المحتوى الرئيسى

ورد الجناين بقلم:مصطفى ابراهيم

02/09 19:23

ورد الجناين مصطفى ابراهيم 9/2/2011 يا مصر انتي اللي باقية وانتي قطف الاماني لم تكن غلطتهم هي غلطة كل واحد متشبث بالكرسي ومش عايز يسيبه، لم تكن هذه الكلمات شعار لاحد الاحزاب المأفونة، بل هي كلمات وائل غنيم احد محركي ثورة مصر. من منا لم يبكي عندما بكى وائل وهو يشاهد صور الشهداء، ورد الجناين، الذين سقطوا في معركة حب مصر؟ من منا لم يبكي وهو متسمر امام شاشة التلفزيون يتابع ثورة الغضب في مصر؟ هي مصر أم الدنيا، هؤلاء شباب مصر الذين صنعوا الثورة البيضاء، ثورة وردة الجناين، هم الطهارة والنبل، هم من تميز بالنقاء والحلم ببكره، هم من صنعوا الثورة التي فاجأتهم قبل ان نفاجئ نحن، وقبل ان يفاجئ النظام والعالم، أصبحوا ثواراً من دون ان يخططوا او يعلموا انهم سيكونون صناع ثورة من اعظم الثورات على مر العصور، لم يعلموا انهم سيدخلون مصر عصراً جديداً، وسيتحروا الى الابد من الظلم. كانوا وما زالوا نموذجا، لم يحملوا عقيدة أو مذهب ولم يحسبوا على حزب، تحركوا بأحلامهم وفطرتهم على حرية مصر وحبها، في تحركهم ونضالهم، لم يقولوا عن انفسهم ابطال، قرروا التحرك ببساطة الاطفال وسذاجتهم، تحرروا من خوفهم خوفا على مصر، حركوا الجماهير خلفهم فاصبحوا جميعهم ابطال، تماسكوا فازدادوا قوة وصلابة، كانوا القائد والحزب في زمن عجزت الاحزاب عن تحريك قواعدها. هي ثورة المصريين بكل المقاييس، خرجوا بحماسة الشباب وعنفوانه، لم يفكروا بالموت، تقدموا بصدورهم العارية الا من الايمان بعدالة تحركهم ضد الظلم، ومن اجل الحرية والعدالة والمساواة، تمسكوا بقيمهم العربية الاصيلة، حلموا بوطنا يكونوا هم اسياده، خرجوا من اجل ان يبنوا وطن حر يكون المواطن مصان الكرامة وجبهته مرفوعة. يريدون نظاما ديمقراطياً، ودولة تحترم مواطنيها ودستورها، دستورا يضمن المساواة والحرية والعدالة، يريدون دولة تحافظ على مصالح مواطنيها لا مصالح حفنة من الاستبداديين الذين سرقوا الثروات، رفعوا شعارات العدالة، العدالة في توزيع الثروات واحترام حقوق الانسان والحريات العامة والشخصية. هم لم يدخلوا مصر لوحدها عصراً جديداً، بل ادخلوا المنطقة كلها في عصر جديد، أربكوا امريكا والعالم جميعاً، كشفوا زيفهم وحرصهم على احترام الديمقراطية وحقوق الانسان، أصبحوا عراة أمامنا، زادونا قناعة أنهم يبحثون عن مصالحهم، رسخوا لدينا قيم ومبادئ حقوق الانسان والعدالة والحرية كما نعرفها نحن، وليس كما يريدونها هم لخدمة مصالحهم واهدافهم. هم ارعبوا اسرائيل وافزعوها، حركوا كل الاستراتيجيين فيها من اجل اعادة صياغة أفكارهم واستراتيجياتهم، اعتقدوا ان المصريين سيظلوا مستسلمين الى الابد، لم يعلموا ان شبابها لن ينتظروا اكثر من ذلك، وانهم سيقودا التغيير بأفكارهم وإبداعهم وتمييزهم، وبسواعدهم وحناجرهم التي لم تتوقف من اجل التغيير وتحقيق النصر. هم من زلزلوا العروش المستبدة وجعلوهم يعيشون الخوف والرعب في انتظار اليوم الذي سينالوا فيه عقابهم من غضب الناس البسطاء المحرومين من الحرية، اليوم الذي سينالوا فيه عقابهم قريب على استبدادهم وظلمهم وسرقتهم لاحلام الجماهير ومستقبلهم، أخافوهم بتمسكهم بصدقهم وطهرهم، وقيم ومبادئ الحرية، ومظاهراتهم الغاضبة وتجمعهم السلمي، لم يستخدموا العنف للتغيير، استخدموا الآخر بظلمه وعناده انهم ورد الجناين الذين اشعلوا الثورة فينا. [email protected] mustaf2.wordpress.com

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل