المحتوى الرئيسى

مصر تريد التغيير الشامل

02/07 08:18

منذ الخامس والعشرين من يناير وأنا أعلم علم اليقين أن شباب مصر الذى خرج ولقى ربه شهيداً فى ميدان التحرير وشارع قصر العينى وميدان عبدالمنعم رياض وفى الإسكندرية والمنصورة والشرقية، وفى كل بقاع مصرنا الطاهرة، لم يخرج فقط للإطاحة بجمال مبارك وصفوت الشريف وزكريا عزمى وعلى الدين هلال ومفيد شهاب من الحزب الوطنى، والغريب أن بعضهم لايزال مسؤولاً فاعلاً فى النظام. الملايين وفى مقدمتهم الشهداء الذين خرجوا فى مصر كلها ومئات الآلاف الذين يعتصمون الآن فى شوارعها لم تكن كل مطالبهم هى تعيين نائب لرئيس الجمهورية ورئيس جديد للوزراء هما الأكثر ارتباطاً وانتماءً وقرباًَ من الرئيس مبارك رأس النظام كما لم تكن مجرد إخراج الوزراء رجال الأعمال من تلك الحكومة والذى تم فقط لامتصاص الغضب وليس عن رؤية وفكر جديدين؟! هل تعتقدون أن وعود التعديل الدستورى وتنفيذ الأحكام القضائية التى ستصدر من محكمة النقض بخصوص مجلس الشعب مع تجاهلها تعديلات كثيرة مهمة كافية لتلبية آمال وطموحات المصريين؟.. علماً بأنها مازالت مجرد وعود وكم من وعود قطعها الرئيس مبارك على نفسه ولم تنفذ. هل تعتقدون أن الإجراءات التى تحدثت عن منع بعض الوزراء والمسؤولين السابقين من السفر وتجميد أرصدتهم كافية؟ وهناك من هو أكثر منهم ارتباطاً بالفساد ونهباً للمال العام وتكديساً للمليارات الحرام لم يقترب منهم أحد بالرغم من أنكم تعلمونهم جيداً وسيبقون تحت الحماية حتى يسقط النظام أو يضحى ببعضهم فى محاولات إطالة عمره بضعة أيام أو أسابيع؟.. وحتى لو قدمتموهم لجهات التحقيق.. هل تعتقدون أنه سيكون مرضياً وكافياً لتحقيق مطالب الثورة؟ لن يكون هذا كافياً أو مرضياً.. لأن الأمر كما رأيته فى عيون الشباب وسمعته على ألسنتهم يبدأ برحيل الرئيس مبارك.. رحيله بمعنى تنحيه وليس بالضرورة خروجه من مصر.. رحيله يعنى سقوط النظام والتمهيد لبدء حياة جديدة ونشوء عهد جديد.. خرج الشهداء ومن ينتظرون اللحاق بهم ومن يرابطون، أملاً فى مستقبل أفضل يتوقون إلى «مصر جديدة».. بلد يؤسس على شرعية جديدة.. هى ثورة 25 يناير 2011.. خرجوا يتوقون إلى دستور جديد تضعه هيئة تضم كل أطياف مصر.. يتوقون إلى حل مجلسى الشعب والشورى المزورين إلى مجلس رئاسى مؤقت لفترة انتقالية محددة وحكومة انتقالية تضم ممثلى كل القوى السياسية لتسيير الأمور والإشراف على عملية انتقال السلطة وبدء عهد نصلح فيه أوضاع الاقتصاد والتعليم والصحة والزراعة والعمارة وسائر شؤون حياتنا.. وقبل هذا كله نصلح فيه روح وكيان الإنسان فى مصر.. هذا ما نريده وغير هذا سيكون التفافاً ومماطلة وتسويفاً وتهدئة حتى يسترد زبانية الاستبداد والتشريع أنفاسهم وقوتهم، ويتم التنكيل بالشباب ودعاة الإصلاح ومن ساندوهم، ثم تفريغ الوعود فى نصوص أكثر سوءاً من الحالية.. أو يتم النكوص عن الوعود بأكملها. الصراحة أن انعدام الثقة فى هذا النظام لا يجعل هناك مفراً من الإصرار على رحيله.. مصر تريد التغيير الشامل وهى تستحقه وكفانا رضوخاً للاستبداد والتخلف والفساد.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل