المحتوى الرئيسى

إثارة الناس ضد الثوار

02/09 09:13

الحمد لله.. والشكر للرب.. فمصر على طريق الحرية والكرامة والتحضر.. شبابنا ثار.. وخلفهم أهلهم من ملايين مصر فى حالة ثورية متصاعدة لن تلبث أن تحرز النصر.. ولكن.. الحذر واجب.. والوعى به مطلوب.. فالثورة فى خطر.. ومناورات النظام لإجهاضها تتوالى فى سيناريوهات خادعة تفضحها تباعاً مزاعم فوضى برحيل مبارك، وأكاذيب شرعية دستورية وفزاعة الإخوان ومهازل قرارات وردية صناعية، واستبعاد وجوه كريهة مع المضى فى عناد، هو والكفر سواء، للحفاظ على النظام وركائزه والسياسات ورجالها بكل أهداف الهوان والضياع والنهب والخراب. وأول هذه الأخطار وأشدها تأثيراً على استمرارية الثورة، ذلك المخطط الجهنمى الذى لا يقل إجراماً عن انسحاب الشرطة وإطلاق البلطجية على الشعب، والذى بدأه منذ أيام، ويسعى معه إعلامياً إلى إثارة عامة ملايين الشعب ضد شباب التظاهرات فى جميع أنحاء مصر.. فى استغلال رخيص لمعاناة الناس اليومية جميعاً من متاعب ومشاكل هى جزء من ثمن كبير يجب أن ندفعه مثلما دفعته شعوب أخرى سبقتنا إلى الثورة والحرية وحياة معيشية متحضرة كريمة. لقد عانت شعوب قبلنا أرادت التحرر من الطغاة مثلنا وشبابنا، وتاريخ بريطانيا وفرنسا بالذات شاهد على حقيقة واحدة خالدة نزلت بها رسالات السماء وأكدتها فى الأرض صلابة الشعوب، فالثورة تعنى رفض الواقع والتمرد عليه عبر مسيرة نضال وكثير من التضحيات وصولاً إلى كامل الأهداف، وعلى قدر استمرارية الثورة واتساع نطاقها وعزيز بذلها تكون مكاسبها ونماؤها أضمن وأبقى. وما أشبه الثورات بسلع فى السوق، يجرى تقييمها وتسعيرها حسب أهدافها، تماماً مثل الفاكهة، للبرتقالة ثمن.. وللتفاحة ثمن أعلى.. وعلى الراغب فى هذه أو تلك أن يدفع بالتمام والكمال قيمة ما يريد، وربما يزيد عند حرية الانتقاء. أما أن نضيق ونتألم.. ونضعف ونشكو.. فالحرمان شهيقنا والهوان زفيرنا.. هكذا نشر الأنبياء وحواريوهم رسالات السماء.. وهكذا سادت الحرية وعمت الكرامة فى دول العالم المتقدم من خلال ثورات واعية صمد فيها الشعب ضد سلاح الطغاة.. وفطنت خلالها ملايين الجماهير إلى خداع الحكام. السيد المسيح، عليه السلام، مضى صابراً صادقاً محتسباً نفسه عند الرب.. والنبى محمد، عليه الصلاة والسلام، دعا إلى الإسلام صامداً بصحابته.. رافضاً إغراءات كفار قريش واضطهادهم له والمسلمين الأوائل. إن النظام الذى باع مصر وغدر بأجيالها ونهب أرزاقها طوال ثلاثين عاماً يناور ويخادع الشعب بقرارات ظاهرها الاستجابة وباطنها التربص، بأمل أن يرهقكم وإيانا بعامل الزمن واحتياجات المعيشة اليومية، فيدعى مرة الخوف من الفوضى لو تنحى الرئيس، ويزعم أخرى أن ثمة شرعية دستورية تجب مراعاتها، رافعاً شعار فزّاعة الإخوان المسلمين رغم سعيه إلى إغرائهم باعتراف حكومى بهم بعد حظر سنين ومطاردة أجيال، ثم اندفع بإعلامه يحاول أن يستثيرنا ضدكم فى محاولة رخيصة لإجهاض الثورة التى قمنا بها، معرضين أرواحنا لعصاباته القاتلة الرسمية والحزبية والبلطجية من أجل رغيف العيش الذى سقط فى عهده وسط طوابير شرائه أكثر من شهيد، زاعماً فى إعلامه أن رفضنا إنهاء ثورتنا قبل أن يسقط النظام بكل مؤسساته ورموزه يهدد تأمين هذا الرغيف، ليبقى وأعوانه الذين لم يتجاوزوا 2507 عائلات يحتكرون ثروات مصر من دوننا نحن الملايين الخمسة والثمانين. إن هذا النظام يخادع اليوم بإقصاء حفنة من أفراد عصابته سواء فى الحكومة أو الحزب.. يفضح نفسه ومخططه إذ يحتفظ بهم فى مواقع القرار فى مناورة لم تخدعنا. فمثلاً.. أقصى مفيد شهاب من أمانة الحزب وأبقاه وزيراً مسؤولاً عن الشؤون القانونية ومجلس الشعب ليضمن استمرار صناعته للقوانين الجائرة، وأبعد زكريا عزمى عن الحزب محتفظاً به رئيساً لديوان رئاسة الجمهورية بكل ما لهذا المنصب من خطورة على عملية تفكير الرئيس وتوجهات قراراته. أليس هذا وذاك ضمن زمرة المشاركين طوال عقود أسهما خلالها فى إفساد البلاد وظلم العباد ونهب الثروات؟! إننا نعيش أياماً فارقة فى حياة بلدنا نتطلع فيها إلى أمل فى عمل ومسكن وعلاج وحرية وعدالة وكرامة، لا يسقط لنا قتيل فيها تدافعاً فى طوابير الرغيف، وليس أمامنا غير المثابرة والمصابرة والصمود، وأنتم معنا. إن الصبر فى البأساء والضراء هو الطريق الوحيد، والقصير.. إلى المستقبل الحر الكريم الذى تريدونه لأنفسكم ولأجيالكم من بعدكم، خضناه وقدمنا الشهداء.. وبشائر ثماره سننعم بها معاً فى عاجل قريب.. فهذا وعد الله.. ومن أصدق من الرب. جاء فى رسالة بطرس الأولى إصحاح 2، عدد 20: (إن كنتم تتألمون عاملين الخير فتصبرون، فهذا فضل عند الله) وجاء فى الآية 155 من سورة البقرة: «ولنبلونكم بشىء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين». فرابطوا معنا واصبروا وصابروا.. إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل