المحتوى الرئيسى

مصــــر الـمـحـظــــوظـة بقلم:صفوت صالح الكاشف

02/08 13:27

القاهرة_مصر أدلى فضيلة الشيخ على جمعة مفتى مصر ، رأيا أفاض فيه برؤيته الخاصة تجاه الأحداث التى مرت بها مصر ، رأيا يفيد بأن مصر قد صارت محسودة.. أتى الرأى أثناء زيارة فضيلة المفتى لمستشفى الحسين الجامعى للإطمئنان على المصابين فى أحداث المظاهرات ، وخلال لقاء المفتى مع مدير المستشفى وقبل صعوده إلى زيارة المصابين تحدث عن ضرورة الحفاظ على الوطن . وفى رده حول حكم الشرع فى المظاهرات قال : إنها نوع من التعبير عن الآراء، قائلا: "ياريت تهدوا شوية ) تهدئوا قليلا) هو انتو عايزين تقولوا _هل أنتم تريدون أن تقولوا _المفتى ضد المظاهرات ثم أردف : على فكرة مصر دى محسودة وأن شاء الله الأمور سوف تتحسن". فضيلته يرى أن البلاد قد تعرضت لجائحة منهمرة كالسيل العرم ، الذى يكتسح كل شىء ، فلقد تحقق قدر من الدمار ، وتحقق قدر لايستهان به من التخريب، والحريق والسلب والنهب مع انهيار الشرطة الميدانية (الأمن المركزى) ، ثم الشرطة التنفيذية (الشرطة العامة) ومن ثم فرار المساجين من الزنزانات والليمانات ، وتفتت الأمن والأمان ، واهتراء كبد البلاد والعباد حزنا على فقد ذويهم من الشباب الغض ، الشباب الذى كان و مايزال يتطلع إلى الحياة أملا لايأسا ، طموحا لاقنوطا . ومن هنا جاءت كلمة الشيخ وهى تعبر بجلاء عن أساه بعد أن رأى بعينيه صورا مروعات وآيات مستفيضات ، لما سبق وأن أسلفنا من مشاهد تدمع لها العين .. هذا هو الماثل الآن على الساحة ، فالملايين تتشارك مع مفتى الديار المصرية فى رؤياه فعلا ، ولما كان للحقيقة دائما بعد آخر ، ولما كانت هناك متغيرات متوازية قد تحققت أو بسبيلها إلى التحقق ، دفعا للجانب الايجابى أماما وتنحية للجانب السلبى للأمور إلى الخلفية ، ثم بعيدا بعيدا بعد ذلك . ومن هنا تأتى الحقيقة التى تلتها علينا السماء قبلا ، كلاما مبينا من رب العالمين ، عز من قائل (إن مع العسر يسرا ) ، وقولا داعما آخر (لاتقنطوا من رحمة الله) ثم إعجازا مؤكدا قولا صادقا (وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبُّواْ شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ (البقرة:216 ) . ولما كان الحل الرياضى للمعادلة الرياضية يحتمل أكثر من اجابة ، وكلتاهما صحيح ،ثم مسارا للحل يتأرجح دائما بين أقصى اليمين وصولا إلى أقصى اليسار ، ونقطة الأصل المتوسطية هى ماتؤكد المصداقية الأعلى والأرجح دائما ، وبلا تثريب أو تعديل لكلام فضيلة الشيخ ، فإننا نقول بلا أدنى شك ، أن مصر محظوظة وربما تكون ليست محسودة أن شاء الله ، ولئن أصابها حسد ، فلسوف تبرأ منه طـُرا عاجلا غير مؤجلا . ولكن لماذا هى محظوظة ؟ لأنه قد تم بها تغيير كبير جدا ، تغيير راديكالى عميق ، تغيير لاينصب على شخوص كانت ترتع ، وتأمر وتنهى إلى أن أصابها ما أصابها كنتيجة طبيعية لعدم تبنى وجهات النظر الأخرى ، بضرورة تداول السلطة ،والنأى عن البلاد بقانون الأحكام العرفية ، إعلانا لحالة طوارىء _أرهقت الشرطة_ حالة ما كانت لتنتهى ، لولا ماقد حدث !!!! فهذا مانادينا به ، وقد تحقق الآن ، ولايمكن أن يكون هناك عَوُد إلى الوراء بحال ، فلقد دارت عقارب الساعة دورتها ، وتغير الزمن نفسه ، مع إقصاء الأفراد الذين كانوا يعبثون فى ذلك الزمان !!! مصر المحظوظة دفعت ثمنا من دماء الشهداء الذين يقدرون ب 305 شهيد ،فضلا عن آحاد الآلاف من المصابين ، كل فرد منهم يعدل فصيلا من الرجال،ثم أن الحظ ليأتى من حقيقة تفى بأن هذه الثورة ماكانت لأن تتم إلا بما لايقل عن سقوط آلافا عدة من الشهداء ،والمصابين وليس ثلاثمائة فقط . لقد تعطلت السياحة ، وخسرت البورصة الكثير، ولكن هذا الكثير هو نفسه الثمن الذى كان يتوجب دفعه للتغيير ... ولئن تم تقييم ماتحقق نسبة لمافقدناه وخسرناه لتبين أنه ثمن زهيد لقاء حياة متجددة دائما ..

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل