المحتوى الرئيسى

ألوو أمريكا على خط الثورة المصرية ..؟! بقلم د.مازن صافي

02/09 20:05

ألوو أمريكا على خط الثورة المصرية ..؟! بقلم د.مازن صافي علينا بداية أن نعيد عقارب الزمن الى سنة كاملة حيث المكان إيران والحدث هو محاولة الثورة وإسقاط مشروعية الانتخابات التي أجريت وفاز فيها الرئيس الحالي محمودي نجاد حيث اكتفى البيت الأبيض وبلسان رئيسه الرئيس أوباما بالرد بتحفظات مهذبة منضبطة في حين كانت طائفة آيات الله تذبح جمهور المتظاهرين .. اليوم علينا أن نوقف عقارب الساعة لتشير مباشرة الى الحدث الأهم في المنطقة العربية حيث مصر والمطلوب إسقاط النظام المصري وعلى رأسه الرئيس مبارك .. ولنقارن ردود الأفعال الأمريكية وعلى لسان الرئيس أوباما نفسه .. حيث حظى رد اوباما على الأزمة في مصر بتأييد واسع في واشنطن من قبل الحزبين. فقد امتدح زعماء ديمقراطيين وجمهوريين معا – وفيهم المرشح الجمهوري السابق للرئاسة، جون ماكين – المتظاهرين على مبارك ودعوا الرئيس المصري إلى الاستقالة. وفي أمريكيا أيضا سمعنا أنه تم توجيه انتقاد مباشر إلى البيت الأبيض لاستعمال أوبامــا التهديد بوقف المساعدة الأمريكية لمصر ليفرض على مبارك الاستقالة...؟! إن التدخل الأمريكي في المنطقة العربية ينبع من حساب دقيق لتكاليف المصلحة القومية الأمريكية ومع الأخذ في الحسبان فقدان واشنطن قوتها الاقتصادية والعسكرية في العالم – فانه ليس لها المقدرة على إنشاء "محمية أمريكية" في المنطقة سواء في مصر" سيناء " أم في لبنان " الجنوب "، أو بين إسرائيل والفلسطينيين أو حتى في العراق التي تحتلها الولايات المتحدة نفسها أمام كل هذا علينا أن نتساءل هل يوجد تفاوض بين النظام المصري وبين الإدارة الأمريكية من خلال الوجوه التي تربت في المؤسسات الأمريكية وبالأسلوب الأمريكي " التغيير الاوبامي " .. وهذه المفاوضات تطحن أحلام الشباب المصري الثائر والمطالب المشروعة الاجتماعية والسياسية والحريات العامة .. ومن أوراق التفاوض المصري الأمريكي ما قالته وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون: ( إن من الضروري أن تؤسس فورا ديمقراطية في الشرق الأوسط، وان يتم نقل السلطة الآن soon ) إن الإدارة الأمريكية ركزت إعلام الفضائيات المحسوبة على الفكر الأمريكي والتوجه الأمريكي العام على أشخاص بعينهم بحيث لاحظنا الاهتمام حتى بوقت تناولهم لوجبات الماكدونالز أو الكوكاكولا أو التصريحات باللغة الانجليزية وبلكنة أمريكية واضحة بحيث عاد المشاهد العربي الى بعض المشاهد الساخنة قبل احتلال العراق .. هذا التركيز لم يأت من فراغ .. بل جاء من خلال التقارير التي وصلت لغرفة المطبخ السياسي الأمريكي الساخن ومن قلب القاهرة أيضا .. حيث تم تسجيل والى الان عدم وجود قيادة شبابية ناطقة بلسان التجمع الشبابي " تجمع 25 يناير " وكذلك عدم وجود قيادة بديلة عن النظام ، بل لوحظ وجود تصريحات أشخاص أو صحفيين أو ممثلين للمتظاهرين بصورة مفرطة ... بحيث أصبح المخرج السينمائي زعيم سياسي ، والمطرب المشهور ناطق باسم الحريات الشبابية ، وبياع اللِّب مستشار للشعارات الشبابية ، وبواب العمارة قائد عسكري .. وغاب صوت الحق الحقيقي صوت أصحاب الاحتجاج المشروع ومطالبهم الإنسانية والأساسية التي لم يكترث لها النظام المصري ولم يعالجها لوجود مفسدين فيه لا ينظرون إلا لحساباتهم البنكية ومصالحهم الدنيئة .. وفي خضم الأحداث وتسارع وتيرتها كان هناك " لفظ حقيقي " لهؤلاء الجراثيم والطفيليات والوجوه التي أرادت أن تفسد مشروعية الثورة وجني حصاد التعب الثوري والاحتجاجات السلمية .. فكان لا بد من حكماء لينقلوا وجهات النظر وبدء الحوار المنطقي والواقعي وصولا الى الحفاظ على مصر من أعداء مصر فهناك شياطين الإعلام الفضائي المفضوح وشياطين أمريكا .. فنشأت على عجل "لجنة الحكماء"، التي تشتمل على عدة أشخاص ذوي مكانة وصيت في الجمهور المصري كالبروفيسور أحمد زويل، الفائز بجائزة نوبل والذي يسكن لوس انجلوس، وعمرو موسى، الأمين العام للجامعة العربية، ونجيب ساويرس صاحب المليارات القبطي وأعضاء آخرين بارزين. نشروا في نهاية الأسبوع خريطة طريق لتغيير طريقة نظام الحكم بالتدريج مع إجراء تفاوض مع عمر سليمان الذي أصبح نائبا للرئيس المصري كمعالجة أولية لأحداث 25 يناير .. ولكن علينا أن نعود أيضا لملاحظة هامة وهي أنه عندما سُئل عدد من ممثلي حركات الشباب هل يقبلون هذه الطريقة، أجابوا بأن لجنة الحكماء لا تمثلهم وأنه لا أحد خولّهم العمل باسمهم.. ولقد كان النظام المصري ذكيا في معالجته لكثير من الأمور وبل أنه ذهب أبعد من ذلك بتجريد بعض الأحزاب والحركات من قوتها ومثال على ذلك :حركة كفاية ترى نفسها صاحبة الحق في الحملة التي أفضت إلى تحريك الجمهور على مبارك، ورائدة معارضة توريث جمال مبارك السلطة. لكن بعد ان أعلن مبارك رجوعه الى الترشح واستل جمال من الساحة السياسية، خرجت الريح كلها من أشرعتها ولم يبق من برنامجها الكثير. وهناك ظهرت ايضا رؤية لجماعة الإخوان المسلمين الاخوان المسلمون الذين اشترطوا عدة شروط مسبقة قبل التفاوض لن يتابعوا التفاوض من غيرها مع نائب الرئيس السيد عمر سليمان .. وهنا علينا أن نعيد عقارب الزمن مرة أخرى .. فالاخوان المسلمون كانوا حركة محظورة في مصر .. اليوم النظام يعرض شراكة سياسية معهم .. إذن وكأن الشكل القادم هو شكل جديد ومغاير بحيث يكون لكل حركة من يمثلها ولكل جماعة من يشارك باسمها وكذلك ظهر وجود الكثير من الأحزاب التي لا تمثل أي تعداد ملحوظ أو تأثير سابق .. وها هو النشيط السياسي أيمن نور يظهر مرة أخرى ويزعم أنه الزعيم البديل الحق ... فلقد نافس في الانتخابات السابقة للرئاسة .. وكذلك ظهرت أحزاب المعارضة الرسمية كالوفد والتجمع اللذين يُجريان تفاوضا مع سليمان، لكنهما لا يمثلان إلا ناخبيهما القلّة ولا يُريان بديلا مناسبا... وبقي التعويل على قوة الشباب .. شباب 25 يناير الوجه الحقيقي للثورة المصرية السلمية .. وهنا وجدت الإدارة الأمريكية أنها في تفاوض فاشل مع النظام المصري وأنه على الأرض لا يوجد تمثيل سياسي موحد ضد النظام .. فكانت الشعارات تزداد سخونة وتعدد وبعضها لا يمت للتطبيق السياسي على الأرض بأي صلة ... مجرد شعارات قد لا يفهم مردديها أبعادها أو معاني محتواها .. لقد أفسدت التدخلات الأمريكية الكثير من الأمور .. وما عمله الإعلام الفضائي من خلال نقل الرؤية الأمريكية لجموع المتظاهرين كان كارثيا على مصداقية وشفافية ووطنية ونزاهة هذا الإعلام .. فلم يكن من المعقول الوطني أن يتم الاعتماد على أمريكا كي تُحدث التغيير من اجل نجاح واستمرار الثورة ، فمجرد قبول ذلك يعتبر خيانة للثورة نفسها... لذلك فقد التدخل الأجنبي قوته ، وحتى الشخصيات التي كان ينظر لنا أنها تابعة للغرب أو لأوروبا أيضا تم رفضها ميدانيا وإعلاميا وحتى بين الأحزاب التي تشكل جسم الثورة .. إذن جسم الثورة لم يقبل زراعة الغرباء بفكرهم برغم أنهم ربما يكونوا أداة لاستمرار تدفق الدعم الخارجي الأمريكي تحديدا .. فكان الرفض الشبابي لتغيير نظام الحكم على حراب الأمريكيين وفضلوا الانتظار طويلا لكي يخسروا بذلك شرعيتهم عند الجمهور المصري بكل فئاته .. في مقالي السابق تساءلت : " هل في مصر ثورة " .. واليوم أتساءل : " هل سيحدث في مصر انقلاب عسكري " .. وقبل الجواب علينا ان نتفق على انه لم يحدث في مصر انقلاب عسكري أي لم يكن في البدء انقلاب عسكري بل حركة سلمية احتجاجية وبالتالي النظام لم يُهدم أجهزته حتى الأساس منها ، كما حدث في العراق بعد إسقاط الرئيس العراقي الشهيد صدام حسين ... اليوم الثورة تنظر إلى الحديث عن دولة جديدة .. لا تشبه الدولة العراقية المحتلة أمريكيا أو دولة قطر المسكونة بالقواعد الأمريكية أو الدولة الإيرانية التي تعتبر عامل ضغط أضافي وتهديد لكل دول الجزيرة العربية وامتدادها في مصر كما حذر من ذلك الكثير من علماء المسلمين ..اذن نتمنى ان تنجح الثورة في تحقيق مشروعية قيامها وألا تستغل كأداة لتنفيذ شرق أوسطي أمريكي جديد .. والمستفيد النهائي هو إسرائيل . [email protected]

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل