يا بغداد ثوري ثوري خلي نوري يلحق نوري بقلم:طــلال معروف نجم

يا بغداد ثوري ثوري خلي نوري يلحق نوري بقلم / طــلال معروف نجم الثورات التي يفجرها العسكر لا أعترف بشعبيتها. ولا يمكن نعتها لاحقا بالثورات الشعبية. فهي انقلابات عسكرية تخدم أطماع العساكر لا أكثر ولا أقل . ولعل أقدم ثورة شعبية حاضرة في الاذهان حتى الان , هي الثورة الفرنسية التي أضحت لاحقا معينا للثورات الاممية. وثورة أكتوبر هي ثورة العمال والفلاحين على أمتداد أرض روسيا القيصرية. في وطننا العربي لعل اقدم الثورات الشعبية , كانت ثورة 1919 المصرية التي اندلعت شعبية وقادتها كانوا من المدنيين الثوار. بعد عام من اندلاع هذه الثورة , حاكاهم العراقيون بثورة شعبية عارمة , سميت بثورة العشرين. أمتدت من زاخو حتى البحر , ساندها أهلنا في دير الزور الذين كانوا يتوقون الى الوحدة مع الجسد العراقي وقتذاك. ولا ننسى الثورة الجزائرية البطلة التي كانت صناعة شعبية بأمتياز. * منذ ثورة العشرين ولهذا اليوم كان شعبنا العراقي فقط يساند ويهلل لآنقلابات عسكرية , لم يحصد منها سوى الخراب والدمار والتخلف. بأستثناء هبات وانتفاضات شعبية باسلة , كانت تسحق في مكانها. دعوة موقع " كتابات" الالكتروني في تقديري دعوة جريئة الى أبعد حدود الجرأة , هي التي منحتني الجرأة أن أدكتب هذه المقالة , وأدعو الى ثورة شعبية لاتذر ولاتبقي من عصابات الحرامية حراميا واحدا في جحره. ولفت نظري الى دعوة "كتابات" انها وجدت في شعارات انتفاضة 25 يناير لشباب مصر البطل , وعيا تعبويا يفعل نجاحات اي انتفاضة او ثورة شعبية. فكانت شعارات "كتابات" التي دعت الى رفعها مثل " دولة .. دولة مدنية فليسقط الحرامية " . او " عراق - حر- بلا – فساد " , تؤكد ضرورة التخلص من شعارات أمراء الطوائف البغيضة . وتأتي لطمة لأ صحاب العمائم الخضراء والبيضاء والسوداء والكلكلي. فتعاطف شعب الامة العربية مع انتفاضة 25 يناير الشبابية, مرده انها كانت شعارات طالبت بالحريات والديمقراطية , حتى لم تطالب بالخبز ولا بالخدمات التي يشكو منها المواطن المصري منذ عقود من الزمن. لأن شباب مصر أيقنوا أن بالحرية وبالديمقراطية سينالون رغيف الخبز وينعمون بالخدمات العامة. وبشعاراتهم الوطنية النقية سيعرون زيف شعارات الاخوان المسلمين البالية. أما انتفاضتنا او ثورتنا التي نرنو اليها في عراقنا الممزق , عليها ان تركز شعاراتها فعلا فقط على دور اسقاط الحرامية , فبأسقاطهم يسقط الفساد . ويعود اصحاب العمائم المساندين للحرامية, وجلين مرعوبين الى مساجدهم وجوامعهم وحسينياتهم . قد أظن أني كنت على خطأ , يوم أن وجدت أن شعبنا ليس بمقدوره محاكاة انتفاضة تونس , في مقالتي السابقة " انتفاضة الشعب التونسي هل بمقدورنا محاكاتها ؟ " . الان استطيع ان اقول بمقدورنا محاكات حتى ثورة 25 يناير الشبابية في مصر. يوم شاهدت الشعب المصري يحشد لمسيرة مليونية , فتذكرت ما للعراقيين من قدرات على تحشيد مثل هذه المسيرات المليونية. بدليل أن الحزب الشيوعي العراقي استطاع عام 1959, ان يحشد مايقرب من المليون مواطن في أكبر مسيرة شعبية, بمناسبة عيد العمال العالمي. بدايتها من منطقة القصر الابيض ونهايتها عند ساحة باب المعظم. في وقت كان نفوس العراق سبعة ملايين نسمة فقط . واليوم نفوس العراق يربو على الثلاثين ملايين نسمة. فما بالنا اليوم ؟.. لماذا لاتتحرك الجماهير المنكوبة التي حشدت وتحشد بكل قدرات فائقة , مواكب عاشوراء المليونية وتزيد على المليون بمليونين او أكثر, فتنقض على اوكار الحرامية . أؤكد أنذاك أن عصابات جيش المهدي . والنسخة الجديدة منها وهي عصابات عصائب الحق , ستولي الادبار وتختفي عن الانظار. وسيكون بمقدورنا لاحقا ان نقيم دولة مدنية حضارية, لاتنهل من غيبيات الفرس شيئا. ولامن التكفيريين من أذناب القاعدة أفكار التخلف والرجعية. أنها دعوة لتفعيلها من قبل المثقفين والكتاب والشرفاء . لأننا لاننتظر من اصحاب العمائم الخير, لأنهم سيدعون الى تحريمها عبر فتاوى باطلة . أنذاك سنغني كما غنى شباب عراق الأمس , عبر كل انتفاضاته وهباته مع اضافة جديدة على الاغنية : " يا بغداد ثوري ثوري خلي نوري يلحق نوري" .