المحتوى الرئيسى

سؤال مشروع من فلسطيني بقلم:حسني المشهور

02/08 13:20

ســؤال مشـروع من فلسـطيني ؛ إلى شباب المحروسة في ميدان التحرير حسني المشهور أود أن أقـول أولاً وعلى لسـان الشـباب الفلسطيني للشـباب المصري الذي خرج إلى ميدان التحرير يوم 25 يناير / كانون الثاني 2011 بأنكـم لـم تـجددوا شباب ونضـارة وجـه مصر فقط ، بل جددتم أيضـا شباب كل الأمم والشعوب وفي مقدمتهم شبابنا نحن وشباب أمتكم العربية بكافة ألوانها وأطيافها ، وشباب أمتكم الإسلامية بكافة انتماءاتها وأعراقها ، ولكم الحق أن تفخروا بأنفسكم ، وبنفس مقدار الفخر الذي أصبح يشعر به كل مصري وكل أصحاب الفكر الحـر والضمير الحي في هذا الكون ... وعلى لسان الشباب الفلسطيني أقول لكـم لا تعتذروا لأحد عن جـرائـم صاحبـت خطواتكـم خروجكـم إليه ، وتبعـت وصولـكـم وثباتكـم فيـه ... ولا تحاولوا حتى مجرد الـرد على الاتهامات التي وُجهت إليكم وأن لا تبذلوا أي جهد لتبرئة أنفسكم منها لأننا نعرف أن كل ما رافق وتبع خطواتكم من جرائم ومكـائد منذ ذلك اليـوم ... وما زلـنا نراها وسنرى المزيد منها مستقبلاً ... نقول لكم هـذا لأننا نرى ونسمع ما يريده من مصر كل أصحاب الأغراض المشبوهة و نرى ونسمع ما يفعلونه ، وما يقولونه عن مصر وفيها !!! وعلى لسان الشباب الفلسطيني اطرح سـؤالاً مشروعاً على شباب مصر ... سـؤالاً يكبر كل يـوم لمـا يثير فينا القلق بقدر ما تثيرونه فينا من التفاؤل ... سـؤالاً فرضته وتفرضه مشاهد تقلقنا وتخيفنا عليكم وعلينا لاعتبارات أهمها : ـــ لأننا قلقون من الحماس المفرط لأمريكا ودول الناتو لنشر الحرية والديمقراطية في مصر ومحيطها العربي ... قلقـون من هذا الحماس لأننا نـدرك أن الحرية والديمقراطية التي يريدون نشرها في بـلادنا هي حريـة وديمقراطية الحكام والأنظمة في اختيار الأساليب والأدوات الملائمة لتنفيذ الإملاءات والانصياع للشروط التي تبقي هيمنة أمريكا وحلف الناتو عل مقدرات بلادنا وشعوبنا . قلقون ونحن نراهم يصرخون بنصرة من يتواجدون الآن في ميدان التحرير . ـــ لأننا قلقون من هذا الحماس المفرط والمفاجئ للحرية والديمقراطية من بعض التيارات السياسية المتلبسة بالإسلام والملتبسة على الإسلام وعلينا ... في الوقت الذي لا يقبلون الولاية والسمع والطاعة إلا للفقيـه ، أو لأمير الجماعة ، وليس لـولي الأمر الذي تـُستند ولايتة على أوراق صندوق الاقتراع التي يضعها فيه عموم الناس . قلقون ونحن نراها معكم في ميدان التحرير وتصرخ بنصرة من يتواجدون الآن فيه . ـــ لأننا قلقون وثقتنا متدنية جداً من تيارات وقوى تنادي بالتسامح والتعددية والتناوب السلمي على السلطة في الوقت الذي يقمعون هذا السلوك داخل أحزابهم وتياراتهم ، ولم يسمحوا بنشر مبادئ وقيم وثقافة التسامح والتعددية في أدبياتهم وبين أعضائهم وأنصارهم ، ولم يحاولوا تطهير نفوسهم وعقولهم من ثقافة الحقد على الآخر ... ثقافة الحقـد على الآخر التي أوصلـت الكثير منهم إلى الاعتقاد بأن استباحه واستئصال الآخر سبيلاً من سـُبل الدخول إلى الجنـة . قلقون ونحن نراها معكم في ميدان التحرير وتصرخ بنصرة من يتواجدون الآن فيه . ـــ لأننا قلقـون من هـذا الحماس المفرط والتنشيط المفاجئ لذاكرة المطالبين بتكافؤ الفرص والعدالة الاجتماعية ومكافحة الفساد ورفع الظلم الواقع على أبناء مصر ... هؤلاء الذين لـم يعملوا من أجلها أيام كانوا في مصر على رأس العمل وأصحاب قـرار ، أو كانوا في مناصب خارجها ولم يتذكروا مصر والمصريين إلا بعـد أن تقاعدوا أو فقدوا هذه المناصب وأصبحوا عاطلين عن العمل فرأيناهم يهبطون عليكم بمظلات متعددة الجنسيات . قلقون ونحن نراهم يصرخون بنصرة من يتواجدون الآن في ميدان التحرير . ـــ قلقـون وأكثر ما يقلقنـا عـودة الإدارة الأمريكية ( الديمقراطيون ) إلى سياسة تغيير الأنظمـة في منطقتنـا سعياً لحماية مصالحها فيها والتي كان الديمقراطيون قداعتمدوها في عهد كلينتون عام 1998 ( من إجابات توني بلير في جلسة الاستماع الثانية لتقصي الحقائق عن مشاركة بريطانيا في غزو العراق ) وخفتت بعد اعتماد بوش الإبن لمبدأ من ليس معنا فهو ضدنا ... وهـا هم الديمقراطيون يعودون إليها ولكن بالتوافق والتزاوج مع أسلوب الجمهوريين في نشر الفوضى الخلاقة . قلقون ونحن نرى بعض أدوات وممثلي الطرفين خلفكم وعلى جوانبكم ويصرخون بنصرة من يتواجدون الآن في ميدان التحرير . ـــ وأخيراً لإننا قلقـون ... وأكثر ما يقلقنـا هـو ما نـراه ونسـمعه من قنـاة تبـث بطريقة بائسة متدنية وتبعث على التقيؤ من بقعة تحميها الدبابات والطائرات الأمريكية وغبارها يغلف مبناها تبث صـوراً وأناشيد وعبـارات تستحضر أيام العزة والتلاحم العربي أثناء التصدي للعدوان الثلاثي بعد استعادة مصر لقناة السويس وبناء سـدها العالي وملاحم أبنائها في حرب أكتوبر تقـوم مـع هـم معهـا ووراءهـا بـهذا الـبـث المخلوط بخبرات الإنجليز في دس سموم الفتنة والتحريض ، ... ويريـدون إقناعنا بأنهم يساندون مصر وشعبها في معركتهم من أجل الحرية وضد هيمنة الأمريكان وحلف الناتو وعملائهم في المنطقة ، علمـاً بأننا لـم نـرى ولم نسـمع منها ومنذ تأسيسها إشارة إيجابية واحدة من إيجابيات تمتلئ بهـا بلاد العرب والمسلمين ... ، لأنهـا لم توجـد إلا لتنشـر ثقافـة الإحبـاط والتفتيـت ، وثقافات مشبوهـة تتقدمها ثقافة الـتطبيع لأهل المنطقة نفسياً للقبول بواقع الهيمنة والاحتلال والشرق الأوسط الجديد والكبير . هـذا القلـق المشروع الذي يـؤرقنـا يطرح سـؤالـه المشروع على الشباب المصري المعارض في ميدان التحرير والموالي قرب جامع مصطفى محمود وفي شارع جامعة الدول العربية ونحن نراكم تتبادلون الاتهامات بالبلطجة والتخريب والتخوين وتجعلونها في بعضكم حصراً ، وكأنكم تبرؤون الذين يثيرون قلقنا ممن هأم حولكم وبينكم الصارخين تظاهراً بنصرتكم ... ولأنـنا لـم نسـمع ولـو إشـارة واحدة تحفزنا على الانتقال من التفاؤل الحـًذِر إلى التفاؤل الواعـد ، ومن حالـة القلق عليكـم من مكائد من يلعبون الآن معكم على مسرح ميدان التحرير . نعرف المكانة العالية لفلسطين في ذاكرة وضمير المصريين ، ونعرف مكانة فلسطين في سياسة مصر وما أعطته لفلسطين على أرض فلسطين ومن أجلها قديماً ، ونعرف مكانة فلسطين في سياسة مصر الحديثة من نظام أسرة محمد على ، إلى نظام ثورة 23 يوليو في عهـد الرئيس جمال عبد الناصر ، وعهد الرئيس أنور السادات ، وعهد الرئيس حسني مبارك ... ولأنكـم تطالبون بإسقاط النظام وليـس بالتغيير أو الإصلاح في إدارتـه ، والتأسيس لنظـام جـديـد ... جـديـد في سـياساته الـداخلية والـخارجيـة ... ولأننـا لـم نسـمع منكـم ومن ميـدان الـتحـريـر شـيئاً عنهـا وقلقين أن يكون نظـامكـم الجـديـد ساكتاً عنهـا ، فسـؤالنـا الـمشـروع والذي بإجابتكم عنـه سـتكشفون الكثير من أصحاب المكائـد ممن خلفكم وعلى أجنابكم في ميـدان التحـرير هـو : أين تضعون فلسطين ومكانتها اليـوم في نظامكم الجـديـد الـذي تدعـون لـه الآن من ميدان التحرير ؟؟؟

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل