المحتوى الرئيسى

بعد تونس..حكومتنا تنفخ في الزبادي

02/09 16:30

Select ratingإلغاء التقييمضعيفمقبولجيدجيد جداًممتاز  عندما يري وزير التجارة والصناعة مهندس رشيد محمد رشيد..أن سبب الإهتمام بالقمة الإقتصادية العربية التي يفتتحها الرئيس مبارك اليوم في شرم الشيخ بحضور 15رئيس وملك عربي..يعود الي أنها تعقد في ظل أزمة اقتصادية عالمية نتيجة سوء الأحوال الجوية التي شهدتها العديد من دول العالم..فظني أن الوزير قد جانبه الصواب..ربما ماذكره الوزير هو أحد الأسباب غير الرئيسية للإهتمام الإعلامي بالقمة.عندي أن الإهتمام الإعلامي الواسع بتلك القمة ماكان سيشغل هذا الحيز الكبير لولا أحداث تونس المشتعلة حتي الآن..فما أكثر القمم العربية التي عقدت سواء كانت سياسية أو إقتصادية أو أمنية ولم ينشغل بها الرأي العام العربي..بل لم يكن مهتما بها..لقناعته أن تلك القمم تبحث كل شيء الا مشاكله الحياتية اليومية..لكن الانتفاضة التونسية جاءت بمثابة جرس إنذار ضخم لكل الحكومات العربية دون استثناء بضرورة الاهتمام بمشاكل المواطنين والاستماع اليهم وعدم اهمال شكواهم.وجدنا الحكومة السورية توقف قرارها برفع أسعار الغاز والمازوت (المحروقات) الذي يدخل في تدفئة البيوت في الشتاء..بل إنها خفضت أسعار تلك المحروقات وزادت من دعمها..ووجدنا الحكومة الأردنية تخفض من أسعار العديد من السلع الأساسية رغم أن زيادة الأسعار أو تخفيضها لايأتي بقرار حيث يخضع في جانب كبير منه الي آليات السوق ونظرية العرض والطلب..أما الحكومة الكويتية فإنها رأت أن الأفضل هو توزيع الفلوس علي المواطنين فأعلنت عن منح كل كويتي مبلغ ثلاثة آلاف دولار (حوالي ثمانية عشر ألف جنيه) مع تقديم السلع مجانا لحائزي البطاقات التموينية..ولم تكن حكومتنا بعيدة عما جري في تونس فكانت قراراتها بإرجاء تنفيذ أية قرارات تتعلق برفع أسعار بعض السلع أو الخدمات.ماسبق هو عينة مما قررته بعض الحكومات العربية في أول رد فعل لها بعدما جري في تونس..ورأيي ان المواطن العربي ورجل الشارع العادي سيكون-ربما للمرة الأولي- علي الأجندة الرئيسية لمؤتمر شرم الشيخ..ربما لم يكن ذلك في حسبان القائمين علي إدارة المؤتمر..لكنها البداية ..بداية أن تصغي الحكومات العربية الي أنات مواطنيها وان يكون المواطن هو الهاجس الأول أمام تلك الحكومات..ليس وفق المفهوم الأمني لكن وفق المفهوم الحقيقي لدور الحكومات الرئيسي في خدمة مواطنيها.لايعني ماجري في تونس أنه قابل للتكرار في بقية دول المنطقة فلكل دولة ظروفها الإقتصادية والإجتماعية ومشاكلها الخاصة..لكن المؤكد أن جميع حكوماتنا كانت بحاجة الي جرس انذار قوي لعلها تفيق..لذا كان فزع الحكومة الجزائرية من حرق أحد مواطنيها نفسه..وجري مثل هذا الاهتمام لدي مسئولينا عندما أقدم مواطن مصري علي حرق نفسه أمام بوابة مجلس الشعب فوجدنا اهتمام كافة السلطات المختصة مع التوصية بمحاسبة المسئول الذي تسبب في دفع المواطن الي حرق نفسه..المفارقة أنه ومنذ أشهر بسيطة أقدم سائق (توك توك) سكندري علي حرق نفسه بسبب تعنت أحد رجال المرور معه..ورغم ذلك لم نجد اهتماما بما جري لأنه وقت وقوع هذا الحادث لم يكن الأشقاء في تونس قد فعلوا فعلتهم العظيمة.عندما احترق المسئولون في تونس نفخت بقية الحكومات العربية في الزبادي. الاسم: البريد الإلكتروني: محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين التعليق: *

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل