المحتوى الرئيسى

بلطجية الأحزاب التقدمية والديمقراطية بقلم خليل الصمادي

02/06 15:53

بلطجية الأحزاب التقدمية والديمقراطية لا شك أن فضيحة الحزب التقدمي الديمقراطي في استقدام البلطجية وهم يركبون الجمال والخيول والحمير شاهرين سيوفهم وخناجرهم مخترقين صفوف الجماهير المحتشدة في ميدان التعحرير ترهيبا وتخويفا ألقت بظلالها على العالم كله وأصبحت مادة إعلامية تناولتها وسائل الإعلام العربية والغربية وفتحت ملفات وكليكسية ستكون وبالا على هذا الحزب وغيره . ولن يكتف منظرو الحزب الوطني التقدمي بهذا المشهد الدرامي المثير ـ الذي لا شك أنه سيكون مادة درامية غنية لكتاب السيناريو ما بعد مبارك ـ بل أنهم أخرجوا أصحاب السوابق من السجون والمعتقلات وخطبوا بهم خطب عصماء كخطبة طارق بن زياد وزياد ابن أبيه وقس بن ساعدة وأعطوهم الملتوف والبنزين طالبين منهم إحراق مصر بطريقة نيرونية لا مثيل لها ، بل ودهس المنتفضين بسيارات الدولة في مناظر مخزية ما كان يفعلها هولاكو ولا التتار حتى لو كانت السيارات مركبهم !! . ولا داع لذكر لكل المخازي التي مارسها الحزب خلال الثورة المباركة فهي كثيرة خارجية وداخلية ، ولكن هناك وقفات فكرية لا بد من التنويه عليها وهذه التنبيهات تنطلق من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم (ستأتى على أمتي سنوات خداعات يكذب فيها الصادق و يصدق فيها الكاذب ويؤتمن الخائن و يخون فيها الامين وينطق فيها الرويبضه قيل : وما الرويبضة قال : الرجل التافه السفيه يتكلم فى أمر العامة( وأول هذه الوقفات أن هذا الحزب الذي يدعي الوطنية والديمقراطية والحداثة والتقدم وما غير ذلك من مصطلحات رنانة هو بعيد كل البعد عما يدعي بل يحق لنا أن ندعي عكس ذلك فهو حزب ديكتاتوري متخلف همجي فاسد لا همَّ له إلا السلطة والسرقة والنهب ونشر الفساد بين العباد وفي أرجاء البلاد . وثاني هذه الوقفات هي أن الذين كانوا يتهمون فيما سبق بالتخلف والرجعية والتبعية والعمالة والخيانة أثبتوا للعالم أجمع أنِّهم حضاريون يمعنى الكلمة ، لقد صرف الحزب الوطني مليارات الدولارات من أجل تشويه هؤلاء الأبطال فأنتجوا عشرات الأفلام والمسلسلات وأسندوا البطولات لأشهر المهرجين لتأثيرهم على الناس ولكن هذه المليارات تنطبق عليها قوله سبحانه وتعالى { إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ فَسَيُنْفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ} وثالث هذه الوقفات هي إصرار بعض الكتاب والمحللين على محاربة الحق وهم يرونه أمام أعينهم أوضح من الشمس فبالرغم من انتقادهم لهذه البلطجة ويقينهم بالأطهار من شباب ميدان التحرير الذين نظموا الميدان والأحياء المجاورة تنظيما رائعا عجزت عنه الحكومة والجيش فإنهم يكابرون ويعاندون ويبخسون الصادقين حقهم بل أنهم يهاجمونهم كما يهاجمهم أفراد الحزب البلطجي. ورابع هذه الوقفات حكمة وحنكة الصادقين من شباب مصر العروية في ميدان التحرير وغيره فهم حتى يطمئنوا الرويبضيين والمرجفين والعملاء والمنتظرين فلم يرفعوا شعارات حزبية ضيقة ولم يتباهوا بحشدهم الرائع بل أبعد من هذا نسبوا حنكة الإدارة وحسن التنظيم للجميع وهذا ذكرني في تسعينات القرن الماضي يوم أفاقت القاهرة على زلزال عنيف شرد عشرات الآلاف فقد عجزت الدولة وحزبها الوطني عن حل المشكلة وما حلها إلا الرجعيون والمتخلفون والمتعصبون وخفافيش الظلام على لغة حديث : ستكون سنوات خداعات .. حلوها وأووا الناس وتبخروا يومها كانت حكومة الحزب الوطني تنهب أموال المساعدات التي انهالت على المتضررين من الخارج والداخل. وآخر هذه الوقفات أنَّ الحزب الوطني الديمقراطي ليس حالة وحيدة في عالمنا العربي بل هي نموذج متكرر في كل مكان فقد وصل الحال بعكس كل الأمور فكل ما نسمعه في الإعلام الرويبضي علينا أن نعكسه فمصطلحات الحرية والديمقراطية والعدالة والوطنية ما هي إلا عبودية ودكتاتورية وظلم وعمالة لأمريكا وإسرائيل ، ومصطلح الجماعة غير الشرعية وحماستان والتخلف والرجعية وإمارة الظلام ما هي إلا شهادات ذهبية أطلقها البلطجيون وهم يركبون جمالهم وخيولهم وحتى طائراتهم إف 16 حتى يغيروا الحقيقة التي صارت لا تغطى في عصر الجزيرة والأنترنت والفيس بوك والتويتر. خليل الصمادي / دمشق

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل