المحتوى الرئيسى

بدون ترددالوطن‮.. ‬والشباب ‮.. ‬والشرعية

02/10 00:15

لا يحتاج الأمر الي كثير من الجهد كي ندرك جميعا دقة وحساسية،‮ ‬بل وخطورة المرحلة الحالية التي نعيشها الآن،‮ ‬والتي تقف فيها مصر عند مفترق الطرق،‮ ‬في لحظة حاسمة وفارقة من تاريخها،‮ ‬عليها أن تختار فيها مسارها،‮ ‬وتحدد فيها مصيرها ما بين النهوض والتقدم الي الامام،‮ ‬كي تسير علي طريق بناء الدولة المدنية الحديثة،‮ ‬أو النكوص علي أعقابها،‮ ‬في طريق الفوضي والدمار،‮ ‬الذي يصل بها حتما إلي هاوية التخلف،‮ ‬والارتداد الي عصور الجاهلية،‮ ‬والارتماء في‮ ‬غياهب‮ ‬المجهول‮.‬ولا يحتاج الأمر الي كثير من العناء كي ندرك،‮ ‬أن سلامة الوطن،‮ ‬واستقراره،‮ ‬والالتزام بالدستور،‮ ‬والقانون،‮ ‬وسيادة العدالة هي الوسيلة الوحيدة للانطلاق الآمن للمستقبل وضمان الحرية الكاملة للمواطنين في وطن ديمقراطي يتساوي فيه الكل،‮ ‬دون تفرقة أو تمييز ويعيشون فيه تحت مظلة من العدل الاجتماعي تقوم في جوهرها علي ضمان‮ ‬جميع حقوق الانسان‮.‬وأحسب انه لا مبالغة علي الاطلاق،‮ ‬في القول بأن المشهد الجاري امام اعيننا الآن،‮ ‬ومنذ أيام،‮ ‬رغم كل الإيجابيات التي لا يمكن ان يغفلها أحد ممن يتمنون لمصر الخير،‮ ‬والسلام لشعبها،‮..‬،إلا أنه يحمل في طياته في ذات الوقت الكثير من المخاطر المحدقة بهذا الوطن،‮ ‬والمهددة لاستقراره،‮ ‬وأمنه وأمانه،‮ ‬إذا ما فشلنا‮ -»‬لا سمح الله‮« - ‬تحت أي ظرف من الظروف في التعامل الصحيح معه،‮ ‬وخرج عن سيطرة العقل والحكمة تحت ضغط الاحتقان والتوتر،‮ ‬واندفع بنا جميعا الي مزالق الفوضي‮ ‬غير المحسوبة،‮ ‬التي يحاول البعض الدفع بنا اليها بجميع الوسائل،‮ ‬وكل السبل‮.‬‮< < <‬وحتي نقطع الطريق علي كل من يحاول الصيد في الماء العكر،‮ ‬بسوء الفهم،‮ ‬أو سوء القصد،‮ ‬او فساد الطوية،‮ ‬نقول بوضوح،‮ ‬ودون تردد،‮ ‬ان الايجابيات التي نقصدها في المشهد الحالي بمصر،‮ ‬تأتي في المقدمة منها،‮ ‬وعلي رأسها،‮ ‬تلك الانتفاضة الايجابية،‮ ‬للشباب المصري،‮ ‬وما نتج عنها من تحرك جمعي للشباب في الخامس والعشرين من يناير الماضي‮ ‬،‮ ‬مطالبين بعدة مطالب مشروعة،‮ ‬نراها جميعا حقا لازما،‮ ‬وواجبا يستحق الوفاء به،‮ ‬من جانب الدولة،‮ ‬وجميع السلطات المسئولة بها،‮ ‬بوصفها مطالب الشعب كله،‮ ‬وليست مطالب الشباب فقط،‮...‬،‮ ‬ولكن الشباب هو الذي‮ ‬أيقظ الجميع عليها ونبه الكل لها،‮ ‬وأعلن النضال لتحقيقها‮.‬وقد أعلنا من قبل،‮ ‬ونكرر الآن،‮ ‬بكل قوة ووضوح،‮ ‬ودون ادني تردد،‮ ‬بأننا نقف جميعا مع مطالب الشباب المشروعة التي هي في حقيقتها وجوهرها تعبير حر وأمين عن مطالب كل الشعب،‮ ‬في توفير المزيد من فرص العمل للشباب،‮ ‬والقضاء علي البطالة،‮ ‬ومحاربة الفقر،‮ ‬والحد من الغلاء،‮ ‬والمواجهة الحاسمة والسريعة للفساد،‮...‬،‮ ‬ونقول ان ذلك ضرورة وحق،‮ ‬ونحن جميعا نطالب به،‮ ‬وكلنا نقف مع الشباب المصري الشريف في مطالبته بذلك‮.‬ونؤكد في ذات الوقت تأييدنا للمطالبة بمزيد من الحرية،‮ ‬والديمقراطية،‮ ‬وتوسيع دائرة العدالة الاجتماعية،‮ ‬وفتح كل الأبواب والمنافذ أمام الشباب والاستماع الي وجهة نظرهم،‮ ‬والاخذ بها،‮ ‬وتوفير جميع الفرص أمامهم للمشاركة في الشأن العام،‮ ‬والانطلاق بأقصي سرعة عبر طريق الاصلاح السياسي والاقتصادي والاجتماعي الشامل والعادل‮.‬ونحن بكل تأكيد نقف معهم،‮ ‬ونتبني جميع المطالب الخاصة بتعديل الدستور،‮ ‬سواء في المادة‮ ‬76‮ ‬التي تحدد شروط الترشح لرئاسة الجمهورية،أو المادة‮ ‬77‮ ‬التي تحدد مدة تولي رئيس الجمهورية للرئاسة بمدتين أو فترتين فقط،‮ ‬وكذلك المادة‮ ‬88‮ ‬أو أي مادة أخري يري الشعب المصري،‮ ‬والقوي السياسية المصرية ضرورة تعديلها،‮ ‬وما يتطلب ذلك من تعديلات تشريعية‮.‬‮< < <‬وفي هذا الخصوص لابد أن نقول وبوضوح كامل،‮ ‬ان مصر كلها وقفت تؤيد الشباب في مطالبهم المشروعة،‮ ‬وان رأس الدولة الرئيس مبارك كان في مقدمة المؤيدين لهذه المطالب وقد أكد ذلك وأعلنه في خطابه للشعب،‮ ‬وفي تكليفه المحدد والواضح لنائب الرئيس عمر سليمان بالبدء في إجراء حوار فوري شامل مع جميع القوي السياسية في مصر،‮ ‬وفي مقدمتهم الشباب،‮ ‬حول جميع القضايا المثارة والمتصلة بالاصلاح الدستوري والتشريعي،‮...‬،‮ ‬وهو ما حدث بالفعل،‮ ‬ويجري الآن‮.‬كما تم أيضا وفي ذات الوقت اتخاذ جميع الاجراءات اللازمة لاحترام وتنفيذ قرارات محكمة النقض الخاصة بالطعون الانتخابية،‮ ‬بما يكفل اتخاذ الاجراءات الدستورية والتشريعية لاعادة الانتخابات بدوائر الطعون خلال الاسابيع القادمة‮.‬كل ذلك يؤكد ان لدينا توافقا عاما من جانب الشعب وجميع السلطات في الدولة لدعم جميع المطالب المشروعة للشباب،‮ ‬وهي مطالبنا جميعا،‮ ‬بما يؤكد استحقاق جميع الشباب للتقدير والدعم،‮ ‬وبما يضمن في ذات الوقت ان نصل جميعا بسفينة الوطن الي المرسي الآمن والمستقر بما يحقق السلامة والاستقرار لمصر‮.‬‮< < <‬واذا كانت تلك هي الايجابيات التي نراها في المشهد الجاري أمامنا في مصر،‮ ‬فماذا عن المخاطر المحدقة بهذا الوطن،‮ ‬والمهددة لاستقراره وأمنه وأمانه؟‮!‬في ذلك نقول وبوضوح كامل ان الطريق الآمن والصحيح للخروج بمصر من الأزمة الحالية هو الحوار البناء والايجابي،‮ ‬بين الدولة وجميع الأطراف الرئيسية المشاركة في هذا المشهد،‮ ‬وهم جموع الشباب المتواجدين في ميدان التحرير بكل طوائفهم،‮ ‬وتنوعاتهم وكل ألوان الطيف التي تضمهم،‮ ‬وكذلك جميع القوي السياسية علي خريطة الوطن،‮ ‬والتي تضم الأحزاب الشرعية المعلنة والمعروفة،‮ ‬وأيضا جماعة الاخوان المسلمين بوصفها قوة لها تواجد في الشارع السياسي المصري،‮ ‬ولها تدخل فيما هو قائم في ميدان التحرير حاليا من تظاهر وتجمع استعصي علي محاولات الفض حتي الان‮.‬والمتابع لما جري ولا‮ ‬يزال يجري في ميدان التحرير منذ الخامس والعشرين من يناير الماضي،‮ ‬وحتي اليوم،‮ ‬يجد ان هناك اصرارا واضحا من جانب بعض مجموعات الشباب المتواجدة هناك،‮ ‬ومن جانب من انضم اليهم والمتواجد بينهم من القوي السياسية،‮ ‬وبعض المجموعات الاخري‮ ‬غير المحددة الهوية،‮ ‬سواء من المؤيدين لانتفاضة الشباب أو أصحاب التوجهات والأجندات الخاصة علي الاستمرار في التواجد بالميدان،‮ ‬وعدم فض اعتصامهم به وتظاهرهم فيه ليل نهار،‮ ‬بغض النظر عن أي وجهة نظر،‮ ‬أو أي رأي يخالف لذلك‮.‬‮< < <‬ورغم إعلان الدولة عن بدء الحوار الوطني الشامل،‮ ‬واعلان نائب الرئيس عن استعداده الكامل للحوار مع الشباب،‮ ‬وجميع القوي السياسية،‮...‬،‮ ‬وبالرغم من بدء الحوار بالفعل،‮ ‬والاعلان عن الترحيب الفوري بمطالب الشباب،‮ ‬باعتبارها حقوقا مشروعة،‮ ‬والاستجابة السريعة لأغلب هذه المطالب،‮ ‬والبدء في وضعها موضع التنفيذ،‮...‬،‮ ‬إلا أن هناك تصميما من جانب الجموع المتواجدة في‮ ‬ميدان التحرير علي الاستمرار في التواجد وعدم المبارحة‮.‬ليس هذا فقط،‮ ‬بل رأينا وشاهدنا وتابعنا طوال الاسبوعين الماضيين،‮ ‬تأكيدا وترديدا متواصلا من جماعات الشباب المتواجدة علي أرض الميدان،‮ ‬انهم يرفضون الحوار قبل الاستجابة لكل المطالب،‮...‬،‮ ‬والتي من بينها،‮ ‬أو علي رأسها المطالبة برحيل الرئيس مبارك،‮ ‬بما يتعذر القبول به علي الاطلاق،‮...‬،‮ ‬بل وهو ما لا يقبله‮ ‬غالبية،‮ ‬بل وجموع الشعب المصري،‮ ‬الذي يرفض بوضوح شديد وبصفة قاطعة إهانة رأس الدولة المصرية،‮ ‬خاصة وهو حسني مبارك الذي قدم روحه فداء لوطنه،‮ ‬ودفاعا عن كل حبة رمل من أرض مصر،‮ ‬وهو ما يستوجب كل التقدير والاحترام له كأبن من أبناء مصر،‮ ‬ومثال مشرف للعسكرية المصرية‮.‬ويحدث ذلك في الوقت الذي أعلن الرئيس انه لن يرشح نفسه فترة رئاسية قادمة،‮ ‬وان كل ما يهمه ويسعي اليه الآن هو ضمان أمن واستقرار مصر،‮ ‬وضمان انتقال سلس وآمن للسلطة في إطار الشرعية،‮ ‬والتمسك بالدستور،‮ ‬حفاظا علي كبرياء مصر،‮ ‬وقيمتها ووزنها بين جميع الدول،‮ ‬وأيضا حتي لا تتعرض لمحنة الفراغ‮ ‬الدستوري،‮ ‬أو السقوط في هاوية الفوضي،‮ ‬وتصبح في مهب الريح،‮ ‬ولقمة سائغة لكل من يريد السيطرة عليها والتحكم فيها ودفعها للخراب والضياع‮.‬‮< < <‬وأحسب ان الوقت قد حان الآن،‮ ‬كي نقول لاخوتنا من الشباب القابع في ميدان التحرير،‮ ‬اننا نؤيد كل مطالبكم المشروعة،‮ ‬وهي مطالبنا ومطالب كل الشعب،‮..‬،‮ ‬وان الدولة وكل مؤسساتها تتبني هذه المطالب،‮ ‬وتمت بالفعل الخطوات التنفيذية لذلك،‮...‬،‮ ‬وها هي لجنة تعديل الدستور قد بدأت عملها،‮ ‬وأيضا لجنة تقصي الحقائق في جميع ما جري وكل ما حدث من جرائم ارتكبت في حق مصر،‮ ‬وأبنائها الشباب منذ ليلة الخامس والعشرين من يناير وحتي الآن،‮...‬،‮ ‬وان هناك التزاما مؤكدا بمحاسبة كل من خطط أو نفذ أو شارك في تنفيذ هذه الجرائم‮.‬ونقول لهم ان مصر لن تصمت أبدا،‮ ‬ولن تغفر أبدا لأي من الذين استباحوا دم أبنائها وشبابها،‮ ‬ولن تتسامح علي الاطلاق مع أي فرد مهما كان شأنه،‮ ‬تسبب في مقتل أو اصابة مواطن مصري،‮ ‬وان دم شهدائنا من الشباب لن يضيعه أحد علي الاطلاق،‮...‬،‮ ‬كما انه لا تسامح أو اهمال في العقاب الرادع لكل من تسبب في حالة الفوضي،‮ ‬وغيبة الأمن،‮ ‬ومهاجمة والاعتداء علي مراكز الشرطة،‮ ‬وحرقها وتدميرها،‮ ‬وكذلك مهاجمة السجون واخراج المسجونين،‮ ‬وترويع المواطنين،‮ ‬ونشر حالة من الفزع والخوف لدي الجميع‮.‬ونقول لهم في ذات الوقت،‮ ‬ان مصر تحتاج اليكم الآن للوقوف بجانبها،‮ ‬والخروج بها من الأزمة المستحكمة الآن،‮ ‬وان الواجب الوطني،‮ ‬والانتماء الطبيعي لمصر،‮ ‬يفرض علينا جميعا التمسك بكل قوة واصرار بسلامة وأمن وأمان الوطن،‮ ‬والوقوف صفا واحدا متماسكا وصلبا في مواجهة كل ما يهدد هذا الوطن،‮ ‬وكل ما يهدد استقراره،‮ ‬أو يسعي لاشاعة الفوضي في أرجائه‮.‬‮< < <‬ونؤكد لهم بوضوح إننا معكم،‮ ‬في كل المطالب المشروعة،‮ ‬ولكننا وانتم يجب أن نكون يدا واحدة لتجنيب مصر الأخطار المحدقة بها من كل جانب،‮ ‬وانه قد آن الأوان لانهاء حالة الاحتقان القائمة الآن في ميدان التحرير عن طريق الحوار ودون شروط تمس كرامة الوطن ورموزه‮.‬وأن نضع نصب أعيننا جميعا ان هدفنا واحد الآن،‮ ‬وهو الحفاظ علي مصر والسير بها علي طريق السلامة‮ ‬والاستقرار‮ ‬والنأي بها عن طريق الفوضي والخراب‮.‬

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل