المحتوى الرئيسى

 بالصور: المؤلفون يفتحون النار على "الإنتاج الحكومي" ويتهمونه بالتسبب في فساد الدراما التليفزيونية

02/09 11:39

شن كتّاب الدراما هجوما على حال الإنتاج التليفزيوني، وطغت تعليقاتهم الساخنة على جلستي مؤتمر "أزمة الدراما التليفزيونية بين الإعلام والإعلان"، الذي أقيم لمناقشة حال الإنتاج الدرامي، وسبل تطويره، وحصلت جهات الإنتاج الحكومية على نصيب الأسد من هذا الهجوم. أقامت جمعية "مؤلفي الدراما العربية" برئاسة الكاتب محفوظ عبد الرحمن الثلاثاء 4 يناير 2011 مؤتمرا بعنوان: "أزمة الدراما التليفزيونية بين الإعلام والإعلان" بالمجلس الأعلى للثقافة بدار الأوبرا المصرية. شهد المؤتمر حضور عدد كبير من رموز صناعة الدراما التليفزيونية، مخرجين ومنتجين وكتاب وفنانين، منهم المخرج مجدي أبو عميرة، والدكتور أشرف زكي، والمنتج ممدوح الليثي رئيس جهاز السينما، والمخرجة أمل أسعد، والمؤلف فايز غالي، ويوسف عثمان مدير إدراة الإنتاج في مدينة الإنتاج الإعلامي والفنانين أحمد ماهر ومحمد كامل وفهمي الخولي، وغيرهم. المؤتمر عقد على جلستين الأولى أدراتها الكاتبة عزة هيكل والثانية أدارها المؤلف محمد الغيطي. أكد الكاتب السيد الغضبان على أن فساد إدارات الإنتاج الحكومية المختلفة هي السبب وراء تردي حال الدراما التليفزيونية، منذ أن قدمت الدعم لنظام المنتج المنفذ، الذي كان سببا في ضعف مستوى الدراما التليفزيونية يوما بعد يوم، وعلو قيمة النجم على قيمة النص. أما الكاتب يسري الجندي فقد قال في بداية كلمته، أن ورقة العمل التي تقدم بها إلى المؤتمر، كان من المفترض أن يقدمها في مؤتمر الدراما التليفزيونية، الذي أعلن عنه اتحاد الإذاعة والتليفزيون برعاية وزير الإعلام، منذ أكثر من ثلاث سنوات، لكنه اختفى في ظروف غامضة. أثار الجندي في كلمته نقطة مهمة وهي أن اختلاف ترتيب عناصر العمل الدرامي كانت وراء تدني حال المستوى الدرامي، فقد كان في الأصل المؤلف ثم المخرج القادر على تقديم النص الذي كتبه هذا المؤلف ثم المنتج القادر على تقديمه، ولم يكن ضمن هذا الترتيب اسم النجم الذي فرضه فيما بعد المعلن وغير به ترتيب هذه العناصر، بل ووضعه على رأسها. وأشار الجندي إلى أن ما يحدث حاليا في مصر من أحداث سياسية ليس بعيدا عن حال الدراما، التي هي جزءا من الحركة الثقافية المتردية، فكان سهل على الخارج اختراقنا من الداخل. وعليه طالب الجندي من الجهات الحكومية أن يعملوا على إعادة وضع عناصر الدراما في ترتيبها الصحيح وإذا لم تؤخذ هذه الخطوة فلن يكون في وسع المهتمين بشأن الدراما إلا أن يتكتلوا من أجل مواجهة المعلن الذي يعمل في تنظيم دقيق لتحقيق أرباحه. أما الكاتب بشير الديك فأشار إلى نقطة أخرى وهي أن التليفزيون المصري وما يتبعه من جهات إنتاجية حكومية أخرى، سعى إلى الربح التجاري على غرار القنوات وجهات الإنتاج الخاصة، ووضح هذا عندما رفع في رمضان 2009 شعار تجاري بحت هو "مفيش حاجة حصري كله على التليفزيون المصري"، وهذا يتنافى تماما مع دور التليفزيون، الذي كان يركز على القيمة الفنية للعمل الفني، لا العائد المادي. وطالب الديك بأن تقوم جمعية مؤلفي الدراما باعتبارها جمعية أهلية بإنقاذ ما يمكن إنقاذه من الدراما طالما أن الجهات المختلفة لا تلعب أي دور في ذلك. المؤلف أيمن سلامة ركز في كلمته على مستوى المعاملة التي يتعامل بها المؤلف الآن، فإنتاج مسلسله مرهون بموافقة أهل الثقة من حول النجم مثل أفراد أسرته أو سكرتيره أو حتى السائق واللبيس، إذا قالوا أن النص "حلو" يوافق عليه أما إذا كان رأيهم "وحش" لا يتم الموافقة على النص. كما أن مسمى النص أو السيناريو لم يعد هو المتداول بين النجوم وجهات الإنتاج المختلفة، فقد أصبح اسمه "ورق" مجرد ورق إذا لم ينال رضى النجم أو النجمة يُلقى في القمامة. الجانب الإعلاني في المؤتمر مثله الدكتور سامي عبد العزيز الدكتور بقسم العلاقات العامة والإعلان بكلية الإعلام جامعة القاهرة، فقد أبرأ ساحة الإعلان من دم الدراما التليفزيونية، مؤكدا على أن النهج الذي يسير عليه جهات الإنتاج هو نهج تجاري وليس اقتصادي منظم. كما أشار الدكتور سامي عبد العزيز عميد كلية الإعلام بجامعة القاهرة، إلى أن الدراما التليفزيونية لها بعد سياسي أيضا وليس اقتصاديا فقط، فالواقع السياسي يفرض ضغوطا على الإنتاج الدرامي سواء كان هذا الواقع محليا أو إقليميا أو دوليا. وضرب عبد العزيز مثالا لهذا بالسبب وراء نجاح الدراما التركية، وهي ليس جودتها الفنية وإنما قدرة صنعها على دراسة الواقع الإقليمي السياسي الملتهب، فدخلوا من منطقة ناعمة وهي منطقة العواطف والرومانسية التي افتقدناها جميعا. كانت هناك تعليقات كثيرة ساخنة على مستوى كلمات المتحدثين، فقد أشار الكاتب محفوظ عبد الرحمن في تعليقه إلى أن التليفزيون قديما كان لا يمتلك ميزانيات كبيرة ولكن كان ينتج أعمال أفضل من الآن، كما أشار إلى أن الدراما عندما لجأت إلى الماضي لتعيد تقديم الأفلام القديمة اختارت منها الأفلام الساقطة وتجاهلت الأفلام المهمة مثل "الأرض" و"العزيمة" من أجل الربح. ورفض محفوظ عبد الرحمن رئيس الجمعية والمؤتمر إلقاء توصياته وطالب بأن يظل الحوار مفتوحا إلى أن ينصلح حال الدراما. الدكتورة والفنانة والمنتجة سميرة محسن ركزت في تعليقها على أن الحل للخروج من أزمة الدراما هي أن يتم الاعتماد على إنتاج مسلسلات بميزانيات منخفضة، اقتداء بما حدث في السينما وكان نتيجتها النجاح الجماهيري واستمرار حركة الإنتاج في السينما وعدم وقوفها عند حد النجوم. الكاتب والمنتج فيصل ندا أشار في كلمته بشكل مباشر إلى أن مدينة الإنتاج هي السبب في تفشي الوباء والفساد في سوق الدراما المصرية، وطالب بضرورة إصلاح إداراتها المختلفة المليئة بالفساد.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل