المحتوى الرئيسى

القمح‮.. ‬يشعل ثورة الفلاحين‮!‬

02/09 00:12

تحقيق: أماني‮ ‬سلامة   وسط أزمة طاحنة في مخزون القمح، وتهديدات مباشرة وواضحة لأمننا الغذائي.. ومجاعة لا محالة قادمة.. يتوقعها المواطنون، لأن قوتهم أصبح في يد غيرهم وسط كل هذه الأسباب والتحديات، يأتي موسم زراعة القمح هذا الشهر - نوفمبر الجاري - وحكومتنا الغراء ممثلة في وزارة الزراعة في سبات عميق، وآخر طناش في توفير تقاوي القمح في الجمعيات الزراعية، حتي يتسلمها الفلاح ويزرع أرضه.. وحيال هذا الأمر، ماذا يفعل الفلاحون.. طبعاً يزرعون محاصيل أخري.. وتظل الأزمة حكومية في الأساس.   الفلاحون غاضبون، وأعربوا عن ثورتهم علي الحكومة، بسبب إهمالها تجاه الزراعة والفلاحين، وكأنها تحارب ولا تشجع علي زراعة الأرض. وأكدوا أن محصول القمح للموسم القادم في علم الغيب، وعلم وزارة الزراعة والحكومة صارت تقتل زراعة المحاصيل الرئيسية، لتفتح الأبواب للمستوردين والمتلاعبين بأقوات الشعب. »الوفد« قامت بجولة في قري بعض المحافظات ورصدت أحوال الفلاحين ومشكلاتهم مع تقاوي القمح، وتبعات ما يجري معهم في كل موسم زراعي. حقيقة يعيشها فلاحو مصر الآن في كل المحافظات في شمالها وجنوبها وهي أزمة طاحنة في نقص تقاوي القمح في الجمعيات الزراعية يقابله ارتفاع خيالي في أسعار تلك التقاوي في الأسواق. الفلاحون ثائرون ويضربون كفاً بكف من إهمال الحكومة وتقصير وزارة الزراعة في توفير تقاوي محصول استراتيجي، عاشت البلاد لسنوات طويلة في أزمة بسبب نقص انتاجه، واتهموا الحكومة بتحويل كل التقاوي إلي شركات توشكي من أجل أصحاب هذه الشركات، وكذلك من أجل عيون رجال الحكومة والمستثمرين المقربين منها، والمصالح التي تجمع بين كبار القائمين علي الزراعة في الأراضي الجديدة والتجار والمستوردين وجميعهم يجاملون  بعضهم البعض، علي حساب الفلاحين الغلابة، الذين يتمنون التوسع في زراعة محصول القمح، والمساهمة في حل أزمة النقص الموسمي فيه، حتي لا يتحكم فينا دولة أو مستورد لكن بكل أسف، شجعت الحكومة علي ذلك. وأكد فلاحون أن جزءا كبيرا من تقاوي القمح المصري صدرته الحكومة ممثلة في وزير الزراعة إلي أفغانستان لزراعة ألف فدان هناك وإزاء هذا النقص الشديد في تقاوي القمح بالجمعيات الزراعية، والارتفاع الجنوني لأسعارها عند التجار. والذي وصل إلي ثلاثة أضعاف سعرها الحقيقي، فإن الفلاحين انقسموا إلي فئات، البعض تغلب علي ظروفه واضطر لشراء التقاوي بالأسعار المغالي فيها من أجل أن يزرع »القمح« ليسدد إيجار الأرض ولو حتي بالخسارة.. والبعض الآخر عزف عن زراعة القمح، وفضل زراعة الفول أو البرسيم... وآخرون اعتمدوا علي بعض تقاوي كانت موجودة عندهم من العام الماضي واشتروا بقية احتياجاتهم مبكراً قبل اختفاء تلك التقاوي نهائياً.   مؤامرة صورة موسم القمح هذا الموسم قاتمة جداً، والفاعل معروف، وهو الحكومة وأيضا المستوردون الذين لا يريدون لمصر أن تنهض وللفلاح أن يعيش.. بهذه الكلمات بدأ عبدالنبي سعيد - فلاح من شبلنجة بالمنوفية، وقال إن الحكومة هي التي تذل الفلاح وسياستها الحالية ليست وليدة اليوم، ولكن منذ فترة طويلة منذ أن حلت الحكومة الأرض الزراعية وأرجعتها للملاك، الذين استردوا الحيازات من الفلاحين، والتي كان يتسلم بها كل فلاح ما يحتاجه من تقاوي ومبيدات من الجمعيات الزراعية.. إنما حالياً، فالملاك يتسلمون التقاوي من الجمعيات الزراعية بالحيازات ويبيعونها في السوق السوداء، ليجد المزارع نفسه مضطراً لأن يشتري بأسعار خيالية وهذا العام تقاوي القمح غير موجودة نهائياً في الجمعيات الزراعية وأسعارها في السوق السوداء ارتفعت بشكل جنوني، فالشيكارة وزن 30 كيلو جراما، والتي كانت تباع بحوالي 70 جنيهاً وصل سعرها الآن إلي ما بين 180 و200 جنيه. موسم حزين نصر محمد إبراهيم - فلاح من جلافين بالشرقية، قال إن زراعة القمح »الغلة« تبدأ من أول شهرهاتور، حتي يوم 25 منه، لاننا نحسب الزرع بالشهور القبطية، وقد هل علينا شهر هاتور ليجدنا تائهين ضائعين لا نجد تقاوي القمح لنزرع أرضنا التي اشتقت لزراعتها بالخير، مثلما كان الحال في الماضي، الذي كنا نحقق فيه الاكتفاء الذاتي من الغذاء. لكن في السنوات الأخيرة تغير الحال، حتي أننا لا نتوقع هذا الموسم توفير غذاء لأولادنا.. وإذا كان حال الفلاحين هكذا.. فماذا ستفعل مصر مع شعبها.. قد يربح ذلك المستوردين الذين سيجدون ضالتهم في مزيد من اذا اعجبك محتوى المقال يمكنك مشاركته عبر         التعليقات (0) الإسم البريد الإلكتروني العنوان التعليق أضف تعليق برجى تفعيل الجافا سكريبت للإرسال التعليق jc_loadUserInfo();

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل