المحتوى الرئيسى

إنذار مبكر

02/07 08:18

فى ظل الفرحة الغامرة بما قام به شباب «اللجان الشعبية» فى الأحياء والمناطق، من تأمين وحماية الأرواح والممتلكات، بعد كارثة غياب الشرطة عن الشارع، لم يغادرنى القلق على المستقبل بعد أن رأيت ورأى كثيرون غيرى أن بعض هذه «اللجان» ضمت بلطجية ومسجلين خطر انتهزوا الفرصة لارتكاب ما يعرف بجريمة «فرض السيطرة» نعم، فرحنا بشباب «سيماهم على وجوهم» يستوقفون المارة مترجلين أو فى سياراتهم ويخاطبونهم بكل أدب واحترام، ويعتذرون مقدماً عما يتخذونه من إجراءات فى ظروف استثنائية نعيشها جميعاً، لكننا أيضاً صادفنا هؤلاء البلطجية وهم يبادرون بتوقيفنا بإشارة من «سنجة» أو مطواة قرن غزال فى أيديهم، ويتلذذون ببعثرة محتويات السيارات، فى أداء استعراضى أمام زملائهم يكشف مدى سيطرتهم. ربما كنا نشعر بالسعادة بعد مرورنا من «كمين شعبى» من فرط أدب وذوق أفراده، وتنكسر هذه السعادة بعد 20 متراً فقط عندما يستوقفك كمين آخر يقوده بلطجى رأى بعينه تفتيشك وسيارتك فى الكمين السابق، لكنه يصر على تعطيلك «وتعذيبك» و«إرهابك» بإجراءات مماثلة تستغرق وقتاً أطول يرضى غروره، ويسحب من رصيد فرصتك لحساب من يتحلقون حوله باعتباره المثل الأعلى فى «فرض السيطرة». الأحداث الراهنة ستنتهى حتماً بأى نتائج سترضى البعض وتغضب البعض الآخر، وسيدور الحديث لفترة عن تقييم ما حصده كل طرف من مكاسب أو خسائر سياسية تحققت على أرض الواقع وسينتهى الدور المؤقت الذى قامت به اللجان الشعبية، وسيبادر بالانسحاب من فرحنا بهم وطمأنونا فى الأيام حالكة السواد، وسيبقى البلطجية فى بعض الأحياء «بؤراً إجرامية» يواصلون فرض سيطرتهم بسلطة وهمية اكتسبوها بـ«قرن الغزال»، سنعانى جميعاً من هؤلاء فى تفاصيل الحياة اليومية وسينفجر الغضب الأهلى بعد الاطمئنان إلى ما تحقق من مكاسب سياسية عامة. التحدى المقبل أمام وزير الداخلية الجديد محمود وجدى وجهاز الشرطة هو إعادة الانضباط للشارع، والتكفير عن فترة «الانفلات الأمنى».. هذا إنذار مبكر أثق فى قدرة الوزير الجديد على استيعابه وهو الذى قضى حياته العملية كلها ضابطاً للمباحث، ويعرف عن الشارع وعن محترفى فرض السيطرة ما لا نعرف، وأرجو أن يكون قد فهم الرسالة. [email protected]  

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل