المحتوى الرئيسى

الأسبوع الثالث

02/10 00:23

تركت ‮ ‬ميدان التحرير في اليوم الأخير من الأسبوع الثاني‮. ‬وفي ذهني رنين‮ ‬كلمات شباب التحرير‮. ‬كانوا يخشون‮ ‬انصراف الناس عن الأمر وخفوت المتابعة‮. ‬وتلك من عادات المصريين‮. ‬نسميها شدة الغربال‮. ‬لم أشاركهم تشاؤمهم‮. ‬كان أمامهم خيار من اثنين‮. ‬إما التصعيد وقبل الوصول إليه كانت هناك خشية الاصطدام بالقوات المسلحة وهو ما لا يجب أن يتم‮. ‬لم ينس الشباب الرصيد النفسي لجيشنا لدي المصريين جميعاً‮. ‬أو التهدئة التي قد تدفع بقايا البلطجية للهجوم عليهم أو أطلال الدولة للتنكيل بهم‮. ‬ظهر أسامة الباز لأول مرة‮. ‬واحتارت الناس في تفسير ظهوره‮. ‬لقد خرج أخيراً‮ ‬من بيته الذي طُلِبَ‮ ‬منه قبل خمس سنوات أن يبقي فيه لحين استدعائه‮. ‬وجاءت مظاهرة من أساتذة جامعة القاهرة‮. ‬هي الثانية‮. ‬عدد من جاءوا ألفين من الأساتذة‮. ‬وفي الأيام الأولي كان قد حضر مائتان‮.‬عموماً‮ ‬الوصول للأسبوع الثالث وقت قياسي‮ ‬غير مسبوق في عمر الثورات‮. ‬لا توجد بين يديَّ‮ ‬أرقام ولا إحصاءات وفي هذا الوقت الملئ بالتوتر والرغبة في المتابعة والتحديق في مصير الوطن وهو يتشكل ومحاولة رؤية صفحة لم يستطع الواقع طيها لتستقبل مصر صفحة لم يكتب الشباب الكلمة الأولي في السطر الأول من الصفحة الأولي منها‮. ‬لا أعرف عدد الأيام التي استمرتها كميونة باريس‮. ‬ولا أيام الثورة البلشفية الروسية‮. ‬لا يتعب أحد نفسه في الأرقام‮. ‬فما نراه لم يحدث من قبل‮. ‬لا في مصر ولا في‮ ‬غيرها‮. ‬وصفحة الماضي التي تخلي مكانها لصفحة المستقبل ستشمل كل شئ‮. ‬حتي الصحافة المصرية من النقابة لبعض المؤسسات دخلت علي الخط‮.‬اليوم التالي حمل العديد من المفاجآت‮. ‬قرر الشباب البقاء في الميدان بالتناوب‮. ‬تبقي مجموعة وتنصرف أخري‮. ‬وهذا معناه الرهان علي النفس الطويل‮. ‬التظاهر أصبح ثلاثة أيام وراحة أربعة أيام في الأسبوع‮. ‬مع أن أيام الراحة كانت تشهد مظاهرات لا تقل ازدحاماً‮ ‬ولا حماساً‮ ‬عن أيام التظاهر‮.‬مفاجآت اليوم الأول في الأسبوع الثالث كانت كثيرة‮. ‬خرج المتظاهرون من الميدان إلي شارع القصر العيني‮. ‬اعتصموا أمام مجلسي الشعب والشوري ومجلس الوزراء ووزارة الداخلية‮. ‬حملت لنا الأنباء أن سيارة رئيس الوزراء لم تتمكن من الوصول للمجلس‮. ‬وكان بعض الوزراء بداخل المجلس ومعهم حراسهم لا يعرفون ماذا يفعلون‮. ‬انتقلت المظاهرات من ميدان التحرير إلي أماكن لم تنتقل إليها في بر مصر‮. ‬الخارجة في الوادي الجديد‮- ‬بني سويف‮- ‬السويس‮- ‬الإسكندرية‮. ‬وقد تفوقت مظاهراتها ليس بخطبة الشيخ أحمد المحلاوي الطويلة‮. ‬ولكن بحجم الشعارات والهتافات التي طاولت ما كنا نسمعه في ميدان التحرير‮. ‬وصلت المظاهرات لأول مرة للقري الصغيرة‮. ‬وبالتالي لم يعد مقبولاً‮ ‬القول أن مصر هادئة تريد العودة لحياتها العادية‮. ‬ولا يمنعها من ذلك سوي شباب ميدان التحرير‮.‬هل تذكرون الوقفات الاحتجاجية التي كانت تتم لأسباب مهنية وفئوية‮. ‬وربما كانت من المقدمات التي أدت لميدان التحرير‮. ‬توقفت الاحتجاجات وتصورنا أن مكانها أصبح صفحات التاريخ‮. ‬عندما يدون ما جري في مصر الآن‮. ‬لكنها عادت مرة أخري في شارع رمسيس‮. ‬تظاهر العاملون في هيئة المواصلات السلكية واللاسلكية الذين كنا نعتبرهم من المرفهين‮.‬الأسبوع الثالث‮. ‬لكن المواقف بين الأطراف ما زالت متباعدة‮. ‬العسكرية المصرية تعلن أنها لن تتخلي عن الرئيس‮. ‬والشباب لم يتزحزحوا عن المطلب الأول‮. ‬رحيل الرئيس‮. ‬ولهذا تبدو الحلول متعثرة‮. ‬والتصورات والرؤي تراوح مكانها‮. ‬لدرجة أن البعض أصبح يتساءل‮: ‬هل معني هذا أن يُفرض الحل من الخارج؟ وتتبدد سنوات الكفاح الوطني والنضال ضد المستعمر وتصبح قضية الحفاظ علي وطن مستقل من مخلفات الماضي‮. ‬ويا ويلنا لو قيل عنا أن مصر في أيامنا كانت ولاية من الولايات المتحدة الأمريكية وما دمنا تكلمنا عن الخارج‮. ‬فلنقل أن الإدارة الأمريكية ومواقفها مثل الرمال المتحركة‮. ‬وصلت أخيراً‮ ‬إلي القول أن الحل ليس قريباً‮. ‬وأن الموقف مركب ومعقد وقد يستغرق بعض الوقت‮. ‬دخلت المستشارة الألمانية إنجيليا ماركيل علي الخط وأعلنت أن الرئيس مبارك قد يجري فحوصات طبية قد تستغرق وقتاً‮ ‬طويلاً‮. ‬ومازال العدو الإسرائيلي لا يعنيه من الأزمة سوي الخشية من أن تجد إسرائيل نفسها منعزلة ووحيدة وسط محيط من الكراهية‮.‬كل الأطراف تراهن علي الوقت‮. ‬ليس الوقت الذي تحدث عنه عمر سليمان عندما قال أن الباقي أمامنا‮ ‬200‮ ‬يوم‮. ‬وهي بحساب الأيام‮ ‬274‮ ‬يوماً‮. ‬ولكن الوقت المتاح أمامنا قد نضطر لحسابه بالساعة‮. ‬وربما الدقيقة‮. ‬وقد يصل الأمر لجزء من الثانية‮. ‬الشباب يراهنون علي الوقت‮. ‬ومن صار الشباب ضدهم يراهنون علي نفاذ صبر الشباب وانصرافهم‮. ‬أخشي أن يصدق علينا جميعاً‮ ‬المثل القائل‮: ‬الوقت مثل السيف إن لم تقطعه قطعك‮.‬قالوا‮:‬‮< ‬لا تجعلوني بطلاً‮.‬وائل‮ ‬غنيم بعد الإفراج عنه لمني الشاذلي‮< ‬لا يقل لي أحد وزارة ائتلافية‮. ‬من الذي يمكن أن يأتلف مع من في مصر الآن؟‮< ‬من يريد الكلام عن المستقبل يتكلم بقدر إسهامه في‮ ‬25‮ ‬يناير وليس قبل ذلك‮.‬هيكل‮< ‬خبر‮: ‬رحلت فجر الأحد الماضي في باريس الروائية المصرية المولد‮- ‬اللبنانية الفرنسية أندريه شديد‮- ‬عن‮ ‬90‮ ‬عاما‮- ‬من باب الذكري‮- ‬أندريه شديد شاعرة وقاصة وروائية‮. ‬أهم رواياتها‮: ‬اليوم السادس،‮ ‬التي حولها يوسف شاهين لفيلم سينمائي،‮ ‬لعبت بطولته داليدا قبل انتحارها‮.‬

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل