المحتوى الرئيسى

طفح الكيل فثارت الشعوب بقلم د. حسين المناصرة

02/09 19:23

طفح الكيل فثارت الشعوب بقلم د. حسين المناصرة رسّخت ثورة الشباب العربي في تونس، ثم في مصر، نموذج البطل الشعبي، الذي يتشكل بإمكانيات عادية جداً، وشخصية قيادية جماعية واقعية جداً، وشعارات شعبية دارجة ومألوفة جداً، وثقافة رقمية "شارعية" تمتلئ بالإنسانية الحميمة جداً، ومطالب ذات روح شعبية مكنوزة بالكرامة ولقمة العيش الشريفة، وذات رؤية شبابية عربية تتحقق في وطن عربي كبير، يبحث عن قيم حرة محترمة عالمياً... ربما يحصد السياسيون الماكرون كعادتهم نتاج هذه الانتفاضة العارمة في الوطن العربي؛ لكنَّ المهم في المحصلة هو أن هؤلاء الشباب الذين رتبوا أنفسهم بوساطة انفجار المعرفة والاتصالات، استطاعوا أن يدقوا المسامير في نعوش أنظمة دكتاتورية، تربت على أن تستلب شعوبها وتضطهدها!! لقد طفح كيل ثقافة الجماهير المستسلمة للسكاكين بأيدي جزارين في أنظمة منقوعة بالفساد والإفساد واضطهاد الناس وإذلالهم؛ لذلك تأتي ثورة الشباب لتؤكد حقيقة جدلية حتمية، وهي أنّ رياح الثورة والتغيير لا بدّ أن تدبّ في شرايين هذه الأمة؛ لتقتلع جذور الفساد والمفسدين ، وتقلب الأمور رأساً على عقب؛ فيغدو نظام بن علي بتونس في خبر كان، ويتأرجح نظام مبارك بمصر على شفا هاوية... لا بدّ أن يدرك هؤلاء الذين استلبوا الأمة العربية أنهم لعنة ، وأن التاريخ لن يرحمهم ، وأنّ لعنة الشعب عليهم تكاد تلتهمهم؛ لنراهم عبرة لمن لا يعتبر... وقد آن للجميع أن يدرك أن الخسائر بكل تأكيد كبيرة؛ لكنها لا بد أن تنتج أمة مختلفة، أمة لا تخضع لسياط الكيان الصهيوني الغاصب بعصا الزعماء الساديين؛ هذا الكيان الضعيف والهش والمبتذل؛ لكنه يتمرد في جبروته وإجرامه، والسبب في كل الأحوال يعود ضعفنا بأيدي زعمائنا، وما فينا من إذلال الأنظمة لنا، التي لم نعد نطيق الصبر على الذل والهوان؛ فطفح الكيل، وكان لا بدّ من الخروج إلى الشوارع، والإعلان بالصوت الجماهيري الصلد:" الشعب يريد إسقاط النظام"!! لماذا تتمسك هذه الأنظمة الفاسدة بكراسيها المنتنة بعد هذا الثورات العارمة؟! سنوات معدودة ويغدون في القبور كأي مجرم؛ ومع ذلك ما زالوا يتمسكون بكراسيهم؟! سرقوا المليارات، فاختنقت خزائنهم بالأموال الحرام ، وفي الناس من لا يجد لقمة طعام، ومع ذلك يتمسكون بكراسيهم ، وكأنها غدت قبورهم!! لم تترك الجماهير شعارًا، ولا لعنة، ولا مطالبة بطريقة أو بأخرى إلا وقالوها، في جباه هذه الأنظمة الملعونة كي ترحل ، ولا يرحلون! منذ عقود تخضع المنطقة لحكم العسكر؛ ولا شيء أسوأ من هذا الحكم الذي شلّ الحياة؛ وجعل الناس عبيداً لأنظمة تقمِع وتجوِّع وتقتل وتضطهد، ولا تحسب للإنسان في ظل حكمها الأبدي أي حساب؛ ومع ذلك لا تريد هذه الأنظمة أن ترحل؛ وكأنها المنقذ الوحيد للدول في تصوراتها العمياء!! مهما تكن النتائج...عليكم أن ترحلوا... الشيطان الرجيم تبرأ من أعمالكم المجرمة بحق شعوبكم... ارحلوا... على الرغم من إصراركم على ألا ترحلوا على أية حال باختياركم ... ارحلوا....إن كانت لديكم ذرة من كرامة منسية!! ارحلوا...لأن الشعب يريد إسقاط أنظمتكم! بكل تأكيد نرى أنّ رحيلكم ليس بأيديكم؛ لأنه بأيدي أسيادكم !! ومع ذلك لا بدّ من أن ترحلوا؛ لأن كيل الشعوب قد طفح!! ارحلوا... ارحلوا...!!

نرشح لك

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل