المحتوى الرئيسى

سألني عميد الأسرى المقدسيين " الرازم " فبكيت بقلم:أ . رأفت حمدونة

02/07 21:18

سألني عميد الأسرى المقدسيين " الرازم " فبكيت – بقلم : أ . رأفت حمدونة سألني عميد الأسرى المقدسيين جنرال الصبر وأحد طلائع الحركة الوطنية الأسيرة وقياداتها فؤاد قاسم عرفات الرازم ( 54 عاماً ) بعد إحياء ذكرى اعتقاله الثلاثين ودخوله العام الواحد والثلاثين على التوالي فى السجون عن مرور ذكرى اعتقاله ؟ فقلت : كان حدثاً مميزاً وتغطية من كل وسائل الإعلام للقضية ويوم تضامني أعده نخبة من زملاء السجن المحررين مع لجان ومراكز وشخصيات ونشطاء ، وكان وجود لقيادات ومتضامنين ومشاركين فى الفعالية وعدد من أمهات الأسرى . فسألني : هل حضر للفعالية القائد الفلانى ؟ فأجبت : لا . فسأل : والقيادي فلان ؟ قلت : للأسف لا . وسأل عن القيادي فلان ؟ قلت : أيضاً لا . سأل : ومن حضر ؟ قلت : فلان وفلان وفلان وآخرين ......... الخ . سأل : كان عدد كبير من المتضامنين ؟ قلت : من يحضر للصليب الأحمر في كل يوم اثنين بالإضافة لعدد من المتضامنين الجدد وأمهات الأسرى . قال : كانت أم إبراهيم بارود وأم أحمد حرز وأم حمدى زويدى وأم عبد الرحمن شهاب وعدد من الأمهات الصابرات اللواتي أتين من الصباح كعادتهن منذ 16 عام ويزيد ؟؟ قلت : نعم . سأل : وعن ماذا تحدثت وسائل الإعلام ؟ قلت : عن اعتقالك وتاريخك وعن الأسرى القدامى ووداعك لوالدتك قبل الرحيل ؟ سأل : وهل تحدثوا عن سبب وجودنا فى الأسرى لمدة ثلاثين عاماً ومن يتحمل المسئولية عن ذلك ؟ أجبت : اللقاءات الإعلامية كانت تضامنية ولم تكن تقييميه . حينها شعرت عند كل سؤال بأن " أبا القاسم " يقرأ الشخصيات والنفسيات وتفاصيل الواقع وحال التنظيمات والثورة الفلسطينية ومصير الأسرى بشكل عام . ثم تنهد " الرازم " من صدره تنهيدة كادت تخلع عظمات صدره النحيف وكأن نار تخرج من قلبه مع حشرجات من حلقه مع نبرات من العتب وقال : وصلت الصورة يا صديقى ، وقل للجميع من على لسانى بأمانة أن قضية الأسرى أقدس من مصالح الأحزاب التي يخرج لتصنيمها مئات الآلاف ، وقل للشخصيات التي قصرت أن الدنيا لا تبقى لأحد ، وأن قضيتنا سياسية وليست إنسانية وأنها تحتاج لعزم الرجال التي لا تلين ، وعلى الجميع أن يعلم أننا على يقين بأن الثورة الفلسطينية تأكل أبناءها وأنها بكل فصائلها مسئولة عن بقاءنا فى السجون لكل هذه السنين ، وقبِِل لى جبين الأمهات المحتسبات الصابرات المعتصمات فهن النجمة على رءوسنا والتاج فوق رءوسنا ، وأكثر ما أخشى يا صديق بأن تعاد هذه التجربة المريرة على مئات الأسرى الجدد المحكومين بعشرات المؤبدات فتهدر زهرة شبابهم وأجمل سني أعمارهم بسبب كل هذا التقصير . وتسائل : أليس من الغريب يا صديقى أن يكون شخص منا بطل عند تنظيمه خارج السجن فيطلب ويُطاع لاستثمار بطولاته وإذا ما دخل السجن تنتهي صلاحيته لأن إمكانياته وقدراته وتضحياته قد توقفت ؟ وفى النهاية بلغ سلامي لروح الشهداء الأطهار ، والمجاهدين الثوار ، وأمهات وزوجات وأبناء الأسرى والفقراء والمحرومين والمظلومين والمستضعفين الأحرار ، وسلم لى على والدك وجدتك التى لا زالت ترى فى عينيها بلا غبش ولا مستجدات ولا مواقف متغيرة تربطها التحالفات والعلاقات أن " فلسطين لا زالت هى نفسها فلسطين من نهرها إلى بحرها وسفوح جبالها ، وقل لمن يحبنا لا تقلقوا على مستقبلنا ولا على نفسياتنا ومعنوياتنا فنحن اخترنا طريقاً عرفنا بدايته ونؤمن بنهايته ، نعم السجن بلا تعريف معترك عنيف كقارب فى بحر هائج بلا تجديف ، ولكن السجن لا يبنى على أحد ونحن على موعد مع الحرية ان شاء الله . ___________________________ تعريف بالكاتب الأسير المحرر / رأفت خليل حمدونة من مواليد مخيم جباليا بتاريخ 8/8/1970 ، تم اعتقاله في العام 1990 م على خلفية نضالية وحوكم 15 عام وإغلاق جزء من بيته ، أمضى فترة اعتقاله في سجون عدة منها " عزل الرملة ، عسقلان ، نفحة ، بئر السبع ، هداريم ، ريمونيم ، جلبوع " وتم تحريره في 2005 م بعد قضاء كامل محكومتيه . حصل على شهادة البكالوريوس في علم الاجتماع والعلوم الإنسانية من الجامعة المفتوحة في إسرائيل - رعنانا خلال فترة اعتقاله ، ويحمل درجة الماجستير في الدراسات الإقليمية مسار " دراسات إسرائيلية " وبتقدير ممتاز من جامعة القدس / أبو ديس . ومن مؤلفاته داخل الاعتقال ” نجوم فوق الجبين – عاشق من جنين – الشتات – ما بين السجن والمنفى حتى الشهادة – قلبي والمخيم – لن يموت الحلم – صرخة من أعماق الذاكرة ” كما أن الكاتب " حمدونة " باحث فى قضايا الأسرى ، وعضو فى لجنة الأسرى للقوى الوطنية والإسلامية ، ومدير لمركز الأسرى للدراسات ، وعضو مساند فى اتحاد الكتاب الفلسطيني ، وعضو فى نقابة الصحفيين الفلسطينيين ، ومعد ومقدم برامج إذاعية وتلفزيونية .

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل