المحتوى الرئيسى

أعمال "خالد يوسف" و"هانى رمزى" تتنبأ بالأحداث الجارية

02/07 16:47

قليلة هى الأعمال التى باستطاعتها التنبؤ بالمستقبل، وربما ما مرت به مصر من أحداث شهدتها الأسبوعين السابقين من ثورة شعبية يجعلنا ندقق النظر فيما قدم من أعمال فنية تنبأت بما حدث، وأول ما يخطر ببالنا الأستاذ يوسف شاهين الذى استطاع أن يقدم ذلك المشهد الذى رأيناه جميعا على شاشات التليفزيون من انقلاب الشعب على الشرطة، وذلك من خلال آخر أعماله السينمائية "هى فوضى" والذى ساعده فيه "التلميذ" خالد يوسف، حيث كان العمل شديد التميز والواقعية حيث صور رجل أمن "أمين شرطة" متسلط ومتحكم فى الأبرياء من الشعب بحكم سلطته حتى وإن كان أمين شرطة. وقد أدى تسلط هذا الأمين على الناس فى النهاية إلى ثورة شعبية قادت جميع المظلومين من تسلطه إلى القسم الذى يعمل به واقتحامه والقبض عليه حتى قتل هذا الأمين نفسه، وهنا إشارة واضحة إلى انتصار سلطة الشعب وإرادته على أى سلطة حتى وإن طالت الفترة الزمنية فلابد للشعب أن يأخذ بثأره. أما الرؤية المستقبلية الثانية كان صاحبها المبدع خالد يوسف والذى صنف على أنه مخرج "الواقعية" فنجد أن من أطلق عليه هذا الاسم لم يخطئ حين تنبأ بما آلت إليه مصر فى كثير من أعماله نذكر منها "حين ميسرة" و"دكان شحاتة". فالأول كان يناقش قضية العشوائيات فى مصر وخطورتها على المجتمع وتمثيلها على أساس أنها قنبلة موقوتة يمكن فى أى لحظة أن يخرج قاطنوها للمطالبة بحقوقهم المسلوبة حتى تمكن أفرد الأمن من تفجيرها فى نهاية الفيلم وهو تجسيد شديد الوضوح على ما حدث على أرض الواقع من استخدام أفراد الأمن للعنف ضد كل من طالب بحقه حتى سقط ضحايا. أما الثانى "دكان شحاتة" فبدأ منذ أحداث عام 1977 عام الانتفاضة الشعبية الشهيرة وينتهى فى عام 2013 وقد تنبأ المخرج ببعض الأحداث والتى تجسدت أمامنا بوضوح فى المشهد الحقيقي، حيث كان آخر مشاهد هذا الفيلم هو انتشار الفوضى العارمة وغياب الأمن والأمان عن مصر حتى أصبحت السرقة علنية والاضطهاد الدينى، كذلك وهو المشهد الذى أثار جدلا كبيرا قبيل خروج الفيلم للنور حتى عرض على جهات سيادية وافقت عليه ولعل من حق المخرج خالد يوسف أن يسير مرفوع الرأس فخورا بتنبؤه الذى حدث وإن كانت نظرته شديدة الضبابية والتشاؤم ولكن هذا ما حدث. كما ألمح يوسف إلى كم التدخل الأمنى فى عملية الانتخابات البرلمانية فى فيلم "خيانة مشروعة" بعد أن تواطأ الأمن مع المرشح صاحب النفوذ الأقوى مبدع آخر له عين ثاقبة ونظرة بعيدة المدى تدل على مدى وطنيته والتى تتجلى فى أعماله ، هانى رمزى التى خاض الكثير من الصراعات الفنية ضد الرقابة فاسمه كفيل بخلق مشكلة لدى القائمين على الرقابة. قدم رمزى فيلمين فى غاية الأهمية وهما "عايز حقى" و"ظاظا" اللذان حققا نجاحا كبيرا على المستوى الجماهيرى والنقدى، فالأول يناقش فكرة الخصخصة وبيع القطاع العام وذلك فى فترة مبكرة من تلك الأزمة حتى ظهر ما عرف بالصكوك الشعبية وهو المشروع الذى تبناه وزير الثقافة السابق محمود محيى الدين والذى كان من الممكن أن يؤدى به إلى بيع المصريين لحصصهم من المال العام وبالتالى اختفاء القطاع العام أما "ظاظا" فهو فيلم أقرب إلى الفانتازيا، حيث يلجأ رمزى إلى التحايل فيتخيل دولة، ليست مصر، يحكمها حاكم منذ وقت طويل وحكومته تسلب أموال الشعب حتى يظهر أحد المواطنين على ساحة الانتخابات الرئاسية تتعاطف معه الجماهير ويتم انتخابه رئيسا ويبدأ فى التخلص من جميع سلبيات العهد السابق. وفى نهاية الفيلم يتعرض الرئيس الجديد لمحاولة اغتيال ولا نعرف إذا كان قد مات أم لا إلا أنه فى اللحظات التى تم اغتياله فيها كانت زوجته تضع مولدهما الأول، وهو إسقاط مباشر على ذلك الجيل الجديد القادم، وهذا الجيل الذى استطاع إشعال نيران ثورة 25 يناير للتخلص مما أسموه بالعهد الديكتاتورى .

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل