المحتوى الرئيسى

أسامة غريب يكتب: بعد فتح مكة

02/09 16:30

Select ratingإلغاء التقييمضعيفمقبولجيدجيد جداًممتاز  أين كان هؤلاء والجمال تهاجم المتظاهرين في التحرير؟!  الثورة تشتعل في الشارع المصري و المتظاهرون يصرون علي مطالبهم و النظام الساقط ما زال يتشبث بالسلطة لآخر رمق.  بينما يحدث هذا ألمح بعض الشخصيات تتسلل و تتقدم بهدوء للحصول علي شرعية لا يستحقونها من خلال اعتلاء الموجة و الصعود فوق طبق الفتة لهبر قطع سمينة و دسمة من لحم الوطن النازف.  أغرقت في الضحك المتواصل عندما قرأت في الشريط الإخباري لقناة الجزيرة أن السيد عمرو موسي قد نزل إلي ميدان التحرير اليوم الجمعة 4فبراير. لا أعلم ماذا يفعل عمرو موسي في ميدان التحرير..صحيح أن مكتبه بالجامعة العربية يقع بنفس الميدان، لكن صحيح أيضاً أنه يذهب إلي مكتبه و ينصرف كل يوم دون أن يمر بالمتظاهرين، فما الذي حدث الآن و جعله يريد أن يدخل في الكادر؟.  لقد أدلي أمين عام الجامعة العربية بحديث منذ يومين للقنوات الفضائية كان فيه شديد التحفظ إزاء المظاهرات المشتعلة في طول مصر و عرضها، و تحدث بلغة دبلوماسية من تلك المعلبة البايتة التي لا تفهم منها شيئاً و لا تخرج منها بأي موقف محدد، فلم نستطع أن نعرف هل هو مع المتظاهرين المطالبن برحيل مبارك أم أنه مع الرئيس ضد شعبه. لقد أمسك الرجل بالعصا من المنتصف كما اعتاد أن يفعل دائماً. كل ما ركز عليه أنه علي استعداد لتولي أي دور يطلب منه في المرحلة القادمة..يا حلاوة!!.. هذه في الحقيقة رسالة مخادعة من رجل يعشق الأضواء و ليس متأكداً مما ستؤول إليه الأمور و يحاول أن يحجز لنفسه مكاناً في الفترة القادمة إما مع الثوار الذين سيقول أنه تجاوب مع حركتهم و أبدي استعداداً للتعاون معهم أو مع مبارك إذا ما حدث -لا قدر الله- أن استعاد عافيته و أمسك بالسلطة من جديد!. و الآن بعد أن أدرك أن الكفة قد بدأت تميل لصالح الشعب و أن الأرض أخذت تميد تحت قدمي مبارك فقد أبدي استعداداً للترشح لرئاسة الجمهورية إذا طلب الشعب ذلك!. الغريب أن عمرو موسي لم يجروء مرة واحدة طيلة السنوات الماضية التي كان يتردد اسمه فيها كمرشح محتمل لرئاسة الجمهورية..لم يجرؤ علي أن يعلن رغبته أو ترحيبه بذلك لأنه كان بالتأكيد لا يأمن غضب مبارك خاصة و هو يعلم جيداً أن مبارك غضبه مر كطعم العلقم.  ليس عمرو موسي فقط و إنما هناك أيضاً السيد البدوي رئيس حزب الوفد الذي ما انفك ينفذ للسلطة كل طلباتها و آخرها إقدامه علي شراء جريدة الدستور بهدف هدمها و تخريبها، و قد كان موقفه من التظاهر يوم 25يناير واضحاً و معلناً  وهو الرفض التام، و الآن يمتشق سيف عنترة بن شداد و يعلن انضمامه للثوار و رفضه التحاور مع السلطة التي كانت إلي أسبوع مضي قبلته و مصدر وحيه.  وكذلك رفعت السعيد رئيس حزب التجمع الذي ألحق حزبه بالحزب الوطني و وافق أن يتعين في مجلس الشوري بمكرمة سلطانية، كما أظهر عداء صريحاً لشباب حركة 6أبريل الذين أشعلوا الثورة و وصفهم قبل ذلك بأنهم "شوية عيال لاسعة". اليوم يقف في الطابور مقدماً نفسه للنظام الساقط الذي كان دوماً من رجاله المخلصين محاولاً أن يتفاوض مع السلطة كمعارض يتحدث باسم "شوية العيال اللاسعة" و ساعياً لاعتلاء المد الثوري كما لو كان أحد صنّاعه!!.  علي العكس من هؤلاء لا يسعني إلا أن أقدم تحية واجبة لرجل أثبتت الأيام نزاهته و صلابة معدنه و أكدت علي أنه يمثل نوعية راقية من السياسيين النبلاء و هو أسامة الغزالي حرب رئيس حزب الجبهة الديموقراطية.  هذا الرجل أشعر أنني مدين له باعتذار لأنني انتقدته ذات يوم و كنت سليم القصد عندما تصورت أنه كعضو سابق بالحزب الوطني يحاول أن يقوم بدور زعيم معارض دون أن يعفر حذائه بالخروج في مظاهرة و دون أن يدفع أي ثمن. و لكن الحقيقة أن مرور الأيام أثبت لي أن هذا الرجل من القلة المحترمة بين الذين يعملوا بالسياسة في مصر خاصة حين أعلن رفضه التعيين بمجلس الشوري و أصر علي أن يقف في صفوف الشعب و كان من الذين رحبوا بالمشاركة في التظاهر يوم 25يناير عندما كانت السلطة الشرسة في أوج عنفوانها.  ولا يفوتني بعد أن رأيت عمرو موسي و هو يمر بميدان التحرير إلا أن أحيي الدكتور محمد البرادعي الذي كان شديد الوضوح منذ البداية في موقفه من حكم مبارك كمعارض حقيقي ارتعدت فرائص النظام منه فشنت عليه حرباً قذرة وصلت لمحاولة الإساءة لأهل بيته. لم يمسك البرادعي العصا من المنتصف و لم يقل كلاماً ساكتاً مثل الذي يقوله عمرو موسي حبيب شعبان عبد الرحيم. هذا علي الرغم من أن تحركاته كانت بطيئة، و غيابه عن مصر كان أكثر مما ينبغي، لكنه في النهاية رجل وطني يمكن أن نختلف معه لكن لا نختلف عليه. و بالمناسبة هناك ظاهرة يمكن ملاحظتها الآن بوضوح و هي أن هناك من السياسيين و الكتاب و الصحفيين من يحاول الآن أن يتنصل و يبتعد عن مخدوميه السابقين و يهرب من مركبتهم الغارقة، و لقد شاهدت و استمعت إلي مصطفي الفقي في لقاء مع فضائية كانت تستطلع رأيه في الأحداث الحالية، و قد قدمه المذيع قائلاً: معنا الآن الدكتور مصطفي الفقي القيادي البارز بالحزب الوطني..فما كان من الفقي إلا أن قاطع المذيع في عصبية قائلاً: لا تقل قيادي بارز..أنا مجرد عضو فقط!! و هنا قال له المذيع: و لكنك عضو سابق بمجلس الشعب و عضو حالي بمجلس الشوري و رئيس لجنة العلاقات الخارجية.. فاشتدت عصبية مصطفي الفقي و هو يقول للرجل:عضو معين..لا تنس أنا عضو معين!. و أظن أن المذيع كان مهذباً مع الرجل فلم يقل له أنه حاز مقعداً نيابياً لمدة خمس سنوات بمجلس الشعب في انتخابات زورتها له الدولة في دمنهور بشهادة أكثر من مائة و خمسين قاض!.  وفي اليوم التالي أعلن مصطفي الفقي علي الهواء استقالته من الحزب الوطني دون أن يقول لنا عن السبب.. وإن كنا نعرفه!.  أقول قولي هذا حتي لا تختلط الأمور علي الناس و يظنون أن من دخل الإسلام بعد فتح مكة كمن دخله عندما كان أبو جهل و أبو لهب و باقي أعضاء حزب قريش الوطني الديموقراطي في أوج بأسه و جبروته!.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل