بعد التحيةنفهم ونتحرك.. بأثر رجعي !
نحن نفهم ونتحرك بأثر رجعي.. ويبدو أن هذا السلوك اصبح عنوانا بارزا في صفحات الممارسة السياسية.. فالحكومة التي كانت تنوي رفع أسعار الوقود والكهرباء ومياه الشرب بمجرد الانتهاء من الانتخابات البرلمانية، خرجت علينا قبل إقالتها لتنفي أي زيادات في الأسعار »!«.. والشباب المحترق بنار البطالة والغلاء، كان المسئولون يسفهون منه ويقللون من شأنه خلال وقفاته الاحتجاجية في الشهور الماضية.. واليوم نجد الحكومة تخاطب نفس الشباب بأبلغ مفردات لغة الاحترام.. بل تشيد بوعيه ووطنيته وتدعوه للتحاور معها!آه يا زمن..!.. الدوران السريع لعجلة الاحداث جعل البعض يحاولون الوقوف في مساحة رمادية بين الصدق والكذب. مساحة توهموا انها ستضمن لهم الامساك بالعصا من منتصفها.. فرئيس مجلس الشعب اعلن ترحيبه بتنقية المجلس الموقر من النواب الذين وصلوا إليه عن طريق التزوير من خلال تنفيذ الاحكام القضائية.. يعني بين امسية وضحاها اختفي شعار »المجلس سيد قراره« وظهر شعار »التنقية والتطهير« للمجلس الموقر.. وبهذا فقد تناسي د.سرور فساد الانتخابات الاخيرة.. وتناسي ان البلطجية التي جلبت العضوية لاعضاء المجلس هي التي ضاعفت من أعداء النظام في الشارع المصري!آه يا سياسة!.. عندما يتلون وجه السياسة فجأة من الأسود و»الاحمر الناري« إلي الابيض والاخضر فإن المفارقات والتناقضات تجعلنا نتوقف امامها بكل آسي ودهشة.. فالسادة اعضاء الحكومة الراحلة كانوا يتعاملون بكل الغلظة ولهجة التعالي مع المعتصمين والمحتجين من اصحاب المظالم.. لدرجة ان احدهم قال لشاب مظلوم هدد بالانتحار حرقا: »اللي عايز ينتحر يتفضل.. البنزين متوفر في المحطات«.. واليوم تكاد تقول الحكومة الجديدة ان »المواطن.. دايما علي حق«!والاخطر من هذا كله أمر جماعة الاخوان المسلمين التي قالوا انها »محظورة« ودللت الحكومة السابقة علي حظرها بالسماح لها بخوض انتخابات ٥٠٠٢.. ولولا الغش والتزوير في المرحلة الثانية من الانتخابات لاكتسح الاخوان معظم الدوائر.. ولحظي الحزب الوطني بأقلية في البرلمان.. واليوم نجد الحكومة الراهنة تطالب الجماعة بالمشاركة في الحوار الوطني!أموال مصر.. أين أموال مصر؟ أين عائد الخصخصة؟ الحكومة الذكية التي عززت تزاوج المال والسلطة سهلت لرجال الاعمال السيطرة علي المال العام.. ورغم طول قائمة الفاسدين فإن الحكومة الراهنة لم تتحفظ علي اموال إلا عدد قليل منهم وتحيلهم للتحقيق.. لقد جاءت قرارات »اصلاح الحال المايل« متأخرة.. بعد فوات الأوان.. لكن يبقي في النهاية أن ثلاثة فقط من هؤلاء تكفي الثروات التي نهبوها لسد عجز الموازنة العامة للدولة!
Comments