أميركا في ثياب الواعظين ! بقلم:وئام مطر

لم يكن غريباً ولم نفاجأ بالموقف الأميركي الذي بدا وكأنه يساند الاحتجاجات المصرية , بدعوى الديمقراطية وحق الشعب في التغيير واحترام إرادته , تماماً ينطبق على الإدارة الأميركية قول الشاعر : برز الثعلب يوماً , في ثياب الواعظين , وللعاقل أن يسأل , أين كانت الديمقراطية التي تتحدث بها أميركا الآن عندما ذبحت الشعب العراقي ؟ أين كانت هذه الديمقراطية عندما اغتصبت الفتيات من قبل مجندون مجرمون في العراق , وأين هي الديمقراطية أمام سجن غوانتنامو الذي يمارس فيه قهر الرجال . أين الديمقراطية التي تتغنى بها أميركا حين تعاطفت مع العدو الصهيوني الذي شن حرب إبادة ضد الشعب الفلسطيني في حربه الأخيرة على قطاع غزة ؟ وأي ديمقراطية هذه وهي ما زالت تساند الاحتلال في اغتصاب أرضنا بل وتؤيد المزيد من نهب ما تبقى منها ؟ ولماذا في هذا الوقت بالذات ؟ أبداً لن تمر علينا هذه الأكاذيب مر الكرام , وفي التدخل الأميركي الواضح والاهتمام غير المسبوق نشتم رائحة غدر ترتبط بالتأكيد مع المصالح الأميركية في المنطقة , ويبدو أن أميركا تسابق الأحداث بل تريد أن ترسخ واقعاً جديداً بمظهر مختلف , بحيث ينسجم هذا الواقع بل يتوافق مع مصالحها ومن ثم تحقيق أهدافها لتطمئن عبر كسب المزيد من الوقت . ومن يتابع الأحداث عبر سنوات مضت يعي ما أقول , حيث بدأت أميركا ودول غربية منذ سنوات بالحديث عن حالة مبارك الصحية , ثم بدأت ببث تقارير عن خليفة مبارك وطرح الأسماء , هذا إن دل على شئ فإنما يدل على قلق يسيطر على الإدارة الأميركية , مصدره مستقبل مجهول يواجه المصالح الأميركية , ويبدو أن هذا القلق أفقد الأميركيين ودول غربية أخرى صبرها , فكان الموقف الأميركي الآن تجاه ما يحدث في مصر . أما الحديث عن الديمقراطية فهذا آخر ما يمكن أن يمرر علينا من قبل الإدارة الأميركية