المحتوى الرئيسى

> الاحتقان السياسي فجر أحداث تونس وليس الوضع الإقتصادى

02/10 11:23

  شدد زياد عبد الصمد المدير التنفيذي للشبكة العربية غير الحكومية للتنمية علي أن كيفية تحقيق النمو ونوعيته هي التي تحدد مؤشرات التطور الاقتصادي والاجتماعي في أي دولة وليس كمية هذا النمو كما يعتقد البعض محذرا من ارتفاع معدلات الفقر والبطالة في الدول العربية. وتحدث زياد «لبناني الجنسية» في حوار خاص لـ«روزاليوسف» عن فاعليات قمة شرم الشيخ الاقتصادية والأوضاع العربية الساخنة، وأكد أن المشهد التونسي اندلعت شرارته الاجتماعية والاقتصادية ولكنه كان نتيجة لاحتقان سياسي مزمن مستطردا لا شك أن لبنان علي عتبة مرحلة خطيرة من الصراع السياسي ولكن المجتمع المدني له دور قوي لتخفيف الأعباء عن المواطنين.  كيف استعدت الشبكة العربية للتنمية لقمة شرم الشيخ؟ - قبل انعقاد القمة نظمنا منتدي إقليمي في 7.6 من يناير الجاري ببيروت تحت عنوان "الحقوق الاقتصادية والاجتماعية في ظل الأزمات العالمية": هل هناك حاجة إلي رؤية تنموية بديلة في المنطقة العربية والذي شارك فيه 180 منظمة عربية ودولية حيث تم الخروج بوثيقة عمل تضمنت مجموعة من التوصيات الموجهة للقادة العرب أهمها ضرورة تفعيل الشراكة بين منظمات المجتمع المدني والحكومات للوصول إلي مناخ سياسي عام قائم علي دعم الحريات في المنطقة.  وماذا عن الاجتماع التشاوري للمنظمات الذي عقد بمقر الجامعة العربية قبل القمة؟ - علي الرغم من أنه خرج بتوصيات إيجابية وموضوعية إلا إنه لم يتم التحضير له بشكل كافٍ حيث نظم قبل انعقاد القمة بيوم واحد فقط وهذا لا يكفي للتشاور بين المنظمات فالاجتماع التشاوري هو بمثابة تتويج لمسار تحضيري للتواصل مع صناع القرار بالإضافة إلي ضرورة دعوة جميع المنظمات لحضوره دون إستثناء.  وما أهم تحديات التنمية والتي تحرص الشبكة علي دعمها خلال الفترة المقبلة؟ - المنطقة العربية تعاني من مؤشرات خطيرة فيما يتعلق بمستوي البطالة والفقر والتهميش بالإضافة إلي أوضاع المرأة والطفل والمعاقين وبالتالي المطلوب هو التركيز علي نوعية وكيفية تحقيق النمو وليس كميته مع أهمية ضمان إستدامته علي جميع الأصعدة الاجتماعية والإقتصادية.  إذاً بماذا تفسر ما حدث في تونس؟ - ما جري في تونس الشقيقة شرارته كانت اجتماعية واقتصادية في الأساس ولكن أسبابه هي احتقان سياسي امتد علي مدار 35 عاماً ثم انفجر في لحظة وكل دولة معرضة لذلك. وهل يمكن تكرار المشهد التونسي بلبنان؟ - الوضع في لبنان مختلف إلي حد ما حيث إن الاحتقان السياسي ناتج عن لعبة الصراع الإقليمي المتمثل في الصراع (الأمريكي _ الإيراني) حول السلاح النووي والتمدد والتوسع في المنطقة وكذلك الصراع (العربي _الإسرائيلي)، ولا شك إن لبنان علي عتبة مرحلة خطيرة في تطور الصراعات السياسية نتيجة الفراغ الدستوري المتمثل في الغياب الحكومي.  وما دور المجتمع المدني في لبنان حاليا لتلافي تكرار هذا المشهد العربي؟ - هناك مجتمع مدني نشط يقوم بدفع المسئولين لتلطيف الخطاب السياسي والعمل علي تخفيف أعباء المواطنين علما بأن هذا يفوق قدرة المجتمع المدني وحتي السلطة وللأسف الأوضاع في لبنان قد تؤدي إلي اندلاع الأحداث في المنطقة ككل ولذلك نجد الاهتمام العربي بمعالجة الأوضاع في لبنان لأن نيرانه سوف تمتد إلي الدول الأخري.  وما وجهة نظرك في المؤشرات العربية المتعلقة بالتنمية ؟ - كشف المشهد التونسي إن المؤشرات العربية لا تكفي وحدها للحكم علي الوضع فبالرغم من أن تونس وفقا لهذه المؤشرات كانت أفضل دولة عربية من حيث ارتفاع معدلات التنمية فيها إلا إنه يبقي هناك أزمات اجتماعية تتفاقم وتؤدي إلي الاحتقان، والتفاوت في الأرقام من مصدر إلي آخر ليس معناه كذباً أو غشاً ولكنه يعني الارتكاز علي عناصر معينة قد تختلف عن الأخري أثناء عملية التقييم.  تحدثت الوثيقة الصادرة عن الشبكة عن ضرورة العمل علي دراسة أسباب ونتائج الصراعات الطائفية، تعليقك؟ - صحيح، حيث إن الظاهرة تؤدي إلي تفكك المجتمعات نتيجة التصنيف علي أساس الدين أو العرق وبالتالي يجب العمل علي إعادة صياغة المناهج الدراسية ونبذ التمييز والتركيز في البرامج التليفزيونية علي دعم المواطنة والتسامح، فالطالب منذ الصغر يتشرب الاختلاف بين المسلم والقبطي وهذا له تأثير بالغ الخطورة علي الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والعكس صحيح.  وما مقترحاتكم بعد انتهاء القمة وخططكم المستقبلية؟ - لابد من متابعة القرارات الصادرة عن القمة وإيجاد آلية عربية في هذا الشأن مع التركيز علي البعد الاقتصادي وعلاقته بنظيره الاجتماعي ونقترح أن يعقد اجتماع رفيع المستوي لمعالجة القضايا المهمة في هذا الشأن مع رفع التوصيات الصادرة للقمة المقبلة و إعادة النظر في آلية التشاور مع منظمات المجتمع المدني العربية من قبل الجامعة العربية وإشراكها في مختلف الجلسات والمؤتمرات المهمة.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل