المحتوى الرئيسى

قتلة الأمل

02/08 08:19

يوم 25 يناير ارتدت مصر أجمل ثيابها وهو ثوب الثورة، وأجمل ما فى هذه الثورة هم شبابها المهمشون والمحرومون من الحلم والأمل فى بلادهم. هؤلاء الشباب الذين أعادوا مصر إلى موقعها الطبيعى على خريطة العالم، كما اقتضت حقائق التاريخ والجغرافيا، كانوا، حتى أيام قليلة، متهمين بالهيافة والسطحية وبأنهم جيل لا أمل فيه ولا رجاء. هؤلاء الشباب الذين لم تعمل لهم السلطة الغاشمة أى حساب فانتفضوا كالمارد من قمقمه فى وجه الظلم والطغيان والاحتكار والقهر.. هم وجه مصر الحقيقى.. هم الذين أسقطوا نظرية حكم الشعوب بالقسر والتعبئة الوطنية المصطنعة. مصر بعد 25 يناير.. لم تعد مزرعة للنخب الحاكمة من أباطرة الحزب الوطنى الذين خانهم التقدير وأثبت لهم الشباب المصرى أنه مازال حياً وقادراً على انتزاع الأمل من بين براثن جلاديه.. لقد ابتعد النظام الحاكم فى مصر كثيراً عن الشباب وتركه وحيداً فى مواجهة اليأس والبطالة واعتمد على رجال شاخوا فى مقاعدهم.. ابتعد كثيراً إلى درجة أن العلاقة انقطعت تماماً بينه وبين أولئك الشباب الذين حرموا من أبسط حقوقهم فى الحلم والعيش بكرامة وأمان فى وطنهم فكانت هذه هى النتيجة؟! ما حدث مؤخراً فى مصر سيجعل رياح التغيير تهب على المنطقة العربية بأكملها «وها هى البشائر قد هلت فى اليمن والجزائر والعراق والأردن» وأياً كانت النتائج، فما تحقق على أرض الواقع فى بلادى يؤكد أن عقارب الساعة لن تعود إلى الوراء أبداً، وأن النظام سقط، وأن ما يجرى حالياً هو البحث عن طريقة لخروجه بشكل آمن يحفظ ماء الوجه، ويكفى ما تحقق من نتائج، أبرزها سقوط «الأصنام السياسية» التى مل منها الناس، وكذلك سقوط المحتكرين ورجال الأعمال، وبالطبع مشروع التوريث الذى كان يؤرق المصريين جميعاً.. وقبل كل ذلك انتهاء وهم اسمه «الحزب الوطنى الديمقراطى». ومهما حاول بعض رجال النظام «المترنح» أن يلتف على ثورة الشباب ومطالبهم، فلن تعود مصر كما كانت قبل 25 يناير..  مهما حاول الإعلام الرسمى الذى مازال يعيش فى عصر «أحمد سعيد» احتكار الحقيقة فلن يفلح، وعليه أن يغير من جلده حتى يصبح إعلاماً حقيقياً يخاطب الناس ويعبر عنهم.. لا إعلاماً يخاطب الأنظمة الفاسدة ويعمل كبوق لها. بعد 25 يناير يحق للشباب المصرى أن يفخر بما أنجز، فقد أثبت أن الأمم العظيمة قد تمرض لكنها لا تموت، وأثبت أيضاً أن مصر فى طريقها إلى أن تعود كما كانت درة التاج فى العالمين العربى والإسلامى. بعد 25 يناير، يحق للمصريين جميعاً أن يعبروا الميدان دون انحناء، وأن يحلموا بعالم سعيد.. فخلف كل قيصر يموت لن يأتى قيصر جديد «مع الاعتذار للشاعر العظيم أمل دنقل». بعد 25 يناير، يحق للمصريين أن يقولوا لكل من طغى وتجبر وحرمهم من أبسط حقوقهم فى الحياة «باى باى.. قتلة الأمل». [email protected]

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل