعرب هيكل عن سعادته بالجلوس والتفكير والمناقشة لأحداث ثورة الشباب مع هويدي، الذي امتلك زمام المبادرة والتساؤل على أن يضه هيكل اجوبته وتصوراته للموقف منذ اندلاع انتفاضة الشرارة الأولى في 25 يناير وما تلاها من أحداث.وأكد هيكل أن ما حدث ثورة بكل ماتحويه الكلمة من معنى، وما تزال تجري، وقال ''نحن أمام ثورة تجري باستمرار''، وأشار إلى أن محاولة معرفة كيف وقع ما وقع غير واضحة غير ممكنة، نظراً لعفوية الثورة، وتحرك الشباب، وتصديهم لردة فعل النظام، الذي استعمل القسوة والعنف في التعامل مع شباب المتظاهرين.وقال هيكل ''أنا أمامي معلومات واعترافات من أصحاب الشأن (رجال النظام) قبل 25 يناير، تؤكد انهيار النظام السياسي، والحزب الوطني، وأن إدارة الدولة قد وقعت''، موضحاً أن ''كل ما كنا نسمعه عن إدارة رشيدة للدولة، وحيوية هذا النظام منذ 30 سنة، والبوليس الممسك بكل مقدرات البلد بالقمع، كل هذا ذاب ولم تنفع معه كل وسائل القمع التي استخدمت خلال 30 سنة مضت؛ كل هذا انهار عندما تحرك الشباب''.وتحدث هيكل عن التفاف كافة جموع الشعب حول دعوة شباب الفيسبوك التي ربما يكونوا 60 أو 70 ألف، وخروجهم للثورة على النظام، ''وتحولهم إلى جسم هائل، ومهول، ولم يكن أحد يتصور أن يثور الشباب بهذا الشكل، وأن تنضم إليه كل تلك الكتلة الشعبية، مما يجعلنا أما عمل ثوري كامل''.وفي رده على سؤال لهويدي حول أعمدة النظام التي يقول أنها انهارت، وجهاز الشرطة الذي تفكك، وهل مايتم الآن من جانبه يعتبر محاولة الاستمرار وفق أطر ووسائل أخرى؟، قال هيكل إن ماحدث هو انهيار لكل أدوات القمع، ونحن أمام جسم للإدارة انهار بأكمله، ولا ينفع معها أي إصلاح او ترميم''.وقال هيكل إن قوة الجيش المصري الذي هو حارس الأمن والشرعية، تضاف إلى قوة الشباب والجماهير، مشدداً ''أننا أمام انتقال لا مفر منه، وشرعية ما حدث في أن أدوات السلطة والحكم سقطت وبقى الشعب والشباب الثائر نفسه''.ووصف هيكل الموقف الحاصل حالياً – إجابة على سؤال لهويدي – بأن الثورة ليست كإشعال عود كبريت، فالنظام لم  يعد بالفعل قادراً على البقاء، وأنت الآن أمام مبنى تهاوى وسقط والأرض ماتزال باقية، وأوضح أن الثورة بدأت وستأخذ وقتها لتنفيذ مطالبها، ضارباً المثل بالثورة الفرنسية التي استمرت لسبع سنوات لتحقيق مطالبها. وقال ''نحن أما عملية تاريخية كبرى، ولم تعد تنفع لإعادة النظام، لما قبل 25 يناير أي ترميم أو جبر أو لصق''.وقاطعه هويدي بأن النظام مايزال متماسكاً، مراهناً على عوامل كثيرة مثل الوقت والقوى الخارجية، وغيرها من العوامل، فأوضح هيكل أننا أمام عملية سقوط للنظام، في بلد كان يقل فيه ''أنه ليس هناك أمل''، وأن مصر تختلف عن تونس، لما للأولى من أهمية اقليمية وعالمية، وأن ماحدث في تونس كان بمثابة الزناد الذي انطلق بعدها الشعب المصري، مشيراً إلى أن تظاهرات تونس لم تأخذ وقت طويل حتى ينهار النظام. ''فبن علي في النهار لم يفهم، وفي المساء فهم، وآخر الليل رحل''.وقال هيكل ''نحن أمام موقف ثوري، وكان الشباب ينتظر لحظة جسارة، وكانت في يوم 25 يناير، مطالباً بترك الشباب الذي قام بما هو غير متوقع، وشأنه، حتى تكتمل ثورته، وشدد على الأحزاب أيضا بألا تلح أو تطلب أشياء باسم الثورة، وعلى الجيل القديم البقاء مكانه''.ورد هيكل على تعقيب هويدي بأن الخطف والاعتقال والترويع وبالتعذيب ماتزال موجودة حتى الآن، أن هذه الأمور ستستمر.وقال هيكل أن التظاهرة تكمن في الحيوية والروح التي تبعتها، وأن لم يكن أحداً جاهزاً ولا متوقعاً ما حدث، والواقع أن هناك ثورة حدثت، مشدداً على أن القوات المسلحة والرباعي ''نائب الرئيس عمر سليمان، ورئيس الوزراء، ووزير الدفاع المشير حسن طنطاوي، ورئيس الأركان الفريق سامي عنان''، والذي أوجدته الظروف الراهنة، هم الضمان الحقيقي لكافة المسائل، وأن يضع ثقته الكاملة في القوات المسلحة ''لضمان روح الشباب وروح البلد''، وأكد أن هناك محاولات تجري لفصل ميدان التحرير، وحصره.وتساءل هيكل عن ماهية الاجتماع الذي أجراه نائب الرئيس مع بعض قوى المعارضة؟، وقال كيف يتم الاجتماع في مجلس الوزراء مع أن نائب الرئيس يحق له عقد الاجتماعات في أي من القصور الرئاسية، وفي القاعة صورة كبيرة للرئيس مبارك، الذي يطالب المتظاهرون برحيله، ومناقشة ورقة معدة سلفاً؟، موضحاً أن كل هذا يدل على أن ما يحدث يعد تنفيذاً لما قاله الرئيس.وشدد هيكل على أنه لابد أن يكون هناك تفكيراً وتغييراً، وأن ندع الأمور تسير، موضحاً ان لا يعتقد أن خطاب النظام لن يتغير في أي لحظة، ووافق أن ما يجري من جانب النظام من الممكن أن يكون التفاف على الثورة، ومحاولة امتصاص غضب الشباب.ولفت إلى أن ''عبقرية ثورة شباب 25 يناير، تكمن في أنهم أدركوا خريطة العالم حولهم، وخريطة القوى وتصرفوا في حدود ما يقدروا عليه، وأن هناك واقعة وقعت، ولم يقدر العنف ولا القمع ولا الخديعة في إخماد الثورة، فلجأوا إلى الجلوس والتحاور في محاولة استجماع زمام الموقف، ولا فائدة في محاولات استرجاع ما كان، الشباب لن يتراجعوا إلا حال أخذت مطالبهم تدخل حيز التنفيذ الحقيقي''.وأوضح أن ''التغيير حدث وأن الوضع السابق لم يعد موجوداً وغير قابل للترميم، حتى أنه بقى غير قادر على التحدث مع العالم الخارجي، حتى التحدث مع نتنياهو نفسه، لأنه فقد مصداقيته عند الشعب''. لافتاً أن الشباب على الجانب الآخر يحتاجون للنضج اكثر، وأنهم أكثر حيرة من النظام ومن الأحزاب والقوى السياسية الموجودة''.وقال هيكل ''يجب أن نعي أننا أمام حركة تاريخ، وعلى النظام أن يعي هذا أيضا، وكل القوى السياسية تدرك أن العالم الخارجي يطل علينا ويراقب عن كثب الأحداث الراهنة في مصر، فكل القوى الخارجية المتمثلة في أربع جهات هي أوربا والولايات المتحدة، والصين والكتلة الأسيوية، وأمريكا اللاتينية، والعالم العربي الذي اصبحت مصائره بيد شعوبه لا بيد حكامه الذين فقدوا دعاويهم بأنهم قادرين ومسيطرين.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل