المحتوى الرئيسى

المنطقة المضطربة بين الرفض والتأسيس بقلم:تميم معمّر

02/08 12:50

المنطقة المضطربة بين الرفض والتأسيس ..!! تميم معمر – غزة لم يك الرئيس أبو مازن غير مدرك للواقع ومتطلباته عندما عمل على ترسيخ ديمقراطية هي الأولى من نوعها في المنطقة رغم مطالبات الكثير له بخطورة ما ستؤول إليه الأمور في حال إجراء انتخابات غير مضمونة النتائج , لكن حكمة الرئيس وإيمانه بذلك جعله يتمسك باستحقاق الانتخابات حتى وإن فاز بها من لا يعرفونها إلا لمرة واحدة وهي وصولهم للحكم .. المؤسف أن أمريكا بموظفيها المراهقين في البيت الأبيض حالياً لا يدركون عملياً – بقصد أو بدون قصد - طبيعة الشارع العربي الذي تسيطر عليه العواطف والتي تستغلها قوى المعارضة تحت شعارات رنانة وصولاً لمبتغياتها ومصالحها , بل لا تدرك أيضاً صعوبة قابلية حياتنا للديمقراطية والتي ستتسبب بوقوع ضحايا على مدار سنوات قادمة حتى يتحقق لها ما تريده .. فهي لا تدرك أن الديمواقراطية تربية ونظام حياة وسلطة قانون ومجتمع مدني وقضاء , أما الانتخابات فهي شكلية , وبالتالي فإن سقوط الأنظمة العربية قد يعني وصول أنظمة راديكالية لا تؤمن بالديمقراطية إلا لمرة واحدة كما أسلفنا , في هذا السياق أيضاً لا يمكن تناول ما يحدث بمعزل عن الضربات المشبوهة في الحادي عشر من سيبتمبر عام 2001 والتي كانت بداية " استغلالية " نحو مرحلة جديدة في المنطقة لم ينتبه إليها كثير من الزعماء العرب رغم التصريحات الأمريكية الواضحة بالعمل على صناعة شرق أوسط جديد , في حين بدأت تيارات مختلفة إستغلال ذلك من خلال التركيز والعمل على بعدين هامّين , أولهما تعزيز فكرة التغيير من خلال تعبئة جيوب وقلوب الشباب والهابها , والبعد الآخر هو فرصة صنع علاقات وعقد اجتماعات سرية مع الأمريكان لإعطاء نموذج مغري ينال ثقة الأمريكان بأنهم البديل الوحيد للاعتدال في المنطقة ..! شعوبنا العربية تعاني من مشكلات إجتماعية مختلفة , وهو الأمر الذي جعل منها أرضاً خصبة لظهور قوى مختلفة تستطيع التلاعب بمشاعرهم , وبالتالي وجدنا تقاطعاً في مصالح تلك القوى وما تريد تحقيقه الإدارة الأمريكية , رغم وجود بعض الأنظمة العربية المشهود تاريخها بالقمع والاستبداد لكثير من قوى المعارضة حتى ضد الذين أصبحت مصالحهم مشتركة مع بعض تلك الدول !! في الحالة المصرية رأينا كيف تتلاقى لأول مرة رؤية الإدارة الأمريكية والزعيم الروحي لإيران آية الله علي خامنئي . فالاثنان أيدا المتظاهرين المعارضين للنظام المصري , ولم يبق إلا أن تخرج مسيرات في إيران وأمريكا تطالب برحيل الرئيس المصري .. فالموقف الايراني ليس جديد وواضح لا سيما في العقد الأخير لمحاولة إقصاء أو إضعاف الدور المصري في الساحة العربية , لأن ذلك يصب في مصلحة إيران التي تسعى للتوسع . المثير للاستغراب هو الموقف الأمريكي رغم تصريحات عديدة لمسؤولين مصريين على رأسهم الرئيس المصري في كثير من الظروف والمواقف قبل بدء الأحداث الأخيرة بأنهم لا يقبلوا لأي جهة خارجية التدخل في شؤونهم , إلا إذا أعتبر أن الضغط الأمريكي أشبه بردّة فعل على النظام المصري الذي طالبته الإدارة الأمريكية بإجراء تغييرات قبل سنوات , لكن ذلك لا يغيّر حقيقة , وهي أن أمريكا وضعت نفسها في أزمة لن يمنحها الشرف أو الشكر على تحقيق هذا التغيير وأنها تسعى دائماً نحو تحقيق مصالحها بأي ثمن !! رغم أن الرئيس مبارك عازم على الرحيل وقد يكون سريعاً . أما المطالبات المتعلّقة بخروج مبارك من بلده , فإن الأخير قالها في خطابه بأنه ولد في مصر وضحى من أجلها كعسكري وسياسي وسيموت على أرضها . لأنه لا يعقل بأي حال بأن رئيس مثل مبارك له بصمات كبيرة في تاريخ مصر أن يغادر وطنه كمجرم ! بينما محمد البرادعي الذي عاش معظم حياته خارج مصر ولا يعرف واقعها إلا بشكل نظري ربما , نراه يقول " يجب على مبارك أن يغادر البلاد اليوم قبل غد ..! " هذه التصريحات المعيبة والتي قطعاً لا تخرج عن شخص يمتلك أدنى وطنية لبلده التي تسير نحو تدمير إقتصادي خطير في حين تقوم بعض الأطراف بمليء جيوب المتظاهرين !! كما أن الجميع يعلم دور البرادعي الذي كان رئيساً للوكالة الدولية للطاقة الذرية والتي ساهمت بتبرير الحرب على العراق واحتلالها . لعل الاشتباكات بين المؤيدين والمعارضين هو دليل على ما يمكن أن تؤول إليه الأمور في حال رحل مبارك فجأة وترك فراغ سياسي مخيف , لذا فإن المصلحة والعقلانية تقتضي انتقالا سهلا للحكم بضوابط محددة وبشكل ديمقراطي لأن هناك من يحاول الالتفاف على الانتفاضة الشعبية وجني ثمارها ..! وبما يضمن كذلك إبعاد الأيادي التي لا تريد خيراً لمصر العروبة .. أعتقد ان موجة التغيير ستستمر , وما بين لحظة الرفض والتأسيس لمرحلة جديدة وفق المنظور الامريكي سيكون هناك آلاف الضحايا , ولعل بعض التجارب تثبت ذلك , فما بالنا إذا تعلّق الأمر بالمنطقة العربية بأكملها .. لا أعتقد أن أحداً سينجو حتى من يراهن على ذلك في الخفاء من خلال إعطاء نموذج إعتدال لأن ذلك لن يوصله ولن يرتقي به مهما ظهر بالمرونة التي تريدها أمريكا لتحقيق مطالبها ومصالحها وستكون النتيجة ستكون مؤلمة للجميع ..!

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل